يُعتبر المؤلف والأديب ستيفن كينغ وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين برزوا في القرن التاسع عشر، حيث أنه اعتبره الأدباء من رواد الأدب الأمريكي والعالمي على حد سواء، كما ساهم إلى حد كبير في إبراز الأدب الأمريكي على مستوى العالم، ومن أهم الروايات التي اشتهر بها هي رواية بؤس، وقد تم تجسيد الرواية إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء على أنها رواية رعب نفسي.
نبذة عن الرواية
لقد نُشرت الرواية لأول مرة من قِبل أحد دور النشر الشهيرة في مدينة باريس والتي تعرف باسم دار فايكنغ في سنة 1987م، وقد تناولت الرواية في موضوعها الحديث عن علاقة كانت تدور بين الكاتب الشهير بول شيلدون وإحدى الفتيات من معجباته والتي تدعى آني ويلكس إذ كانت من الأشخاص الذين تتابع حالاتهم عنده، فقد كانت تعاني من أحد أنواع الأمراض النفسية.
حيث أنه بعد ما أُصيب الطبيب بول بعدة جروح بالغة جراء تعرضه لحادث سيارة مؤسف، تم نقله من قِبل الفتاة والتي كانت تعمل كممرضة في السابق إلى بيتها، حيث قامت بتقديم العلاج للطبيب بول وجرعات كثيرة من مسكن الألم بشكل تدريجي، إلى أن يدرك بول مع مرور الوقت أنه مجرد سجين، وأن الممرضة تجبره على مسايرتها واتباع نزواتها بكل السبل الممكنة.
وقد كانت قد حازت الرواية على الجائزة العالمية برام ستوكر سنة 1987م، كما وقد تم ترشيحها لتحصل على جائزة الفانتازيا العالمية عن أفضل رواية تم عملها لسنة 1988م، لم تتلقى الرواية الكثير من الانتقادات، إذ كانت الآراء الناقدة لرواية معظمها إيجابية، كما وقد أثنى المراجعون على الكاتب من أجل تفاديه العناصر الخيالية التي كان يستخدمها في أعماله السابقة، وكما أشاروا إلى أوجه الشبه التي تجمع الرواية مع حياة المؤلف الشخصية والدراسة الناجحة التي أجراها حول العلاقة بين المشاهير ومعجبيهم، وقد كانت الرواية من أكثر الكُتب التي حصدت أعلى نسبة مبيعات في ذلك العام.
رواية بؤس
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في ذلك اليوم الذي أنهى فيه البطل بول شيلدون الجزء الأخير من سلسلة رواياته التي اعتبرت من أكثر روايات في العصر الفيكتوري التي امتازت وطغت عليها الرومانسية، كما كانت من أكثر الأعمال الأدبية التي حققت نسبة مبيعات عالية وضخمة جداً في ذلك الوقت، إذ قدمت شخصية تعرف باسم ميزري تشاستين، والتي تعرضت للقتل في الجزء الأخير من السلسلة.
وفي أحد الأيام وبينما كان بول يحتفل بإنجاز المخطوطة الخاصة بروايته الجديدة والتي تحمل عنوان (سيارات سريعة) كان قد علق أثناء عاصفة ثلجية في إحدى المناطق النائية الواقعة في مدينة كولورادو، وعلى أثر ذلك تعرض بول إلى حادث اصطدام بكومة من الثلوج، مما أدى إلى فقدانه للوعي والإغماء عليه، وحينما عاد بول إلى وعيه نظر من حوله وإذ به يجد نفسه أنه تم إنقاذه من قِبل الممرضة التي تراجعه في عيادته باستمرار والتي تدعى آني ويلكس، حيث أن آني كانت تعمل كممرضة في السابق في إحدى المستشفيات، وهذا ما يجعلها لديها الخبرة الكافية في التعامل مع مثل حالات الأغماء التي تعرض لها بول، فقد كانت تقطن في مكان قريب من وقوع الحادث.
كانت تلك الممرضة قارئة مجتهدة جداً في قراءة السلسلة التي كتبها بول، وقد كانت تدعى على الدوام أنها من أشد المعجبات، وفي كثير من الأحيان وأمام جموع من الناس كانت تطلق على نفسها أنها المعجبة الأولى له، ولكنها حينما عثرت على بول بعد الحادثة رفضت بشكل كامل بأن تقوم بنقل بول إلى المستشفى، على الرغم من أنه كان مصاب بكسر في إحدى ساقيه، إذ عزمت على رعايته بذاتها.
وقد كانت تعتمد في علاجه على تقديم الطعام المخزّن له ومجموعة من مسكنات الألم، وقد كانت تلك المسكنات من الأنواع الغير مشروعة في الاستخدام، كما أنها كانت غير معتمدة من قِبل المستشفيات، وهذ المسكنات قد أدمن بول عليها بشكل سريع، وفي أحد الأيام أدرك بول أن آني في حالة من عدم استقرار العقلي، إذ كانت في أغلب الوقت تميل إلى الوقوع في نوبات عقلية جامدة كما أنها تتعرض لهجمات من الغضب المفرط، وعلاوة على ذلك، فإن حالتها تشير إلى أنها تعاني من اضطراب فصامي عاطفي أو اضطراب الطيف الثنائي القطب، وهذا ما أكد إلى بول أنها تعاني من مرض الفصام.
وفي أحد الأيام علمت آني بأن ميزري قد توفت في الكتاب، وعلى أثر ذلك تركت بول لوحده في بيتها لأكثر من يومين، كما أنها قامت بحرمانه مسكنات الألم والطعام والشراب كذلك، وحينما عادت إلى المنزل قامت بإجبار بول على القيام بحرق المخطوطة التي تتحدث عن شخصية جديدة تدعى فاست كارز، حيث أنه كان يأمل من خلال تلك المخطوطة أن تطلق حياته المهنية في مرحلة ما بعد رواية ميرزي، وفي تلك اللحظة تقدم له آلة كاتبة ذات طراز قديم، حيث كانت قد قامت بشراء تلك الآلة بسعر منخفض؛ لأن أحد الأحرف فيها لا يعمل، وقد كانت تريد من وراء ذلك أن يقوم بول بكتابة رواية بؤس من جديد وأن يقوم من خلال ذلك بإحياء شخصية ميزري.
انتظر بول لفترة من الوقت حتى جاءت اللحظة المواتية، ثم بدأ بول في تأليف كتابه الجديد والذي يحمل عنوان عودة ميزري، وفي تلك الأثناء كان قد سمح لآني أن تقوم بقراءته بينما هو يكتب، وهنا كان بول يحاول الفرار بين الحين والآخر من غرفته على كرسيه المتحرك في كل فرصة تلوح له؛ وذلك من أجل أن يبحث عن المسكنات، إذ يكتشف البيت لأول مرة ووصل إلى دفتر قصاصات صغير مليء بمجموعة من المقتطفات من الصحف اليومية والتي أوحت إلى بول بأنها قاتلة متسلسلة، وقد عزمت على قتل ما يفوق الثلاثين شخص.
وفي تلك اللحظة تزداد يوم بعد يوم حالة آني اكتئابًا، إذ صرحت بأنها تعلم أن بول يقوم بمغادرة غرفته بين الحين والآخر، وعقاب له على ما يقوم به قامت بقطع أحد ساقيه باستخدام فأس وقامت بكي الكاحل بماكينة اللحام، ثم بعد ذلك حينما قال بول أن أحد الأحرف الأخرى لم يعد يعمل قامت بقطع أحد أصابع يديه باستخدام سكين كهربائي، فقد كانت مجرمة لا أكثر.