قصة الأمير أحمد والجنية باريبانو - الجزء الأول

اقرأ في هذا المقال


قصة الأمير أحمد والجنية باريبانو، ( The story of Prince Ahmed and the fairy Paribanou) قصة قصيرة أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الزرقاء 1889.

الشخصيات:

  • الأمير أحمد.
  • الأمير حسين.
  • الأمير علي.
  • باريبانو.
  • الأميرة نورونيهار.

قصة الأمير أحمد وباريبانو (الجزء الأول):

كان هناك سلطان له ثلاثة أبناء وابنة أخت، كان أكبر الأمراء يدعى حسين، والثاني علي، وأصغرهم أحمد، والأميرة ابنة أخيه نورونيهار، وكانت الأميرة نورونيهار ابنة الأخ الأصغر للسلطان الذي توفي وترك الأميرة في سن صغيرة حيث أخذ السلطان على عاتقه رعاية تعليم ابنته، وربّاها في قصره مع الأمراء الثلاثة، واقترح تزويجها عند وصولها إلى سن مناسبة، وعقد تحالف مع أمير مجاور بهذه الطريقة.
ولكن عندما أدرك أن أبنائه الأمراء الثلاثة يحبونها بشغف، فكر بجدية أكبر في هذه القضية، وكان شديد القلق حيث كانت الصعوبة التي توقعها هي جعلهم يتفقون، وأن يوافق الصغيرين على التنازل عنها لأخيهما الأكبر، ونظرًا لأنه وجدهم جميعًا كانوا عنيدين ورفضوا الاتفاق، أرسل إليهم جميعًا معًا وقال لهم: يا أبنائي، لأنني لم أتمكن من إقناعكم بعد الآن بأن تتنازلوا عن الأميرة ابنة عمكم، أعتقد أنه لا بد أن يسافر كل شخص منكم على حدة إلى بلدان مختلفة، حتى لا تلتقوا ببعضكم البعض.
ثمّ قال لأبنائه: كما تعلمون فأنا فضولي للغاية وأطمع في كل ما هو فريد، سوف أعدكم بأن أزوج ابنة أخي لمن سيجلب لي أكثر شيء ندرة وغير عادي وللحصول على هذا الشيء عليكم أن تبحثوا عنه، أما بالنسبة لنفقات السفر سأعطي كل واحد منكم مبلغًا من المال، ونظرًا لأن الأمراء الثلاثة كانوا دائمًا خاضعين ومطيعين لإرادة السلطان، فقد وافقوا جميعًا على ذلك.
دفع لهم السلطان المال الذي وعدهم به وفي صباح اليوم التالي أصدروا أوامر بالتحضير لرحلاتهم، وأخذوا إذن من السلطان، حتى يكونوا أكثر استعدادًا للذهاب في صباح اليوم التالي وفقًا لذلك، وانطلقوا جميعًا عند نفس بوابة المدينة وكان كل منهم يرتدي زي التاجر، وكان يصطحب معه ضابط ثقة يرتدي زي الخادم، وجميعهم يرتدون ملابس جيدة ومرتبة.
ذهبوا في رحلة اليوم الأول معًا وناموا جميعًا في نزل، حيث تم تقسيم الطريق إلى ثلاثة مساحات مختلفة، و في الليل عندما كانوا على العشاء معًا وافقوا جميعًا على السفر لمدة عام واللقاء في ذلك النزل، وأن الأول الذي يحضر يجب أن ينتظر البقية، ونظرًا لأن الثلاثة انطلقوا معًا فقد يعودون جميعًا معًا، وفي صباح اليوم التالي بعد استراحة من اليوم، بعد أن تعانقوا وتمنىوا لبعضهم البعض النجاح، امتطوا خيولهم وسلكوا طريقًا مختلفًا.
وصل الأمير حسين وهو الأخ الأكبر إلى بيسناغار عاصمة المملكة التي تحمل هذا الاسم، ومقر إقامة ملكها ونزل في خان معين للتجار الأجانب، وبعد أن علم أن هناك أربعة أقسام رئيسية حيث كان التجار من جميع الأنواع يبيعون سلعهم ويحتفظون بالمتاجر وفي وسطها كانت القلعة أو بالأحرى قصر الملك، ذهب إلى أحد هذه الأقسام في اليوم التالي.
لم يستطع الأمير الحسين رؤية هذا التقسيم دون إعجاب حيث كان كبيرًا، ومقسم إلى عدة شوارع كلها مقببة ومظللة من الشمس، ومع ذلك فهي خفيفة للغاية أيضًا، كانت المحلات كلها بنفس الحجم وكل من يتعامل في نفس النوع من البضائع يبيع في شارع واحد، وكذلك أصحاب الحرف اليدوية الذين احتفظوا بمتاجرهم في الشوارع الصغيرة.
تعددت المتاجر المجهزة بجميع أنواع البضائع من عدة أجزاء من الهند، وبعض هذه البضائع مطلي بألوان أكثر حيوية ويمثل الوحوش والأشجار والأزهار، ثمّ فاجأه الحرير والديباج من بلاد فارس والصين وأماكن أخرى، والبورسلين من اليابان والصين والمنسوجات لدرجة أنه لم يكن يعرف كيف يصدق عينيه، ولكن عندما جاء إلى صائغي الذهب والمجوهرات، كان في حالة من النشوة لرؤية مثل هذه الكميات الهائلة من الذهب والفضة المصنَّعة، وكان منبهرًا ببريق اللؤلؤ والماس والياقوت والزمرد وغيرها من المجوهرات المعروضة للبيع.

الشيء الآخر الذي أعجب الأمير حسين بشكل خاص هو العدد الكبير من بائعي الورود الذين احتشدوا في الشوارع. لأن الهنود محبين عظماء لتلك الزهور لدرجة أنه كان كل واحد منهم في يده وردة أو إكليل على رأسه، ويحتفظ بها التجار في أواني في دكاكينهم حتى يكون الهواء معطرًا تمامًا، وبعد أن اجتاز الأمير حسين هذا التقسيم شارعًا بشارع وظفت أفكاره بالكامل على الثروات التي رآها.
كان الأمير متعبًا جدًا وهو ما أدركه أحد التجار الذي دعاه للجلوس في متجره وقبل الأمير بذلك، وقبل أن يجلس رأى مناديًا كان يمر بقطعة قماش على ذراعه حوالي ستة أقدام مربعة وكان يصيح لبيعها مقابل ثلاثين حقيبة حيث نادى الأمير عليه، وطلب رؤية النسيج الذي بدا له أنه يقدر بثمن باهظ، ليس فقط من حيث حجمه ولكن لسوء شكله، عندما فحصها جيدًا، قال للبائع إنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن أن تكون قطعة قماش صغيرة جدًا، ومظهرها غير جيد بسعر مرتفع جدًا.
فأجابه البائع: إذا بدا لك هذا السعر باهظًا جدًا فستكون دهشتك أكبر عندما أقول لك إن لدي أوامر برفع سعرها إلى أربعين حقيبة من المال، فأجاب الأمير حسين: بالتأكيد، يجب أن يكون فيه شيء غير عادي للغاية، لا أعرف عنه شيئًا، أجاب البائع: لقد خمنت ذلك يا سيدي وستتمنى لو تمتلكه عندما تعرف أن كل من يجلس على هذه القطعة من النسيج يمكن نقله في لحظة إلى أي مكان يرغب فيه دون أن يوقفه أي عائق.
بعد أن سمع الأمير هذا اعتقد بما أن الدافع الرئيسي لسفره هو من أجل الحصول على شيء نادر، وحمل مثل هذا الشيء لوالده السلطان إلى المنزل سيكون ندرة فريدة من نوعها، وأنه لا يمكن أن يقابل أي شخص يمكن أن يمنحه المزيد من الرضا بمثل هذا البساط.
قال للبائع: إذا كان هذا النسيج يتمتع بما أخبرتني به فلن أفكر في الدفع لك أربعين حقيبة من المال بل سأقدم لك هدية أيضًا، أجاب البائع: يا سيدي، لقد قلت لك الحق ومن السهل إقناعك بذلك، لن تقوم بصفقة معي إلا بعد أن أريك التجربة، لكن يجب أن أوصلك إلى خانك حيث تقيم، وبإذن من سيد المحل سنذهب إلى ساحة متجره الخلفي، وأنا سوف أنشر النسيج وعندما نجلس معًا إذا كان لديك الرغبة في الانتقال إلى شقتك في الخان تمنى ذلك، وإذا لم يتم نقلنا إلى هناك، فلن تكون هناك صفقة وستكون لك الحرية في التخلي عن الصفقة.
قبل الأمير الشروط وأبرم الصفقة، وبعد أن حصلوا على إذن السيد، ذهبوا إلى ساحة المتجرالخلفي وجلس كلاهما عليه، وبمجرد أن أعرب الأمير عن رغبته في أن يتم نقله إلى شقته في الخان وجد نفسه في الوقت الحالي يجلس هناك، وتمت الصفقة بعد أن أثبت جودة قطعة النسيج، لذلك فقد حصل البائع على أربعين قطعة من الذهب وغادر فرحًا.

وبهذه الطريقة أصبح الأمير حسين مالكًا للنسيج، وكان سعيدًا جدًا لأنه عند وصوله إلى بيسناغار وجد قطعة نادرة جدًا، ولم يعترض عليها أبدًا ومن شأنها أن تكسبه يد نورونيهار، باختصار نظر إلى الأمر على أنه شيء مستحيل بالنسبة للأمراء إخوته الصغار أن يجدوا أي شيء يمكن مقارنته به أو بقوته، ومن خلال الجلوس على نسيجه سيمكنه من أن يكون في مكان الاجتماع الذي حدده والده في ذلك اليوم، ولكن لأنه كان ملزمًا بالبقاء هناك لحين عودة إخوته كما اتفقوا، ولأنه كان مهتمًا برؤية ملك بيسناغار وقصره، ولإطلاع نفسه على قوة المملكة وشرائعها وعاداتها ودينها، اختار أن يقيم هناك لفترة أطول.
وبعدما أقام الأمير حسين في مملكة بيسناغار فترة ، لكنه كان حريصًا جدًا على أن يكون قريبًا من الأميرة لدرجة أنه نشر النسيج، وجلس هو والضابط الذي أحضره معه عليه، وعاد إلى النزل الذي كان سيلتقي فيه هو وإخوته، وانتظر إلى حين عودتهم.
في تلك الأثناء كان الأمير علي الأخ الثاني للأمير حسين الذي صمم للسفر إلى بلاد فارس، سلك الطريق بعد ثلاثة أيام من انفصاله عن إخوانه، ثمّ انضم إلى قافلة وبعد أربعة أيام من السفر وصل إلى شيراز، عاصمة مملكة بلاد فارس، وهنا مر على صائغ، وفي صباح اليوم التالي سافر الأمير علي الذي سافر فقط من أجل سعادته، ولم يجلب معه شيئًا سوى الضروريات، وبعد أن ارتدى ملابسه سار في ذلك الجزء من المدينة الذي أطلقوا عليه في شيراز اسم بيزستين.
من بين جميع البائعين الذين مروا للخلف وللأمام مع عدة أنواع من البضائع كانوا يعرضون بيعها كان مندهشًا قليلاً لرؤية شخص يحمل تلسكوبًا عاجيًا في يده يبلغ طوله حوالي قدم وسمك إبهام الرجل، ونادى صاحبه عليه مقابل ثلاثين حقيبة من المال، في البداية ظن الأمير أن البائع مجنون وذهب إلى متجر وقال للتاجر الذي وقف عند الباب: اسمع يا سيدي: أليس هذا الرجل، مشيرًا إلى صاحب التلسكوب مجنون؟ إذا لم يكن كذلك فأنا مخدوع للغاية.
أجاب التاجر: حقًا يا سيدي، لقد كان في صواب أمس ويمكنني أن أؤكد لك أنه أحد أمهر البائعين لدينا، والأكثر ذكاءً لبيع أي شيء ذي قيمة، وإذا نادى على زجاج المنظور العاجي مقابل ثلاثين حقيبة من المال، فيجب أن يكون ذا قيمة أو أكثر، سيأتي الآن حين أدعوه، في غضون ذلك اجلس على أريكتي واسترخي.
قبل الأمير علي عرض التاجر، وفي الوقت الحالي مرالبائع ونادى التاجر باسمه مشيرًا إلى الأمير، فقال له الأمير: أخبر هذا الرجل الذي سألتك إذا كان مجنونًا، وماذا يقصد بالنداء على زجاج المنظور العاجي الذي يبدو أنه لا يساوي كثيرًا، فقال البائع مخاطبًا الأمير علي: سيدي، أنت لست الشخص الوحيد الذي يأخذني كرجل مجنون بسبب هذا المنظور الزجاجي، ستحكم عليه بنفسك سواء أكان يستحق هذه القيمة أم لا، عندما أخبرك بمزاياه وآمل أن تقدره بسعر مرتفع مثل أولئك الذين أظهرته لهم بالفعل، والذين كان لديهم رأي سيء في البداية عني مثلك.
يتبع في الجزء الثاني..



شارك المقالة: