عرائس المروج_ جبران خليل جبران

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر القصة القصيرة من الفنون النثريّة الحديثة، والتي من أبرز سماتها الفنيّة تعبيرها عن لحظات معينة، وتركيزها على قضية ما أو واقعة معيّنة، وتجعلها محور الاهتمام بشكل كثيف وفنيّ، وهنا تقع الفائدة والمتعة للقارئ؛ ويقوم الكاتب باستخدام تقنيات أدبية في قصته؛ وذلك كي تبدو بأسلوب فنيّ، إذ يسعى الكاتب إلى نقل خبراته وتجاربه للقارئ، ومن أهم كتّاب القصة القصيرة العرب في عصرنا هذا: زكريا تامر، محمود تيمور، غسّان كنفاني، وغيرهم.

من هو جبران خليل جبران؟

جبران هو شاعر رسّام وكاتب فيلسوف من لبنان، وفد شقّ طريق الشهرة والعالميّة في الأدب انطلاقًا من بلدته بشرّي، وقد دخلت مؤلفاته التاريخ من أوسع أبوابها، ووصفت بأنّها من كلاسيكيّات الإرث الأدبيّ الإنسانيّ، إذ تخطّت الأطر الزّمنيّة، وقد تناول القرّاء والمطلّعين من مختلف الأعمار مؤلّفات جبران، حيث استغلّت الأجيال كلّ عنوان لفهم لغة جبران وأسلوبه ومكوّنات كتاباته.

محتويات قصة عرائس المروج:

يضمّ كتاب جبران هذا ثلاثة قصص، أمّا الأولى، فهي: “رماد الأجيال والنار الخلدة”، وهي تعكس إيمان جبران برجوع البشر إلى الدنيا بعد موتهم، وقد بدا جليًّا أنّه تأثّر بالأديان والفلسفة التي تقول بوحدة الوجود، وقصّته الثانية تحمل عنوان: “مرتا البانيّة“، وفيها يبدو جبران مدافعًا عن ضحايا المجتمعات، وبشكل خاص المرأة البسيطة السّاذجة، وأعطى قصّته الثّالثة عنوان: “يوحنا المجنون“، حيث قام بانتقاد رجال الدين، الغارقين في حياة الثّراء والتّرف، ويقومون باستغلال الفقراء البسطاء.

حول كتاب عرائس المروج:

كتاب “عرائس المروج” لجبران هو المؤلّف الثّاني لجبران بعد كتابه: “الموسيقى”، وفيه دافع جبران عن الفقراء والمظلومين ضد الظّالمين من أيّ فئة كانوا، وفيه عبّر عن سخطه على المجتمعات في المدينة، إذ وصفها بالظّالمة والفاسدة، واتّخذ جبران جانبًا روحانيًا، أضف إلى هذا الطّابع القصصيّ الشعريّ الواضح المعالم في مضمون الأقاصيص.

قصّة: “رماد الأجيال و النّار الخالدة” هي حكاية حبّ عبرت الزّمن، إذ نجد فيها أفكار الوحدة الوجوديّة وخلود الأرواح، وهيئة انتقالها من الأجساد إلى أجساد أخرى، ومضمون القصّة لفتى ماتت محبوبته؛ فتهبها الآلهة الفرصة كي يحيا مرّة أخرى، وقصّة “مرتا البانيّة” تروي حكاية بنت يتيمة، وقعت هذه المسكينة ضحية فارس ثريّ، وضجية المجتمع بأكمله، وفي نهاية القصّة ماتت في وحدتها وفقرها، ماتت منبوذة كما عاشت، ولم يأت إلى دفنها أحد سوى ولدها الوحيد وصديقه، وبالنسبة  لأقصوصته: “يوحنا المجنون”، فتروي استبداد الجهل، وتسلّط رجال الدّين الفاسدين وتحكمهم بالعباد ومصائرهم، وتأتي شخصية يوحنا ليعلن تمرّده على هذا الظلم، وذلك بعد أن قرأ الكتاب المقدس، الأمر  الذي كان محظورًا على عامة النّاس، وقد أدرك منه تعاليم المسيح الحقيقية؛ فواجه الاستبداد، الأمر الذي جعل مصيره يؤول إلى النّبذ و السّجن، هذا بالإضافة إلى اتهامه بالجنون.


شارك المقالة: