قصة الأختين والنظافة

اقرأ في هذا المقال


النظافة من الإيمان، وهي من الأساسيات التي يجب علينا أن نغرسها فلي نفوس أطفالنا، سنحكي في قصة اليوم عن أختين كانت واحدة منهما تحب النظافة والأخرى لا تحبّها؛ وعلى الرغم من توبيخ الجميع للأخت التي لا تحب النظافة، إلّا أنّها كانت لا تكترث للأمر، حتّى تعرضّت في يوم من الأيّام للمرض بسبب إهمالها للنظافة، ومنذ ذلك الوقت قرّرت أن تعتني بنظافتها لتصبح صحتّها أفضل كأختها.

قصة الأختين والنظافة

في إحدى القرى تعيش أختان جميلتان وودودتان مع بعضهما البعض، واحدة اسمها سارة والثانية اسمها سالي، هاتان الأختان تحبّان بعضهما البعض كثيراً؛ حيث تمضيان أغلب الأوقات سويّةً في اللعب والأكل المتعة والترفيه، وحتّى في زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء، كل النّاس كانوا يغبطون هاتين الأختين على علاقتهما الرائعة الودودة.

ولكن كان هنالك فرق بسيط بينهما وهو الذي يؤدّي إلى بعض الخلافات التي تنشب بينهما في بعض الأحيان، هو أن سارة كانت تحب النظافة وتعتني بنفسها كثيراً، بينما أختها سالي كانت ليست كذلك، بل كانت مهملة ولا تهتم بهذا الأمر مطلقاً.

كانت سارة قبل أن تبدأ بالطعام تذهب وتقوم بغسل يديها، وكذلك عند الانتهاء من الطعام أو حتّى اللعب، وتجدها تعتني بملابسها وتتبع النظام أيضاً؛ حيث كل مكان تجلس به لا تشعر بالراحة إلّا بعد أن تجعل منه مكاناً نظيفاً ومرتباً، وكان جميع من حولها يشيدون بهذا الشيء وينادونها بالفتاة النظيفة، الأمر الذي لا يعجب أختها ويجعلها تغضب منها في أغلب الأحيان.

أمّا سالي فقد كانت على العكس تماماً، لا تحب سالي أن تتعب وتقوم بغسل يديها قبل الطعام أو بعده، وتجدها مهملة ولا تهتم بنظافة المكان الذي تجلس به أو بنظامه وترتيبه كأختها سارة، كان الجميع يعرفون بأن سالي هي الفتاة المهملة التي لا تحب النظافة.

كانت سارة دائماً ما تنصح أختها سالي بأن تصبح مثلها، وأن تقوم بتغيير عاداتها السيئة ولكن دون جدوى، وفي إحدى الأيام وعند عودتهما من المدرسة وهما بصحبة بعضهما البعض كالعادة، وصلتا المنزل وكانت والدتهما قد أعدّت طعام الغداء وكانت بانتظار وصولهم، سارة اتجّهت إلى الحمّام مباشرةً لتقوم بتغيير ملابسها وغسل يديها قبل الطعام، وهذا ما اعتادت عليه، أمّا سالي فاتجهّت مباشرةً إلى مائدة الطعام دون غسل يديها.

أم سالي غضبت منها كثيراً؛ حيث جلست دون تغيير ملابسها أو غسل يديها كأختها، وقامت بتوبيخها وقالت لها: يا ابنتي لا بدّ أن تكوني أكثر حرصاً على نظافتك الشخصية، أنظري لأختك سارة كيف تعتني بنفسها، النظافة يا ابنتي من الأمور الأساسية، وهي من أكثر ما يحمي الشخص من الأمراض؛ حيث أنّ غسل اليدين بالماء والصابون يقتل جميع أنواع البكتيريا والجراثيم، ويحمي من انتقال الأمراض المعدية.

سالي المهملة لم تستمع لكلام والدتها أبداً، ولم تكترث بما قالت كعادتها، وجلست وتناولت طعام الغداء دون غسل يديها قبل الطعام، وعندما أكملت طعامها اتجهّت إلى غرفتها لتنام في سريرها دون غسل يديها كذلك، نظرت لها والدتها كانت غاضبة من تصرفّاتها كثيراً وكانت تقول في نفسها: لعلّها في يوم من الأيام ستدرك معنى ما قلته لها.

في صباح اليوم التالي كانت عطلة سارة وسالي، وكان والدهما قد وعدهما أن يقوم بأخذهما في نزهة خارج البيت في يوم الجمعة، ذهبت سارة وسالي وقامت كل منهما بتجهيز نفسها من أجل تلك النزهة، وخرجوا جميعاً لزيارة حديقة الحيوانات.

بينما كانت سارة وسلمى مع أبيهما في السيّارة إذ شعرت سالي بأن هنالك ألماً كبيراً في بطنها، وكانت غير قادرة على المشي أبداً؛ لذلك قرّر والدها أن يأخذها إلى المستشفى، وعندما قام الطبيب بفحصها تبيّن أن سالي قد أصيبت بالتهاب جرثومي بسبب تناولها الطعام بيدين ملوّثتين.

عادت سالي إلى البيت وظلّت نائمة في سريرها طوال اليوم، بينما سارة كانت لا تعاني من أيّ آلام؛ على الرغم من أن كلتاهما قد تناولن طعام الغداء من نفس الطبق، جاءت سارة ووالدتها وقالت لها أمّها: ألم أقل لكِ يا ابنتي أن النظافة هي التي تحمي أجسامنا من الجراثيم، شعرت سالي بالندم لأنّها قد أفسدت يوم عطلتها، وأدركت ما قالته له أمّها، ووعدتها أن تهتم بنظافتها الشخصية كأختها العزيزة والجميلة سارة.


شارك المقالة: