قصة أطفال الغابة

اقرأ في هذا المقال


من يحفر حفرة لأخيه يقع بها، هذا ما حدث مع العمة الشريرة في قصة اليوم، والتي كانت تريد التخلّص من أولاد أخيها، ولكن مشيئة الله كانت تقتضي حمياتهم ورجوعهم لأبيهم الملك، وقضت العمة الشريرة باقي حياتها في السجن لمكرها السيء بهم.

قصة أطفال الغابة

في إحدى الممالك القديمة يعيش الملك مع زوجته وأولاده الثلاثة، وكانت تعيش معه في القصر أخته، وبعد مدّة من الزمن ماتت الزوجة وبقي الأولاد مع والدهم الملك، صار الملك يعتني بأولاده ويحبّهم كثيراً؛ والسبب هو محاولته أن يعوّضهم ما فاتهم من حنان الأم.

كان الملك دائماً يقوم باستدعاء أولاده، ويسأل عنهم باستمرار ولا يتركهم لحظة واحدة، بدأت أخت الملك تشعر بالغيرة من شدّة تعلّق الملك بأولاده، وصارت تشعر بأنّه يحب أولاده أكثر منها؛ لذلك صارت تفكّر في حيلة ماكرة كي تحاول إبعاد الملك عن أولاده، فخطر في ذهنها أن تذهب معهم إلى الغابة.

قامت العمة باستدعاء أولاد أخيها وأخبرتهم بأنّها تريد التنزّه معهم في الغابة، فرح الأمراء الثلاثة وظنّوا أنّهم سيلعبون ويمرحون، وهم لا يعلمون بالحيلة التي تخفيها عمّتهم، ظلّ الأولاد يمشون مع عمّتهم في الغابة حتى شعروا بالتعب الشديد، وعندما لاحظت عمّتهم شعورهم بالتعب طلبت منهم النوم تحت ظلّ الشجرة، نام الأطفال تحت الشجرة.

انتهزت العمّة تلك الفرصة وعادت إلى القصر لوحدها وهي سعيدة بأنّها تركت الأطفال لوحدهم في الغابة، على أمل أن يأكلهم أحد الحيوانات المفترسة، وعندما حلّ موعد الغداء طلب الملك أولاده ليجلسوا معه على سفرة الغذاء، ولكن لم يحضر منهم أي أحد، وذهب الجنود ليبحثوا عنهم في أرجاء القصر ولكن دون فائدة.

أرسل الملك جنوده للبحث عن أولاده في كل أرجاء المدينة ولكن لا أثر لهم، حزن الملك على أولاده المفقودين، وعلى الرغم من محاولة من حوله بمواساته وتسليته، إلّا أنّه كان من الصعب أن يفرح بغياب فلذات كبده، ولم يكن أي أحد يعلم بحيلة العمة الشريرة، ظلّ الملك على هذا الحال يبكي ويصرخ ليلاً ونهاراً، ولكن بعد مدّة من الوقت سلّم أمره لله.

عندما كان الأطفال نائمين إذ أُرسل لهم من السماء ثلاث حوريات تحميهم من المخاطر المحيطة بهم؛ وذلك رأفةً بهم لأنّهم لا زالوا صغاراً، وقرّرت تلك الحوريات إهداء الأطفال غزالة جميلة لحراستهم، بالإضافة لكيس مليء بالنقود؛ فقد كانت العلامة الواضحة بين أعينهم تشير إلى أنّهم أولاد ملك.

عندما استيقظ الأطفال ورأوا الغزالة بجانيهم، أخبرتهم بما حدث معهم، ووعدتهم أن تحميهم وتبقى معهم في كل الأوقات، عاش الأطفال في الغابة مدّة أربع سنوات ولم يمسّهم أي سوء، وفي يوم من الأيام جاءت الغزالة وأخبرت الأطفال أنّهم يجب عليهم أن يعيشوا في أي مكان آخر خارج الغابة، وطلبت منهم بناء منزل خاصّ بهم بالقرب من قصر الملك.

نفّذ الأطفال ما طلبته منهم الغزالة وودّعوها بحزن كبير، وبنوا منزلاً جميلاً يطلّ على قصر والدهم الملك، وكان ذلك من النقود التي أعطتها لهم الحورية الأولى، وفي يوم من الأيام بينما كان الأطفال يجلسون على شرفة منزلهم إذ رأتهم عمّتهم الشريرة، وشعرت أنّها تعرفهم، وعندما أمعنت النظر بهم علمت أن هؤلاء هم أولاد أخيها الملك، غضبت لأنّهم لا زالوا أحياء.

وقرّرت أن تقوم بعمل حيلة أخرى لتتخلّص منهم، انتظرت في يوم من الأيام خروج الأميرين الشابّين، وذهبت لزيارة الأميرة وهي لوحدها في المنزل، وعندما دخلت رحّبت بها الأميرة كثيراً، وكانت لا تعلم أن هذه هي عمّتها، قالت لها العمة الشريرة: بعد عدّة أيام سنقيم حفلاً كبيراً وأنا أريد دعوتكم له، وأريد منكِ أن تكوني أجمل فتاة، قالت لها الأميرة: وكيف يكون ذلك؟ قالت لها العمة: اطلبي من أخويكِ إحضار ماء الحياة، وعندما تشربينه ستصبحين أجمل فتاة.

طلبت الأميرة من أخويها ماء الحياة، ولأنّ أخويها يحبّون أختهم الأميرة قرّروا إحضاره لها، ذهب الأمير الكبير كي يبحث عنه، وصادف في طريقه عجوزاً، وعندما أخبره بما يريد قال له العجوز: يا بني إنّ ماء الحياة هذا في مكان بعيد، ولا أنصحك أن تذهب إليه فهو مليء بالمخاطر، ولكن الأمير كان يتصّف بالشجاعة، فقرّر أن يسافر إلى هذا المكان ويحضره.

استطاع الأمير إحضار ماء الحياة لأخته الأميرة على الرغم من كل المصاعب التي واجهته، وفي يوم الاحتفال حضرت الأميرة وأخويها الحفل، وكانت من أجمل الفتيات، غضبت العمة الشريرة لأنّ حيلتها لم تنجح للمرّة الثانية، وعندما التقى الملك بتلك الفتاة الجميلة وتعرّف على أخويها، استطاع معرفة أبنائه من خلال العلامة المتواجدة بين أعينهم.

احتضن الملك أبناؤه وبكى من شدّة فرحته بلقائه لهم، وعندما علم بما حدث لهم؛ قرّر حبس أخته الشريرة، وقضت بقية حياتها في السجن عقاباً لها على مكرها بأولاد أخيها الملك.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: