قصة إنجي بنت الغول

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من القصص التي تحمل بين طيّاتها الأحداث الأسطورية، ومن الأساطير الشهيرة والمعروفة هي قصص الغول والغولة، سنتناول عزيزي القارئ في هذه القصة عن ابنة الغولة الجميلة التي تعرّضت للغدر بسبب طيبتها الزائدة وما يعرفه الناس عن والديها، والعبرة من هذه القصة هي: اتق شر من أحسنت إليه.

إنجي بنت الغول:

كان هنالك في الغابة يعيش الغول مع زوجته الغولة، وكان لديهم ابنة اسمها إنجي، كانت غاية في الجمال لدرجة أنّها تفتن الأمراء؛ وهذا ما كان يستغربه الكثيرون بأنّه كيف لغول وغولة وهما من الحيوانات التي خلّدها التاريخ أن ينجبوا فتاة بهذا الشكل؛ فهم من الحيوانات قبيحة المظهر أيضاً، فكان كل من يرى هذه الفتاة يقع بحبّها ويفتن بها.

من شدة جمالها كانت تتعرّض لكثير من الهجوم من الغير مثل جملة كانت دائماً تسمعها وهي: ماذا تحسبين نفسك يا إنجي، وهذه الجملة كانت كناية عن شدة إعجاب الآخرين بها، لذلك كان هنالك الكثير من الأمراء الذين يحلمون بالزواج منها، ولكن كل ما تقدّم أمير لخطبتها كان يسمع عن الغول والغولة وسمعتهما السيئة مما يجعل أي أمير يتقدّم يفكّر بهذا القرار مليّاً قبل اتخاذه؛ فالغول والغولة من الوحوش الغادرة.

في مرة من المرّات قابلت إنجي أحد الشباب المحليين ولم يكن أميراً واسمه مقديش، كان هذا الشاب غير معجب بإنجي نفسها على العكس من الأمراء الآخرين؛ بل كان يريد التقرب منها من أجل الانتقام من والديها الغول والغولة؛ فلقد كان يعرف عن الكثير عن أفعالهما الغادرة، فأراد الإيقاع بهم من خلال إنجي لأن كان من صفاته الغدر.

بدأ هذا الشاب بالتقرّب من إنجي وكان طوال الوقت يوهمها بحبّه وإعجابه بها، وحين اطمأن أنّها قد وقعت في شباك حبّه أراد الانتقام منها، فذهبت في مرة من المرّات كي تحدّث أمّها عن هذا الشاب الوسيم ومهذّب الأخلاق، ولكن أمها الغولة كانت فطنة فشعرت أن هذا الشاب لا ينوب خيراً وأنّه يخطّط للإيقاع بها.

بسبب ما شعرت به الغولة الأم ظلّت تبحث وراء هذا الشاب وتحاول أن تكتشف خططّه، وعندما استطاعت فعل ذلك تأكّدت بطريقة ما أن مقديش ينوي الإيقاع بابنتها الوحيدة والجميلة؛ لذلك قرّرت الأم أن تنتقم منه فذهبت وحفرت له حفرة كبيرة في بئر عميق وكانت قد أعدّتها له منذ وقت طويل حتى توقعه بها وتقوم بتعذيبه وقتله وإطعامه لأفراد عائلتها.

وفي يوم من الأيام استطاعت الأم الإيقاع بمقديش فوضعته داخل البئر كي تعذبه وتطعمه لعائلتها، ولكن إنجي كانت فتاة طيبة القلب ورقيقة بالإضافة إلى حبّها الكبير له على الرغم من معرفتها أنه يحاول خداعها ولكن لم ترضى بأن يكون حبيبها وجبة دسمة للعائلة؛ لذلك مكثت بجانب البئر المدفون به مقديش، وكان هو لا ييأس من أن يسمعها مغازلته الكاذبة وكلامه المعسول، حتى جاء يوم من الأيام وطلب منها أن تساعده في الخروج من البئر.

استمر مقديش في محاولة إقناع إنجي بوعوده المزيفة، وأخبرها أنّه في حال استطاعت مساعدته في الخروج من البئر فلن يؤذيها وسيذهب بعيداً، ولن يخبر أي أحد بأنّ إنجي هي من ساعدته في الخروج؛ لذلك اقتنعت بكلامه واستسلمت للأمر وساعدته في الخروج، ووعدها بأن يعود في وقت لاحق حتّى يقوم بإقناع والدها الغول ووالدتها الغولة بالزواج منها.

صدقّت الفتاة الجميلة الرقيقة كلام هذا الشاب الخائن المحتال، وما إن تركت يديه حتى يهرب والتفت حتى بدأ هو بضربها على رأسها بشدّة حتى الموت، وعندما وقعت أرضاً بدأ بجرّها ووضعها بنفس الحفرة التي كان هو بها، وقام بتبديل ملابسه مع ملابسها؛ لأنّه كان ينوي أن يختبئ في حجرة قريبة من منزل الغول والغولة.

استطاع هذا الشاب الهروب بملابس إنجي، وفي المساء جاء ضيوف الغولة الأم من أجل وجبة العشاء التي دعتهم إليها، وعندما ذهبت لتحضر مقديش وتقوم بإطعامه لضيوفها تفاجأت أن الذي كان في البئر ليس مقديش ولكن كانت ابنتها إنجي الابنة الوحيدة الجميلة، ولكنّها للأسف كانت فتاة ساذجة وجعلت هذا الشاب يغدر بأمها وأبيها، استطاع مقديش بعد ذلك الإفلات من الغول والغولة وأمضت الغولة بقية حياتها بجانب هذا البئر حزينة على ابنتها إنجي.


شارك المقالة: