قصة الأميرة هاسي قصة اليابان القديمة

اقرأ في هذا المقال


قصة الأميرة هاسي قصة اليابان القديمة أو (The story of princess Hase A story of old Japan) هي حكاية فولكلورية يابانية، للمؤلف، ياي ثيودورا أوزاكي، نشرت عام 1908، نشرها  (Grosset & Dunlap Publishers)

الشخصيّات:

  • الأمير تويوناري.
  • موراساكي فيوليت.
  • الاميرة هاسي.
  • الأميرة تيروت الشريرة.

قصة الأميرة هاسي قصة اليابان القديمة:

قبل سنوات عديدة، عاش هناك في نارا العاصمة القديمة لليابان، وزير دولة حكيم عُرف باسم الأمير تويوناري فوجيوارا، كانت زوجته امرأة نبيلة وطيبة وجميلة تدعى الأميرة موراساكي فيوليت، لقد تزوجا من قبل عائلاتهم وفقًا للعادات اليابانية عندما كانوا صغارًا، وعاشوا معًا في سعادة منذ ذلك الحين، ومع ذلك، كان لديهم سبب واحد للحزن الشديد، لأنّه مع مرور السنين لم يولد لهم أي طفل.

لقد جعلهم هذا غير سعداء للغاية، لأنّ كلاهما يتوق لرؤية طفل خاص بهما يكبر ليرضي شيخوخته، ويحمل اسم العائلة، ويحافظ على طقوس الأجداد عندما ماتوا، لذلك قرر الأمير وزوجته الحبيبة، بعد استشارة طويلة وتفكير طويل، أن يقوموا بالحج إلى معبد هاس، لأنّهم كانوا يؤمنون وفقًا لتقاليد  دينهم، أنّ الرحمة ستأتي استجابة لصلاة البشر بالشكل الذي هم في أمس الحاجة إليه، وبعد كل هذه السنوات من الصلاة.

لذلك ذهب الأمير تويوناري وزوجته إلى معبد هاس ومكثوا هناك لفترة طويلة، وكانوا يقدمون البخور يوميًا ويصلّون في المعبد، لمنحهم رغبة حياتهم كلها، واستجابة صلاتهم، ثمّ وُلدت ابنتها أخيرًا للأميرة موراساكي، وكانت فرحة قلبها عظيمة، وعندما قدّمت الأميرة الطفلة لزوجها، قرر كلاهما تسميتها الأميرة هاسي، لأنّها كانت هدية في ذلك المكان، لقد ربّاها والديها بكل عناية وحنان.

وعندما بلغت الفتاة الصغيرة الخامسة من عمرها، أصيبت والدتها بمرض خطير ولم يتمكن جميع الأطباء وأدويتهم من إنقاذها، وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، نادت ابنتها وداعبت رأسها برفق، وقالت: هل تعلمين أنّ والدتك لا تستطيع أن تعيش أكثر من ذلك؟ رغم أنني أموت، يجب أن تكبري فتاة جيدة، ابذلي قصارى جهدك حتى لا تسببي مشكلة لخادمتك أو أي من أفراد أسرتك.

وربما سيتزوج والدك مرة أخرى وسيشغل شخص ما مكاني كأمك، وإذا كان الأمر كذلك، فلا تحزني علي، ولكن انظري إلى زوجة والدك الثانية باعتبارها أمك الحقيقية، وكوني مطيعة لها ولوالدك، وتذكري عندما تكبرين أن تكوني  لطيفة مع كل من هم حولك، استمعت هاسي بينما كانت والدتها تتحدث، ووعدت بفعل كل ما قيل لها، وهكذا نشأت هاسي كما كانت تتمنى والدتها أميرة صغيرة جيدة ومطيعة، على الرغم من أنّها كانت الآن أصغر من أن تفهم كيف كانت خسارة والدتها كبيرة.

