هذه الرواية من الروايات التي لاقت صدى ورواج كبير بين مختلف الروايات العالمية هي الرواية التي تعرف بعنوان وداعاً للسلاح، حيث تم تأليفها من قِبل الروائي والأديب العالمي أرنست هيمنجواي، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان لرواياته أثر بليغ في الرواية التي صدرت في القرن العشرين، وتم العمل على نشر الرواية في سنة 1926م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في موضوعها الحديث عن واقعة كانت تجري أثناء قيام العديد من الحملات التي تنسب إلى دولة إيطاليا خلال الفترة التي كانت مشتعلة بها الحرب العالمية الأولى، فقد روت قصة علاقة عاطفية جمعت بين شخصين، كما تم تجسيد الرواية على العديد من المسارح العالمية وتمت ترجمتها فيما بعد إلى مسلسل تلفزيوني.
رواية وداعا للسلاح
في البداية كانت تروى القصة على لسان أحد الأشخاص الذين يعملون على أحد سيارات الإسعاف التي تعمل لمصلحة الصليب الأحمر التابع إلى دولة إيطاليا، وقد كان ذلك أثناء قيام الحرب العالمية الأولى، ويعرف باسم السيد هنري، حيث كانت تدور تلك الوقائع ما بين عامي 1916م و1918م.
كانت كاثرين باركلي تعمل كممرضة في إحدى الكتائب المسعفة التي تتبع لمدينة جوريزيا في دولة إيطاليا، ففي تلك المدينة كان مقام المستشفى الذي يتبع للصليب الأحمر والذي يعمل به هنري، وهناك تمت المقابلة الأولى بين هنري وكاثرين، وكانت قد نشأت جراء العديد من المقابلات والأحاديث بينهم علاقة حب، وفي أحد الأيام تعرض السيد هنري إلى إصابة بالغة جراء التجول أثناء المعركة، مما اضطر على أثرها النقل إلى مستشفى أمريكي آخر لتلقي العلاج الازم، وقد كان ذلك المستشفى في مدينة ميلان.
وحال وصول السيد فريدريك هنري إلى المستشفى الأمريكية قامت السيدة كاثرين في زيارته للاطمئنان عليه، وحينما رآها السيد هنري أدرك في ذلك الوقت أنه يكن لها مشاعر كبيرة من الحب، وفي تلك اللحظات اعترف كل منهما للآخر بالمشاعر والأحاسيس التي يكنها له، فنشأة بينهم علاقة غرامية لمدة ما يقارب ثلاثة شهور، حينها بدأ هنري التعافي تماماً من إصابته، لكنه عاد يحتسي الخمر بكميات كبيرة جداً.
وفي تلك الأثناء قامت كاثرين بإخبار هنري أنها حامل، حيث أصبحت في الشهر الثالث من الحمل، وهنا أقر السيد هنري على قضاء مدة ستة أسابيع معها، وكان قد طلب السيد هنري من مديرة المستشفى بتوقيع ورقة تقر بالسماح له بتلك المدة من أجل أن يستعيد نقاهته ونشاطه، لكن مديرة المستشفى والتي تدعى السيدة فان كامبين كانت تشاهد أنه رجل لا يتحمل المسؤولية وأنه يبقى على الدوام يحتسي الكحول فهو متهور ومندفع بشكل كبير، مما جعلها تسأم من حالته ووضعه وتوقع الورقة التي سمحت له بفترة من النقاهة، حينها على الفور تم استدعاء هنري للعودة إلى عمله في مدينة جوريزيا.
وفي الليلة الأخيرة في مدينة ميلان عزما السيد هنري وكاثرين على استجار إحدى الغرف في أحد الفنادق؛ وذلك حتى يقضيان أخ ليلة سوياً في أجواء تغمرها الحب والسعادة، فهم عند عودة هنري لعمله لا يدركان إذا سوف يلتقيان بعد ذلك أم لا، فأخذهم الحديث الشيق لمدة لا بأس بها من الساعات، وبعد تلك السهرة ودعا بعضهم البعض، ثم بعدها توجه هنري إلى محطة القطار وقطع تذكرة العودة وبدأت رحلته التي كانت في منتصف الليل.
ومن هنا بدأت رحلة عودة هنري إلى مدينة جوريزيا، وفور وصول تم ضمة إلى الفرق الإيطالية المنسحبة من مدينة كابوريتو، وبينما هم في طريقهم للعودة حدثت معهم مشكلة إذ علقت سيارة الإسعاف التي كان يقودها هنري والطاقم الموجود في السيارة في منطقة عميقة من الطين، مما اضطرهم إلى تركها في ذلك المكان ومغادرتها في محاولة لإخراج السيارة من ذلك المأزق، فقد كان برفقة هنري مجموعة لا بأس بها من المساعدين والطواقم الطبية.
لكن لم يقبل الجنود المتواجدين ضمن الطاقم أن يساهموا في مساعدة هنري والطاقم الموجود معه في الخروج من تلك المشكلة، هنا اشتد غضب هنري إذ كان لا بد من الخروج من ذلك المأزق بأسرع وقت، خوف من أن تتطور الأمور أكثر فأكثر ويبقوا عالقين في تلك المنطقة، مما اضطر هنري لسحب سلاحه وتوجيهه نحوهم تهديداً لهم، فقد اعتقد أنهم سوف يرتدون عن رأيهم، لكن لم يجدي ذلك نفعاً مما دفع بهنري إلى إطلاق النار نحو أحدهم وقتله، وقد كانت هذه أول مرة خلال فترة الحرب يقوم هنري فيها بقتل شخص.
حينها شعر هنري بالخوف من الانتقام من أحد الطواقم، فقد كان أمامه خيارين إما أن يسعى في الهرب والنجاة بنفسه من القتل أو أن يلقى حتفه في تلك المنطقة المقطوعة، فاختار أن يسعى بالفرار تاركاً خلفه الطاقم بأكمله في ذلك المأزق لوحدهم، وأخذ بالتوجه على الفور إلى مدينة ميلان؛ من أجل أن العثور على كاثرين والالتقاء بها، حيث تمكن من معرفة أنها توجهت إلى قرية ستريزا، حينها طلب من أحد أصدقائه بتأمينه بملابس أخرى نظيفة، وسرعان ما ذهب إلى تلك القرية، وبالفعل التقى بكاثرين وتجمع شملهم مرة ثانية، بعد أن كانوا فقدوا الأمل في اللقاء مرة أخرى.
وبعد قضاء فترة قصيرة من الحياة الجميلة بين هنري وكاثرين، جاء أحد الأصدقاء المقربين لهم في منتصف الليل وأخبرهم أنه سوف يتم في الصباح الباكر من اليوم التالي إلقاء القبض على السيد هنري جراء فعلته التي قام بها بقتل الجندي والهروب من الحرب، حينها على الفور تم تدبير خطة محبكة بشكل جيد لتمكن هنري من الفرار إلى مكان آمن، وبالفعل عملوا على تأمين أحد القوارب التي تعمل بطريقة الجدف من أجل تأمين عبور هنري إلى دولة سويسرا، حيث لجئوا إلى إخبار السلطات السويسرية أنهم جاؤوا إلى سويسرا من أجل القيام بالرياضات الشتوية، فاقتنعت السلطات السويسرية بتلك الحجة وسمحت لهم بدخول الحدود السويسرية والإقامة هناك.
وحين وصول هنري وكاثرين إلى داخل الحدود السويسرية سرعان ما استأجروا بيت في أحد المناطق الريفية القريبة من منطقة جبلية، وعاشا حياة مليئة بالسعادة والأمان، وعند الاقتراب من موعد ولادة كاثرين، عزما على الذهاب إلى أحد الفنادق القريبة من المستشفى.
وعند حلول موعد الولادة كانت الأمور عسيرة بشكل كبير على كاثرين، فلقد عانت كثيراً مما اضطر الأطباء إلى التوجه بها إلى غرفة العمليات من أجل إجراء عملية قيصرية للولادة، لكن مما حصل هو خروج الطفل متوفي، ودخلت كاثرين في حالة خطرة جراء حدوث حالة نزيف معها، حينها لم تلبث طويلاً حتى فارقت الحياة، ولم يتمكن هنري من وداعها، وهكذا عاد هنري إلى الفندق وحيداً بائساً.