رواية جيب مملوء بالحبوب A Pocket Full of Rye Novel

اقرأ في هذا المقال


اعتبرت الرواية من أهم الروايات التي صدرت عن الكاتبة والمؤلفة أجاثا كريستي، حيث أنه بناءً على الانتشار والصدى الواسع الذي لاقته تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، إلا أنه في بعض الأحيان كانت تتم ترجمتها تحت عنوان الطيور السوداء، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1953م.

رواية جيب مملوء بالحبوب

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول وفاة أحد الشخصيات البارزة في مدينة لندن، وهو رجل أعمال شهير يدعى ريكس فورتسكيو، حيث أنه حدث ذلك في أحد الأيام وبعد احتسائه فنجان من الشاي في بداية يومه، وفي تلك الأثناء يترأس التحقيق في الجريمة أحد كبار المفتشين والذي يدعى المفتش نيل، وهو ما كان تابع إلى مديرية الشرطة التي تعرف باسم سكوتلاند يارد، وبعد طلب التشريح للجثة تبين من خلال نتائج التشريح أن سبب الوفاة هو التعرض إلى حالة تسمم بواسطة مادة التاكسين، وهو أحد المركبات القلوي التي يتم استخراجها من إحدى الشجار التي تعرف باسم الطقسوس، إذ تبين أنه تم وضعه في وجبة الفطور التي تناولها ريكس، كما أظهرت نتائج البحث كذلك أن هناك وجود لأحد أنواع الحبوب التي تعرف باسم حبوب الشيلم أو الجاودار داخل جيوبه.

وفي ذلك الوقت أول ما توجهت أصابع الاتهام حول الجريمة إلى المشتبه بها التي تدعى أديل، وقد كانت زوجة السيد ريكس، وفي تلك الأثناء كان ابنهم الذي يدعى لانسلوت في طريق عودته من مدينة كينيا إلى مدينة لندن، وقد كان برفقة زوجته بات، وقد كان السبب خلف عودته هو بناءً على طلب والده منه، وقد كان قد كتب برقية أخبر بها والديه بأنه سوف يصل في اليوم التالي، وعلى إثر تلك الرسالة تتجه عناصر الشرطة لملاقاته في المطار، وحين وصل لانس إلى رصيف مدينة يوتريو تبين أنه تارك زوجته في لندن، وفي ذلك اليوم تتوفى أديل بحالة تسمم جراء مادة السيانيد التي كانت موضوعة داخل كأس الشاي خاصتها، كما يتم العثور على مدبرة المنزل التي تدعى جلاديس مارتن مُعلقة من رقبتها في فناء المنزل، كما كان المشبك الخاص بالغسيل موضوع داخل أنفها.

ولم تمضِ ساعات قليلة من ذلك حتى كرس المفتش كامل وقته وجلّ اهتمامه للبحث والتحقيق حول تلك الجرائم، وهنا طلب المساعدة من أحد عناصر الشرطة والذي يضع ثقته الكاملة به وهو يدعى الملازم هاي، وقد كانت تتم كافة إجراء التحقيقات والتحريات في مكتب هاي وفي بيته، وأثناء التحقيقات يروي الابن الأكبر والذي يدعى بيرسيفال عن والده بأنه كان شخص غريب الأطوار وأن أفعاله وتصرفاته كانت تسيء وتؤثر إلى حد كبير على تجارتهم وأعمالهم، وعند تسريب أخبار الجرائم الثلاثة إلى الصحف المحلية وصل الخبر إلى سيدة تدعى ماربل، وهنا تقرر ماربل الذهاب إلى رصيف يوتري للاطلاع على أحداث القضايا وحيثياتها.

وأول ما وصلت قامت بتوجيه الأنظار إلى سيدة تدعى جلاديس مارتن والتي كانت تعمل في خدمة المنازل ومن ضمنها منزل ماربل ذاتها، والتي كانت تستضيفها به سيدة تدعى راتبتم وهي شقيقة زوجة القتيل، ومن هنا بدأ العمل بشكل جماعي بين المفتش نيل والسيدة ماربل وقد كانت تمرر قدر ما تستطيع من أي معلومات تحصل عليها أو تتوصل لها، وفي ذلك الوقت اكتشف نيل أن مادة التاكسين تم وضعه كمحلول مع المربى ثم بعد ذلك تم استبدال المرطبان المعتاد بمرطبان آخر؛ وذلك من أجل أن يأكل منه ريكس لوحده.

ثم بعد ذلك تم التخلص من المرطبان القديم ورميه في الحديقة، حيث وقع في يد عناصر الشرطة، وأثناء المناقشة حول حيثيات القضية، سألت ماربل المفتش نيل فيما إذا قام بالبحث عن طيور الشحرور؛ وقد كان ذلك بسبب اكتشافها إلى أن هناك ارتباط وثيق بين النمط الذي اتبعه القاتل في جريمته وبين قصيدة الأطفال التي مطلعها (سينغ إيه سونغ أوف سيكسبينز) وبتحريه حول الأمر، وجد بالفعل أن طيور شحرور متوفيه على مكتب ريكس في منزله، إذ تم وضعها داخل فطيرة من منجم الشحرور الواقع في المناطق الشرقية من القارة الأفريقية.

وقد تم التوصل إلى أن تم تأسيس منجم الشحرور من قِبل سيد يدعى ماك ينزي، حيث أنه كان يظن أنه يحتوي على الذهب، وفي ذلك الوقت كان ريكس يبحث عن أرباح له في المنجم، وقد ترك ماك ينزي هناك ليموت؛ وذلك من أجل أن تعود له ملكية الأرض التي لم يدرك أي قيمة لها في السابق، ثم بعد أن توفي ماك ينزي ألقت زوجته اللوم والتسبب في وفاته على ريكس، كما هددته بأنها سوف تربي أبنائها على فكرة الانتقام لأبيهم.

وبناء على كل تلك المعطيات يتحول اشتباه كل من المفتش والسيدة ماربل بأن ابنة ماك ينزي قد قامت بتغيير اسمها، وبعد أن توفى شقيقها أثناء الحرب، يشتبه المفتش في أن هذه الابنة هي ذاتها ماري دوف مدبرة المنزل، وحين يواجها بالأمر يكتشف في وقت لاحق أن التي تدعى جينيفر أخبرت ماربل أنها هي ابنة ماك ينزي، وهنا يتحقق المفتش من هذه المعلومة وبالفعل وجدها صحيحة، حيث أن جينيفر قد خرجت من طيور الشحرور الميتة أمام ريكس لتذكره بالجريمة التي قام بها في السابق، وبناءً على ذلك اتضح موضوع الجريمة لماربل ولهذا كانت ماري تقوم بابتزاز جينيفر مرات عدة، بسبب معرفتها بحقيقتها، لكن لن يقم المفتش بتوجيه التهم لها قبل أن تعيد الأموال لجينفير.

وفي النهاية تحدثت ماربل مع المفتش حول قاتل ريكس، وقد أشارت إلى أنها تعتقد أن الخادمة جلاديس هي ذاتها من قامت بوضع السم في المرطبان؛ حيث كان باعتقادها أنه ترياق الحقيقة، كما تم وضع حبوب الشيلم أو ما تعرف بحبوب الجاودار في إحدى جيوبه تنفيذًا لتعليمات عشيقها والذي يدعى ألبيرت، إذ كان من السهل عليه إقناع جلاديس التي كانت تمتلك شكل غير جذاب، دون أن يساورها أدنى شك حول دوافعه، تكمل ماربل حديثها قائلة بأن ألبيرت هو في الحقيقة لانس ابن ريكس والذي بدوره كان يطمع في احتكار ملكية منجم الشحرور.

وذلك بعد أن تم العثور على آثار لعنصر اليورانيوم داخله، وقد خطط بشكل محكم لقتل والده؛ وذلك من أجل أن يمنع هدر الأموال ويتم ترك زمام الأمور بيده ويد شقيقه، كما تمكن من التخطيط إلى قتل زوجة والده كونها سوف ترث قسم كبير من الورثة في حال بقيت على قيد الحياة لمدة ثلاثين يومًا بعد وفاة زوجها، كما عزم على قتل جلاديس؛ وذلك من أجل منعها من إفشاء الأسرار، تارك بذلك مشبك الغسيل مُعلق مثلما جاء في سطر الأغنية، وأخيراً حين وصلت ماربل إلى منزلها، وجدت رسالة من جلاديس موضوعة في صندوق البريد خاصتها، شارحة فيها كل ما جرى من أحداث وطلبت منها المساعدة لحيرتها حول ما يتوجب فعله، وترفق مع الرسالة صورة لها مع ألبيرت والذي كان في الحقيقة لانس.


شارك المقالة: