رواية مارتن تشيزلويت - Martin Chuzzlewit Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب تشارلز ديكينز وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أشهر الكُتاب على مستوى العالم، حيث اشتهرت الغالبية العظمى من رواياته على مستوى العالم، لكن روايته مارتن تشيزلويت من أقل الروايات حظاً مقارنة بإصدارات ديكينز الأولى، ففي الأسابيع الأولى من نشرها كانت نسبة المبيعات قليلة جداً ومخيبة لآمال تشارلز، حيث عزم حينها على تغيير محور الرواية، وهي آخر رواية تشرديه قام ديكينز بكتابتها.

نبذة عن الرواية

الموضوع الأساسي الذي تناولته الرواية في مضمونها كان الأنانية، قام ديكينز بإضافة طابع السخرية على الرواية، كما أظهر الكاتب جانب الشر والاحتيال الذي يكمن في الصنف البشري، كان الكاتب يعتبر هذه الرواية من أفضل أعماله الأدبية، إذ تمكن من التحكم بالرواية وتحويل دور البطل فيها بسفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتصوير أماكن برية فيها؛ كطريقة منه لزيادة نسبة المبيعات للرواية وانتشارها بشكل أوسع، ثم بعد ذلك تم العمل على نشر الرواية على شكل مسلسل تلفزيوني كسلسلة متتابعة منذ عام 1843م حتى 1844م.

رواية مارتن تشيزلويت

في البداية كانت تدور أحداث الرواية حول شخصية شاب يدعى مارتن، وكان قد تربى تحت وصاية جدّه الذي كان في ذلك الوقت يحبه كثيراً؛ لأنه مسمى على اسمه، كان الجد حريص جداً على تربية الطفل مارتن، وفي ذلك الوقت كان قد أخذ كامل الأمور الضرورية من أجل القيام بتربية طفلة يتيمة تدعى ماري غراهام، التي طلب منه أخذها وتقديم لها الرعاية والاهتمام والتكاليف اللازمة مدى حياتها، وافق على ذلك رغبةً منه أن تصبح في المستقبل ممرّضة له تعتني به مدى حياته.

لدى الجد دوافع وأسباب كثيرة من أجل عزّ نفسه وتوفير كل سبل الرفاهية والحياة الكريمة لها، وذلك لأنّ الجميع ممن تربطهم به صلة قرابة يطمعون في أمواله وثروته وينظرون بفارغ الصبر ورثتها عنه، وعلى الرغم من تربية كل من ماري ومارتن في ذات البيئة، إلا أنه يأتي اليوم الذي يقع به حفيده مارتن في عشق ماري، وكان لديه رغبة كبيرة في الحظي بها والزواج منها، لكن هذا الأمر لم يكن في حسبان الجد، فقد أفسد كافة المخططات التي كان الجد يرتب لها، فحاول إقناع ماري أن يلغي الفكرة في الزواج منها، لكن أصر مارتن على التقدم لخطبتها مخالفاً لأوامر الجد، وعلى أثر ذلك قام مارتن الأكبر بحرمان مارتن الأصغر من كافة حقوقه في الميراث.

وعندما أصبح مارتن طالب عند أحد المهندسين في المجال والذي يُعرف باسم سيث بيكسنيف، وقد كان سيث من أكثر الأشخاص الذي يوصفون بحب الجشع داخلهم، لا يدري سيث من هم الطلاب لديه، فكل ما يهتم له العيش على النفقات التي يدفعونها الطلاب كرسوم دراسية، كما كان يجبر الطلاب على القيام بفنون أخرى مثل فن الرسم ويقوم ببيعها ونسبها إليه، كان لدى سيث فتاتان الأولى تدعى شاريتي والثانية تدعى ميرسي، وكان يلقبهن بشيري وميري، وفي أحد الأيام قام ستيف بدعوة مارتن، فلم يكن يعلم مارتن حينها أن الهدف من تلك الدعوة هو التقرب من جده الثري.

كانت تدور علاقة صداقة بيك مارتن وأحد الشباب الذي يدعى توم بينش، وهو من الأشخاص الذين وصفوا بطيبة القلب الزائدة، إذ أنه في أحد الأيام منحت جدته كل ما تملكه من ثروة لستيف حتى يجعل حفيدها توم مهندس معماري ورجل ذو أخلاق عالية، وكان قد قام جموع كثيرة من الناس على الحديث عن جشع ستيف وطمعه، لكن توم لم يصدق أياً منها، إذ يبقى على الدوام يدافع عنه ويقبل العمل لديه مقابل أجور رمزية.

وعندما علم الجد بالحياة التي يعيشها حفيده مارتن، طلب من ستيف أن يقوم على الفور بطرد مارتن، لكن ستيف لم يأبه لذلك، فمن وجهة نظرة هذه فرصة ثمينة له، وفي تلك الأثناء وقع توم في غرام ماري، لكنه لم يبدي أي تصريح بذلك وذلك لأنه كان على دراية بما تحمله ماري من مشاعر اتجاه مارتن الصغير.

كان لدى الجد أخ شقيق يدعى أنتوني، لكنه كان شخص يختلف بصفاته عن أخيه فقد كان طماع لدرجة كبيرة، إذ كان يعمل في ذات المكان الذي يعمل به ابن مارتن الأكبر ويدعى جوناس، كانوا يعيشون سوياً حياةً قاسيةً للغاية بالرغم من امتلاكهم الكبير للثروة، فقد كان جوناس على الدوام يتمنى أن يتوفى والده وذلك من أجل أن يحصل على الثروة بأكملها، وفجأة وذات يوم مات أنتوني وفي ظروف مفزعة وهنا حصل جوناس على كامل ثروته.

كان جوناس على علاقة بإحدى بنات ستيف التي تدعى شيري، بينما في تلك الأثناء يبقى دائماً في حالة جدال مع شقيقتها ميري، أخبر جوناس بشكل مفاجئ ستيف عن رغبته في الزواج من ميري ويقدم له عرضاً بمبلغ كبير من المال، لكن ستيف طمع بما هو أكثر، كما أشار إليه أن يتزوج من شيري كونها تناسبه وتتوافق مع فكره بشكل أكبر.

وفي ذلك الوقت تورط جوناس مع أحد الأشخاص الذي لهم باع طويل في الاحتيال والنصب على الناس في مجال شركات التأمين ويدعى مونتانغ تيغ، وقد كان مونتانغ قد تسلط وتطفل على شخص يدعى تشيفي سلايم، وهو من نفس عائلة تشيزلويت، وفي إحدى المرات نصب تيغ على مارتن وحصل منه ساعة جيب ثمينة، حيث باعثها وصرف ثمنها في التحسين من مظهره الخارجي حتى يتمكن من خداع المستثمرين بكل حكمة وإقناعهم أنه من رجال الأعمال المهمين، تبغ كان يعرف معلومات حرجة للغاية بالنسبة إلى جوناس، مما قاد جوناس إلى السعي في قتله.

ومع الوقت اكتشف توم حقيقة ستيف فرحل إلى مدينة لندن لتأسيس حياة جديدة، كما تمكن في ذلك الوقت من إنقاذ أخته التي كانت تعمل كمربية لدى أحد الأسر، وكانت على الدوام تشكو من سوء المعاملة التي تتلقاها، ثم يحصل توم على عمل جيد بشكل سريع لدى رجل يدعى فيبس وهو من الرجال الذين اتصفوا بالغموض.

وفي ذلك الوقت التقى مارتن بأحد الشباب الذين يتسمون البهجة والتفاؤل ويدعى مارك تابلي، لكن مارتن كان حريص على أن لا يتأثر أبدأ به، ولا يجعل طباع الشخص تنعكس عليه، إذ كان يعتقد أن الابتهاج والفرح حينما يطغو على الشخص يُفقده المرء صاحب الثروة والأموال قوته، عزم مارك على بالثبات في ابتهاجه مهما واجهته من ظروف، ومن أجل تلك الغاية ذهب برفقة مارتن إلى الولايات المتّحدة الأمريكية في رحلة يقوم من خلالها البحث عن ثروته.

قرر كل من مارتن ومارك بدء حياة جديدة في إحدى المستوطنات التي تعرف باسم إيدن، وهي من المدن التي كانت تعج بالأمراض المعدية، يصابان بمرض الملاريا في وقتها، لكن مارك بقي ثابت على معنوياته وابتهاجه بينما مارتن فقد تغيرت نظرته للحياة حينما رأى كيف أن مارك ساعده في أن يستعيد صحته، ومن ثم عادا إلى إنجلترا ويذهب مارتن لمساعدة جده في العمل، لكن جده يرفض هذه المساعدة لأن مارتن في يوم من الأيام كان تحت سيطرة ستيف.


شارك المقالة: