من أهم الأمور التي يجب على الأطفال أن يتعلمّونها هي الفوارق الاجتماعية التي يعيشها الناس، ولكن يجب أن يتعلّم الطفل أن الله هو من يوزّع الأرزاق ويجب على كل منا أن يكون راضياً بما يملك، وهنالك الكثير من القصص التي تلهم الأطفال الكثير من المبادئ والأفكار الرائعة.
سنحكي في قصة اليوم عن فتاة فقيرة لا تملك دمية، ولكن كان لديها عقل ذكي ساعدها أن تصنع دمية وحازت هذه الدمية الجميلة على إعجاب الجميع، والعبرة من القصة هي: إن الأشخاص الذين يعتقدون أن كل شيء ممكن هم القادرون على الاكتشاف والإبداع.
أنف الدمية:
كان هنالك صديقتان وهما كلارا ويارا، كان لدى كل منهما دمية جميلة، وكانتا تلعبان بها دائماً طوال النهار بمرح وسعادة، في مرّة من المرّات كان هنالك فتاة لطيفة واسمها ديما، كانت ديما تقف وتنظر لهاتين الفتاتين وهي حزينة لأنّها كانت ترغب في اللعب معهما ولكنّها لا تملك دمية، دعت كلارا ويارا ديما من أجل اللعب معهم ولكنها ردت قائلة: ولكنني لا أملك دمية، وكانت تنظر إليهما ثم غادرت المكان وهي حزينة.
وصلت ديما المنزل وهي حزينة لأنّها لا تملك دمية وقالت لأمها: يا أمي أنا أريد دمية كي ألعب بها هل أستطيع الحصول على دمية؟ ردّت أمّها: ولكن نحن لا نملك مالاً لشراء دمية يا ابنتي، حزنت ديما وفكّرت في نفسها كيف يمكن له الحصول على دمية؛ فخطر بذهنها فكرة وقالت لأمّها: أنا لدي فكرة يا أمي وأعتقد أنّها سوف تكون فكرة بارعة، أنا أريد أن أصنع دمية بنفسي هل يمكنني ذلك؟ ردت عليها أمّها: نعم يا ابنتي هذه فكرة جميلة.
بدأت ديما وأمّها تبحثان في المنزل عن أغراض لصنع الدمية، فقامت ديما بإحضار القماش والصوف والمقص ومادّة لاصقة أيضاً، بدأت ديما بصنع دميتها؛ فأحضرت قلم رصاص ثم قامت بلفّه بقطعة قماش، وعندما أكملت قالت لأمّها: يا أمّي أنا أعلم أن الرأس يجب أن يكون مدوّر فكيف سأصنعه هكذا؟ وماذا يجب علي أن أستعمل، فكّرت ديما وأمّها وأحضرت قطعة من النقود، ثم قامت بلف الصوف الناعم حول القطعة وربطته بخيط قوي.
بعد ذلك فكرّت ديما بلون الشعر المناسب للدمية؛ فبحثت عن لون مناسب ووجدت خيوط الصوف الصفراء، فقامت بوضعها على رأس الدمية ثم ألصقتها بلاصق لونه أزرق، بعدما انتهت من الرأس قالت لها أمّها: دميتك بحاجة إلى عينين يا ابنتي، فأخذت ديما القلم الأسود وقامت برسم عيني جميلتين للدمية تشبهان حب الزيتون.
بعد ذلك رسمت لها شفاه بواسطة قلم الشفاه الأحمر، ثم فكّرت بعدها ماذا ستلبس الدمية، فقامت أمّها بحياكة فستان جميل للدمية بمساعدة ابنتها، ثم ألبست هذا الفستان للدمية وقالت: يا دميتي الجميلة أنتِ الآن جاهزة ومستعدة كي تلعبين معي.
خرجت ديما مع دميتها الجميلة التي صنعتها وفجأة بدأت تعطس، عندما عطست انتبهت ديما أنّها قد وضعت يدها على أنفها ولكن الدمية ليس لها أنفاً؛ فبدأت تبحث عن شيء تضعه كأنف للدمية، بدأت ديما تجرّب بعض الأشياء لتضعها أنف للدمية فبدأت بحبة جزر، ولكن وجدت أن الجزرة ستجعل أنف الدمية طويل، ثم جرّبت حبة من الجريب فروت ولكنّها كانت كبيرة، بعد ذلك وضعت حبة من الحنطة فكانت صغيرة الحجم، وأخيراً وجدت ديما الأنف المناسب وكانت حبة فول.
خرجت ديما مع دميتها كي تلعب، وذهبت لصديقاتها كلارا ويارا، عندما رأوا دميتها تعجّبوا وسألوها: من أين لكِ هذه الدمية، فأجابتهم: لقد صنعتها بنفسي، قالت لها صديقتها يارا: يا للهول إنّها أجمل دمية رأيتها في حياتي.
لعبت ديما مع صديقاتها طوال النهار بالدمية، وكانت سعيدة جدا وقالت لصديقاتها: غداً سوف أعلّمكم كيف تصنعون دمية بأنفسكم، عادت ديما إلى المنزل وهي سعيدة جدّاً بهذه الدمية، وأخبرت أمّها عن إعجاب صديقاتها بها، وفي المساء ذهبت ديما والدمية إلى الفراش كي تنام فهي متعبة من اللعب طوال النهار، فوضعتها أمّها في الفراش وقبلّتها، ثم أحضرت ديما الدمية ووضعتها بجانبها في سريرها وقبلّتها أيضاً.
عندما نامت ديما ودميتها ارتطم أنف كل من ديما والدمية ببعضهما، وحلمت أحلاماً سعيدة، كانت أم ديما سعيدة بفكرة ابنتها وبالدمية الجميلة التي أعجبت الجميع.