قصة الأرنب الكاذب والحريق

اقرأ في هذا المقال


أجمل ما في قصص الأطفال القصيرة، هي أنّها ممتعة ومفيدة، ودائماً ما تلقّن الأطفال أهم القيم الأخلاقية مثل الصدق والأمانة والحب وغيرها، سنحكي في هذه القصة عن أرنب يتصّف بصفة الكذب وحب المزاح المتواصل، ولكن تسبّب كذبه هذا بإيذائه وإيذاء الآخرين، وتعلّم درساً في نهاية القصة بسبب أفعاله هذه، والعبرة من القصة: الكذبة لا تعيش حتى تصبح عجوزاً.

الأرنب الكاذب والحريق:

كان هنالك أرنب يعيش في الغابة مع الحيوانات، وكان هذا الأرنب يحب كثيراً أن يمازح أصدقائه الحيوانات وأن يقوم بعمل المقالب معهم؛ فكان هذا الأرنب الصغير مشاكس جدّاً، وفي يوم من الأيام تسبّب هذا الأرنب بسبب مشاكسته بحريق كبير في الغابة، والسبب في هذا الحريق هو لعبه بعود من الكبريت.

كانت أم الأرنب دائماً ما تحذّره من كثرة المزاح المتواصل مع من حوله، وكانت تخبره أن هذا المزاح ربّما يتحوّل إلى حقيقة مزعجة لمن حوله، وربمّا يتحوّل إلى فعل يتسبب بالإيذاء للآخرين، ولكن هذا الأرنب كان لا يستمع إلى كلام أمّه.

في مرّة من المرّات كان هذا الأرنب يلعب خلف البيت بأحد عيدان الكبريت التي كان قد أخذها من المنزل دون معرفة أمّه بذلك، فقام بإشعال عود الكبريت وقام برميه على الأرض المليئة بأوراق الشجر ولم يخبر أحد بما فعله، بل كان سعيداً جدّاً بما فعل، فجأة نشب حريق كبير في الغابة حتّى نفث منه دخان كبير، حتى استطاعت أمه أن تشتم رائحة الدخان.

نظرت الأم لابنها وكان يبدو عليه علامات المكر والحيلة وقالت له: ألا تشتم رائحة حريق يا بني، فأجابها محاولاً إيهامها بالأمر: كلّا يا أمي أنا لا أشتم أي رائحة، فعندما سمعت الأم ابنها يقول ذلك جلست مطمئنة تنظر لابنها وهو يبتسم ابتسامة ماكرة.

لم تفطن الأم بسبب كذب ابنها أن الحريق قد بدأ ينتشر في كل أرجاء الغابة، وفجأة وبينما كان الأرنب نائماً هو وأمّه إذ طرق الباب بشدّة، وعندما ذهبت الأم لتفتح الباب وجد أحد الحيوانات واقفاً ويصرخ قائلاً: حريق كبير في الغابة! حريق كبير في الغابة! شعرت الأم بالذعر وبدأت تلوذ بالفرار ولكن عندما خرجت من المنزل احترقت قدمها وقدم ابنها كذلك، وشعرا بالألم الشديد.

تم إنقاذ الأرنب والأم بصعوبة بالغة، وتم تدمير كل شيء في الغابة حتى بيت الأرنب كان قد احترق، واحترقت كذلك بقية البيوت، عندما حدث ذلك وقف الأرنب خجلاً واعترف لجميع الأرانب وقال: أنا أعتذر منكم بشدّة فأنا من تسبّب بهذا الحريق، لكنّني كنت أمرح وأمزح ولم أقصد إيذائكم، نظرت له الأم وقالت: أولم أحذّرك يا بني من المزاح المتواصل؟ فاعتذر منها الأرنب ثانية ومن كل الأرانب وقالوا له: أنت تستحق ذلك ولكن اعتذارك جاء متأخراً، فوعدهم أن لا يكرّر فعلته مرة ثانية.


شارك المقالة: