قصة الأم السيئة

اقرأ في هذا المقال


الكثير من الناس اعتقد وهو صغير بأن أمّه كانت معه قاسية بعض الشيء، وأنّها تعطي الأوامر فقط، ولكن عندما نكبر نكتشف دائماً أنّ الأمهات كانت على حق، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة كانت دائماً ترى أمّها هي الأم السيئة؛ وذلك لكثرة الأوامر التي تعطيها لها، ولكن عندما كبرت وأصبح لديها عائلة، وجدت أنّ عائلتها رائعة وأنّ ما علّمته أمها لها هو الصواب، وشعرت أنّها كانت مخطئة بحق ما تنسبه لأمها من وصف سيء وغير لائق.

قصة الأم السيئة:

كان هنالك فتاة اسمها آن تسكن مع والدتها بالمنزل، كانت هذه الأم دائماً ما تعطي ابنتها الكثير من الأوامر مثل: أكملي وجبة الإفطار، قومي بحل واجباتك، نظفي غرفتك، ساعديني بتنظيف المنزل وغيرها الكثير من الأوامر، كنت آن تشعر أن الجميع يسمع صوت أمّها وهي توبخّها وتوجّه الأوامر لها.

في اليوم التالي استيقظت آن على صوت أمها وهي تقول: هيا يا ابنتي استيقظي فلقد أصبح الوقت متأخّراً، وكانت قد نامت على صوت أمّها بالأمس وهي تقول: نامي مبكّرة، جلست بسريرها وقالت في نفسها: أمّي تعطيني الأوامر منذ استيقاظي من نومي لآخر اليوم، تناولي الخضار، نظّفي وافعلي ولا تفعلي، أنا أتمنّى العيش كباقي أصدقائي الذين يفعلون ما يريدون؛ فهم ليس لديهم أم وأب يزعجونهم هكذا، أنا لدي أم سيئة.

كانت آن تحدّث نفسها بذلك كل يوم، ومرت السنين وكبرت وأصبحت شابّة، وبفضل والدتها دخلت آن الجامعة، ودرست مجالاً جيّداً واستطاعت أن تحصل الامتياز عند التخرّج، وعندما تقدّم لها شاب لخطبتها اكتشف أنّها طباخة ماهرة وزوجة رائعة وقد نجحت باختبار الزوجية.

تزوجت آن وأنجبت الأطفال وأصبحت أم، وكان لديها عائلة رائعة، وجدت آن نفسها تفعل مع أولادها مثل ما كانت أمّها تفعل معها، فدائماً ما توبّخ أطفالها وتعلّمهم النظام والالتزام بأوقات الاستيقاظ والنوم، وكانت تحثّهم على الأكل الصحي والمفيد، حتّى أصبحت تمتلك أسرة نموذجية، وفي يوم من الأيام جلست آن وقالت في نفسها: كل شيء أنا به اليوم ما هو إلّا بفضل أمي وتعليمها لي.

وقالت آن لأولادها: طالما كنت أقول عن أمي أنّها أم سيئة، ولكننّي الآن مدينة لها بالكثير، لقد كنت صغيرة وأعتقد أن أمّي قاسية ولا تريد إلّا إزعاجي، ليتكم يا صغاري تفهمون أن قسوة الأم وحرصها وكل ما تفعله هو من أجلكم أنتم؛ فهي تفعل ذلك من دافع المحبة لا القسوة.


شارك المقالة: