رواية العقب الحديدية The Iron Heel Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد الرواية من ضمن الأعمال الأدبية التي صدرت عن الكاتب والأديب جاك لندن، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد صدر عنه كذلك العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت استحساناً وصدى واسع حال صدورها، وحين تم العمل على إصدارها سنة 1908م حصدت نسبية مبيعات عالية، وهذا ما دفع إلى تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها تندرج تحت تصنيف الروايات الدستوبية، والتي يشار بها إدلاء وصف للواقع المرير أو الحديث حول موضوع الفساد السائد في المجتمعات، وقد اعتبرت الرواية من أول الروايات التي تناولت في مضمونها الحديث عن موضوع الديستوبيا الحديثة، حيث دارت الأحداث حول إحدى الطبقات المجتمعية التي صعدت إلى أعلى مستويات الطغيان في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تمت الإشارة إلى أن الرواية هي من أكثر الروايات التي تخللتها الصراحة والحقائق حول ما يتعلق بأفكار الكاتب التي تنادي بالاشتراكية، كما برزت على أنها من الأعمال السباقة في مجال أدب الخيال العلمي السلس والبسيط والسهل، إذ أن ركز الكتاب الذي يحتويها على التغيرات المستقبلية التي تحدث في أي مجتمع كما تطرقت للجانب السياسي مع تقديم اهتمام أقل للتغيرات التكنولوجية التي كانت في تطور مستمر.

تم وضع الكتاب الذي يتضمن الرواية في مكانة خاصة ومميزة تختلف عن بقية المكانات التي وضعت بها الأعمال الأدبية للكاتب، حيث أنه تم سرد الأحداث من وجهة نظر الشخصية الأولى، وقد كانت غالبية الأحداث تقع في منطقة خليج سان فرانسيسكو، بما في ذلك مقاطعة سونوما.

رواية العقب الحديدية

في البداية كانت تستند وقائع وأحداث الرواية على إحدى المخطوطات التي تعرف باسم مخطوطة إيفرارد، وقد كانت تلك المخطوطة من نسج الخيال ويعود تأليفها إلى شخصية خيالية كذلك وتدعى أفيس إيفرهارد، وقد كانت كاتبة المخطوطة قامت بإخفاء تلك المخطوطة، والتي تم العثور عليها في وقت لاحق وقد كان ذلك الوقت بعد عدة قرون من تأليفها، وعلاوة على ذلك كانت الرواية تتضمن مقدمة وسلسلة من الحواشي الطويلة وفي كثير من الأحيان كانت مكتوبة من وجهة نظر أحد الباحثين المشهورين والذي يعرف باسم أنتوني ميريديث.

حيث أن ميريديث كان يكتب عن أحداث على بعد ما يقارب 2600 ميلادي أو بعد مرور ما يقارب على أربعمئة وتسعة عشر جماعة أخوية الإنسان، أي ما يعرف بمفهوم اجتماعي يربط العلاقات بين بني البشر، وقد كانت الأديب في هذه الرواية يكتب على مستويين، حيث كان يشير في أغلب الأحيان إلى أن ميريديث كان باستمرار يقوم  بتصحيح الأخطاء التي وردت في المخطوطة بشكل متعمد، وفي الوقت ذاته تم الكشف عن موضوع الفهم الناقص الذي كان طاغي لهذا المنظور المستقبلي البعيد المدى.

وفي ذلك الوقت كانت قد حرقت المقدمة التي وضعها الباحث بعض الأحداث التي وردت في القصة الموجودة في المخطوطة الأصلية، وقد كان ذلك الأمر عمله بشكل مقصود، حيث أنه لم تكن معظم المصطلحات الموجودة في تلك المقدمة مفهومة أثناء كتابتها، وقبل أن يحصل أي فرصة للتعرف بشكل واضح بين بطلي الرواية وهم فتاة تدعى أفيس وشاب يدعى أرنست، واللذان في بداية الأحداث كانا قد وقعا في علاقة غرامية مشتركة بينهم، وقد تمت الإشارة إلى أنه كيف تورطت أفيس في المجال السياسي، وقد أراد الكاتب ضمن تلك الأحداث أن يشعر القارئ بالفعل أن جميع نضالاتهم وآمالهم سوف تنتهي من خلال سير الأحداث إلى الفشل والقمع التام، وأنه كيف كلاهما سوف يحكم عليهم بالإعدام في نهاية الأحداث.

وقد كان ذلك الأمر ما مهد إلى حضور جو مأساوي لكل ما تبع من أحداث، حيث أوضح أنه وعلى الرغم من أنه كان هناك عزاء في النهاية، إلا أنها وصفت بالنهاية السعيدة؛ وذلك لأن الكاتب أشار إلى أن نهاية الموت سوف تأتي لكافة البشرية بأكملهم، وعلى الرغم من مرور آلاف السنين، حيث أن كل تلك السنين تعتبر مجرد وقت متأخر من وجهة نظر كل من أفيس وأرنست على الصعيد الشخصي، كما أنهم أشاروا بدورهم إلى أنه في يوم من الأيام سوف تسقط الأوليغارشية والتي وصفوها بأنها من أقسى الأنظمة التي عرفوها في حياتهم على الإطلاق، وأنهم سوف تتم تبرئتهم منها كلاهما وأنهم سوف يتلقّيان الاحترام والتقدير من قبل الأجيال القادمة.

كما أوضح كلاهما أنه سوف ينظر إليهما على أنهما رائدان وشهيدان، وفي نهاية الكتاب تم التعريف بالفتاة التي تدعى أفيس كننغهام، حيث أن تلك الفتاة كانت ابنة أحد العلماء المشهورين والبارزين في مجال علم الفيزياء، ومن ثم تم التطرق للحديث عن أحد الشاب الذي يتبع نظام الاشتراكية ويدعى أرنست إيفرهارد، إذ أنه في بداية الأمر لا تتفق أفيس مع أرنست في إحدى وجهات النظر وهو أن النظام الاجتماعي السائد في الوقت الحالي والمعاصر يعتمد بشكل كامل على استغلال العمل، وعلاوة على كل ذلك يتم تشريع حول التحقيق في الظروف المعيشية والاجتماعية التي يعيشها العمال.

كما أوضح أحدهم أن تلك الظروف هي ظروف صعبة ورهيبة، ومن هذا المنطلق تغير أفيس رأيها وتقبل بوجهة نظر أرنست والتي كانت قد رأتها شمولية وعالمية، وعلى ذات المبدأ لا يؤمن أحد الأشخاص والذي يدعى الأسقف مورهاوس في البداية بالفظائع التي أشار إليها أرنست، ولكنه بعد العديد من الحوارات والنقاشات أصبح مقتنع بأنها تطابق أرض الواقع من ناحية تطابقها مع الحقائق، ومع ذلك يتم في النهاية إحالة أرنست إلى مستشفى الأمراض العقلية بسبب آرائه ومعتقداته الجديدة.

كما كانت المخطوطة التي استندت عليها الرواية أكثر ما تغطي وتركز بالرجوع إلى بدايات القرن التاسع عشر؛ والسبب في ذلك هو أن تلك الفترة التي نشأت فيها الأوليغارشية أو ما تعرف في بعض الأحيان بالحديدية، وأول ما نشأت كانت منتشرة في العديد من المناطق مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفي قارة آسيا، كما أنها غزت اليابان والبلدان الواقعة في الجهة الشرقية من قارة آسيا، وهناك بالتحديد تم إنشاء إمبراطورية خاصة بها، وفي تلك الفترة كانت قد حصلت دولة الهند على الاستقلال، كما أصبحت أوروبا من الدول الاشتراكية، بالإضافة إلى أنه تم تشكيل عدة دول مثل دولة كندا ودولة المكسيك ودولة كوبا والتي تم وصفهن بالدول الأوليغارشية الخاصة.

كما كانت تلك الدول متحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ذلك الوقت لا يتم ذكر مدينة لندن بأي شيء بشأن مصير كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا والشرق الأوسط، وفي أمريكا الشمالية كان تحافظ الأوليغارشية على مجموعة من السلطات لما يقارب ثلاثة قرون متتالية؛ وذلك حتى تنجح الثورة وتدخل جماعة أخوية الإنسان، وخلال السنوات التي سارت بها أحداث الرواية وصفت بأنها الثورة الأولى كما تمت مناقشة كامل الاستعدادات للثورة الثانية.

المصدر: The Iron Heel Novel


شارك المقالة: