قصة الوهم

اقرأ في هذا المقال


هنالك بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مختلفة مثل الوهم وهو مرض عصبي له عدّة أسباب، وتحكي هذه القصة عن تفاصيل غامضة تحيط بالسيد خالد الذي كان يعاني من مرض في أعصابه، فيذهب للريف ويقابل فتاة صغيرة شريرة تروي له أحداث غير حقيقية تجعل هذا الرجل يكاد يموت من الخوف، ويكتشف بعد ذلك أن هذه الفتاة كانت تمازحه، والعبرة من القصّة هو أن لا نصدق كل ما نسمع.

قصة الوهم:

كان هنالك رجل يسكن في إحدى القرى واسمه خالد، كان هذا الرجل يعاني من اضطرابات عصبية ونفسية لفترات طويلة، وكان لدى هذا الرجل أخت تسكن في الريف، كانت دائماً تطلب منه القدوم وقضاء بعض الأوقات للريف من أجل أن يهدأ ويريح أعصابه؛ فهي تجد أن الأجواء في الريف تساعد على الاسترخاء؛ فكانت دائماً تقوم بإعطائه بعض العناوين لأشخاص يسكنون في الريف للذهاب لهم والتعرّف عليهم وقضاء بعض الأوقات معهم، بالإضافة إلى أن بعض الأطباء نصحوه بعمل الزيارات الاجتماعية التي تعادل الجلسات العلاجية لمرضه الذي كان يعاني منه.

في مرّة من المرّات ذهب خالد لمنزل وكان من العناوين التي أخبرته عنه أخته التي تسكن في الريف، وكان يسكن في هذا المنزل سيدة اسمها زمرد، عندما دخل المنزل قابلته بنت أخيها البالغة من العمر خمس عشرة عاماً وقالت له أن عمتها قادمة فجلس بانتظارها.

أثناء جلوسه بانتظار تلك السيدة قامت هذه الطفلة بإخباره عن قصة من قصص عمّتها، وهي نافذة المنزل التي تتركها عمتها مفتوحة بشكل دائم، وقالت له: عمتي تترك هذه النافذة مفتوحة منذ أن خرج منها أخويها الصغار وزوجها منذ ثلاث سنوات، وكانوا ذاهبين لاصطياد الطيور ولكنهم لم يعودوا لأنهم غرقوا يومها بالمستنقع ولم يستطيع أي أحد انتشال جثثهم منه، وعمتي دائماً تتحدّث عن زوجها الذي كان يلبس بدلة بيضاء ومعطف ضد الماء للصيد وهي على أمل عودتهم من النافذة.

أضافت هذه الطفلة قائلة: أنا دائماً أتخيل أن زوج عمتي وأخويها يعبرون من هذه النافذة خصوصاً في أوقات الليل، نزلت السيدة التي كان كان الرجل بانتظارها فرحبّت به واعتذرت عن ترك نافذتها مفتوحة على الرغم أنهم كانوا بفصل الشتاء وأخبرته عن السبب، وكانت هذه السيدة تنظر للنافذة باستمرار وطوال جلوسها ومحادثتها للسيد خالد.

أخذ السيد خالد يفكّر في نفسه ما هو السبب الذي جعله يزور هذه السيدة مصادفة في يوم كهذا، وهو الذكرى السنوية لوفاة زوجها وأخويها الصغار كما أخبرته الفتاة الصغيرة وهو قادم للاسترخاء، ولكنّه تذكّر أن الطبيب نصحه بعدم عمل أي جهد عقلي أو أي نوع من أنواع الإثارة على عقله.

وفجأة وأثناء ما كانت السيدة زمرد تتحدّث مع السيد خالد صرخت قائلة: ها هم لقد جاءوا، عندما التفت السيد خالد رأى ثلاثة يعبرون النافذة وأحدهم يلبس بدلة بيضا ويحمل معطفاً بيده، وكان معهم أسلحة وكلب صغير أيضاً.

فزع السيد خالد وذهب لباب المنزل مسرعاً للهرب، ولكنّه اصطدم بالباب وأخذ الرجل وهو زوجها يسأل: من هذا الرجل الذي فر هارباً عند قدومنا؟ فأجابت السيدة زمرد: هذا السيد خالد الذي يعاني من مرض في أعصابه وقد هرب لأنه ظن أنك شبحاً قادماً من النافذة. فقالت الفتاة الصغيرة: لقد أخبرني السيد خالد أن لديه خوف من الكلاب فهو تعرّض للمطاردة منهم في أحد المرّات.

نهاية القصة كانت هذه القصة هي من إحدى القصص المفبركة من الفتاة الصغيرة الشريرة فهم خرجوا فعلاً من النافذة ولكن لم يغرق أي منهم في المستنقع، وصدق السيد خالد قصة الفتاة وكان موهوماً بصدق حديثها، بينما كانت المرأة تعتاد على أن يذهب زوجها وأخويها الصغار عبر هذه النافذة في كل مرة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010


شارك المقالة: