الكثير من القصص تحكي عن أحداث القصر الذي يعيش به الملك والملكة والأميرة، وغالباً ما تتناول أحداثها حول مواجهات تقع بينهم أو عن صعوبات تواجه الأميرة الجميلة وعن النزاع الكبير بين الخير والشر، وغالباً ما تكون الأميرة في القصص هي البنت الجميلة الرقيقة، سنتناول في هذه القصة أميرة جميلة وجدها أمير وأعجب بها ولكنها تعرضّت لاختبار صعب واستطاعت برقتها الفائقة أن تجتاز هذا الاختبار.
الأميرة وحبة البازيلاء:
في يوم من الأيام كان هنالك مملكة وقصر يعيش به الملك والملكة، وكانت الملكة التي تعيش في هذا القصر ذات أطباع حادة وقوية؛ حيث كانت تقوم باختيار كل شيء بالقصر بنفسها دون الاهتمام بآراء الآخرين، فكانت تحب السيطرة على زمام الأمور كلّها، وكان لديها أمير صغير وغاية في الجمال، كانت تحبّه كثيراً وتعتني به وتمنحه كل وقتها، وكانت كذلك تختار له كل شيء بنفسها مثل ملابسه وألعابه وحتّى طعامه حتّى كبر هذا الأمير وأصبح بسن يؤهله للزواج.
في يوم من الأيام قامت هذه الملكة بدعوة ابنها لغرفتها الخاصة بها وقالت له: يا ولدي العزيز لطالما اعتنيت بك حتى كبرت واشتد عودك وكنت أختار لك كل شيء بنفسي، ولكن اليوم أنت أصبحت شاباً كبيراً ويجب عليك أن تتزوج وفي هذه المرّة أنت الذي ستختار الزوجة الأميرة بنفسك ولكن هنالك شروط، قال لها: وما هي الشروط لتلك الزوجة؟ قالت له: يجب أن تكون أميرة جميلة وأنيقة المظهر والكلام وصوتها جميل.
كان من العادة أن يقوم الأمير الذي يريد الزواج الذهاب للقصور واختيار الزوجة بنفسه، فقامت أمّه بإعطائه عناوين هذه القصور حتى يقوم بزيارتها واختيار الأميرة بنفسه، وبينما كان يزور القصور دخل أحدها فوجد أميرة جميلة فاقترب منها وأراد التحدّث معها، ولكنّه استغرب منها لأنه وجد صوتها قبيحاً فأعرض عنها.
ومضى حتى وصل لقصر آخر رحّب به ملك القصر وقام بدعوته للغداء، وكان سعيداً به وعندما رأى أميرة القصر وجدها سمينة وتأكل كثيراً وبنهم شديد، ولم تعطِ هذا الأمير أيّ اهتمام فأعرض عنها الأمير كذلك ولم يجد مطلبه في ذلك اليوم فعاد لقصره.
بينما كان الأمير جالساً على شرفة منزله في يوم ماطر إذ به يرى أميرة جميلة تقترب من القصر، خرج وقام باستقبالها وسألها عن اسمها، فأجابته بصوت ناعم ورقيق وقالت له أنّها أميرة مسافرة ولكن عندما اشتد المطر قامت بتغيير طريقها، وطلبت منه الاحتماء بقصره والمبيت لحين أن تهدأ الأمطار.
عندما دخلت هذه الأميرة لقصره قامت بتبديل ثيابها ولكن كانت الثياب متسخة بالطين، فلم يكترث الأمير وقرّر الذهاب لأمّه لإخبارها أنّه وجد الأميرة المناسبة والتي وقع اختياره عليها، جاءت الملكة كي ترى هذه الفتاة بنفسها ولكن عندما رأت ثيابها كذلك رفضت طلب ابنها وقالت: لا يمكن أن تكون الأميرة ثيابها ملطخة بهذا الشكل ولا يمكن لأميرة السفر من غير حرّاس، ولكن ابنها كان مصممّاً على الزواج من هذه الأميرة الجميلة فقالت له: ما دمت مصرّاً على هذه الفتاة فسوف أقوم بعمل اختبار صغير لها وإن نجحت به فسوف أوافق على زواجك منها.
في اليوم التالي أمرت هذه الملكة جنودها وطلبت منهم طلباً غريباً وقالت: عند حلول الليل أريد منكم وضع عشر مراتب فوق سرير هذه الأميرة، وقامت بوضع حبة بازيلاء أسفل هذه المراتب، عندما جاءت هذه الأميرة لتنام وجدت السرير عالي جدّاً فقامت بطلب سلم من الحرس حتى تستطيع الصعود والنوم فوقه.
أحضر لها الجنود السلم وصعدت فوق السرير لتنام، ولكنّها كانت تشعر بعدم الراحة وأن هنالك شيء أسفل منها يضايقها، في صباح اليوم التالي جاءت الخادمة وسألت هذه الأميرة عن الليلة الماضية وقالت لها: كيف كانت ليلتك بالأمس؟ فقالت لها الأميرة: في الحقيقة أنا لم أنام جيّداً والسبب اننّي شعرت أن هنالك شيء قاسي كالصخرة أسفل مني.
أسرعت الخادمة لتخبر الملكة بما قالته لها الأميرة، عندما سمعت الملكة فرحت كثيراً وأيقنت أن هذه الفتاة شديدة الرقّة واللطف فوافقت على زواج ابنها الأمير منها، وفي اليوم التالي ذهب الأمير ومجموعة من الحرس لإيصال هذه الأميرة إلى قصرها وتقدّم الأمير لوالدها الملك لخطبتها فتزوجا وعاش الأمير والأميرة بسعادة وهناء.