بعد فترة وجيزة من وفاة زوجته الأولى، تزوج الأمير تويوناري مرة أخرى، وهي سيدة نبيلة الولادة اسمها الأميرة تيروت، كانت مختلفة جدًا في الطباع، وكان قلب هذه المرأة قاسيًا سيئًا، ولم تكن تحب ابنة زوجها على الإطلاق، وكانت في كثير من الأحيان قاسية جدًا تجاه الفتاة الصغيرة وكانت تقول دائماً: هذه ليست طفلتي! لكن الأميرة هاسي تحملت كل قسوة بصبر، وأطاعت زوجة والدتها بلطف، تمامًا كما تمّ تدريبها من قبل والدتها الطيبة، بحيث لم يكن لدى السيدة أي مشكلة ضدها.

كانت الأميرة الصغيرة مجتهدة للغاية، ودراساتها المفضلة الموسيقى والشعر، كانت تقضي عدة ساعات تتدرب كل يوم، وكان والدها يمتلك أمهر الأساتذة الذين يمكن أن يجدهم ليعلموها فن كتابة الحروف والشعر، وعندما أصبحت في الثانية عشرة من عمرها، كان بإمكانها العزف بشكل جميل لدرجة أنه تم استدعاءها إلى القصر لتقديم عروضها أمام الإمبراطور، كان هذا هو مهرجان زهور الكرز، وكانت هناك احتفالات كبيرة في القصر.

أمر الإمبراطور بنفسه بأن تؤدي الأميرة هاسي أمامه، وأن ترافقها والدتها الأميرة تيروت، وجلس الإمبراطور على منصة مرتفعة ليستمع لعزف الأميرة، كانت هاسي ماهرةً رغم صغر سنها، وأذهلت الجميع بموهبتها الرائعة في هذه المناسبة العظيمة، لكنّ الأميرة تيروت زوجة والدها التي كانت غيورة بشدة بسبب نجاح ابنة زوجها، ولجعل الأمور أسوأ، أرسل الإمبراطور العديد من الهدايا الجميلة إلى الأميرة الصغيرة لمكافأتها على عزفها بشكل جيد في القصر.

كان هناك الآن سبب آخر لكره الأميرة تيروت لابنتها، لأنّها محظوظة، وبعدما أنجبت زوجة أبيها ولداً، ظلّت تقول في أعماق قلبها: لو لم تكن هانسي هنا، لكان ابني سيحظى بكل حب والده، ولم تستطع أبدًا التحكم في نفسها، فقد سمحت لهذا الفكر الشرير بالنمو إلى رغبة فظيعة في التخلص من حياة ابنتها، لذا ذات يوم طلبت سرًا بعض السم وسممت بعض الشراب الحلو، ووضعته في زجاجتين أحدهما مسمومة والأخرى خالية من السموم، وعندما كانت مناسبة لمهرجان الأولاد في الخامس من مايو، وكانت هانسي تلعب مع شقيقها الصغير.

دخلت زوجة والدها بزجاجتين من الشراب وبعض الكعك اللذيذ، ثمّ قالت الأميرة الشريرة بابتسامة: لقد أحضرت لك بعض الشراب الحلو كمكافأة وإليك بعض الكعك اللطيف لأولادي الطيبين، وملأت كوبين من الزجاجات المختلفة، أخذت هانسي أحد أكواب العصير وأعطت أخيها الصغير الآخر الذي تم سكبه له، كانت المرأة الشريرة قد وضعت علامة على الزجاجة المسمومة بعناية، ولكن عند دخولها إلى الغرفة شعرت بالتوتر، وسكبت الشراب على عجل وبلا وعي أعطت الكأس المسمومة لطفلها.

طوال هذا الوقت كانت تراقب الأميرة الصغيرة بقلق، لكنّ لدهشتها لم يحدث أي تغيير في وجه الفتاة الصغيرة، وفجأة صرخ الولد الصغير وألقى بنفسه على الأرض، وتضاعف الألم، وهرعت أمه إليه، وهرع الحاضرون إلى الطبيب، لكن لا شيء يمكن أن ينقذ الطفل، مات في غضون ساعة بين ذراعي والدته، لم يعرف الأطباء الكثير في تلك العصور القديمة، وكان يُعتقد أنّ الشراب اختلف مع الصبي، مما تسبب في تشنجات مات بسببها.

وهكذا عوقبت المرأة الشريرة بفقدان طفلها عندما حاولت التخلص من ابنة زوجها، ولكن بدلاً من لوم نفسها بدأت تكره هاسي أكثر من أي وقت مضى في مرارة وبؤس قلبها، وكانت تنتظر بفارغ الصبر فرصة لإلحاق الأذى بها، وعندما كانت هانسي في الثالثة عشرة من عمرها، وذات يوم اغتنمت زوجة الأب فرصة غياب زوجها، وأمرت أحد خدمها القدامى بأخذ الفتاة البريئة إلى جبال هيباري، أعنف جزء من البلاد، وقتلها هناك.

اخترعت قصة مروّعة عن الأميرة الصغيرة، قائلة إنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع وقوع العار على الأسرة بقتلها، لكنّ الخادم العجوز كان يعلم أنّ الأميرة الشابة بريئة وعزم على إنقاذ حياتها، لذلك قرر البقاء في البرية. وسرعان ما بنى كوخًا صغيرًا، وأرسل سرًا لزوجته للإقامة معهما، بذل هذان الشخصان الطيبان كل ما في وسعهما لرعاية الأميرة التي كانت تثق في والدها طوال الوقت، وهي تعلم أنّه بمجرد عودته إلى المنزل ووجدها غائبة، سيبحث عنها.

عاد الأمير تويوناري إلى المنزل بعد بضعة أسابيع، وأخبرته زوجته أن ابنته هيسي قد ارتكبت خطأً وهربت خوفًا من العقاب، لكنه في البداية لم يصدق وبحث في كل مكان يمكن أن يخطر بباله، ولكن دون جدوى، وفي أحد الأيام، دعا جميع رجاله معًا وأخبرهم أن يستعدوا للصيد لعدة أيام في الجبال، انطلق بقوة وبسرعة إلى منطقة جبال هيباري، ووجد نفسه أخيرًا في واد ضيق خلّاب.

نظر حوله ولاحظ منزلًا صغيرًا على أحد التلال القريبة جدًا، ثم سمع بوضوح صوتًا واضحًا جميلًا يقرأ الشعر بصوت عالٍ، فترجل وترك حصانه ومشى على جانب التل واقترب من الكوخ ومع اقترابه زادت دهشته، لأنّه كان يرى أن القارئ فتاة جميلة، كان الكوخ مفتوحًا على مصراعيه وسمعها تقرأ الشعر، سارع إلى البوابة الصغيرة ودخل الحديقة الصغيرة، ونظر إلى الأعلى ورأى ابنته المفقودة هاسي، كانت غارقة في الشعر لدرجة أنّها لم تسمع والدها أو تراه.

وفجأة صرخ والدها: هاسي، إنّه أنت، هاسي ابنتي، فوجئت الفتاة بوالدها العزيز، وفقدت القدرة على الكلام أو الحركة، ثمّ قالت: والدي! إنه حقًا أنت، يا أبي! وركضت إليه أمسكت بأكمامه السميكة، ودفنت وجهها في شغف بالدموع، قام والدها باحتضانها، وطلب منها أن تخبره بكل ما حدث، لكنّها كانت تبكي بشدة، ثم خرج الخادم العجوز المخلص، وانحنى على الأرض أمام سيده،  وأخبره بكل ما حدث، وكانت دهشة الأمير وسخطه لا حدود لهما.

تخلّى عن المطاردة على الفور وهرع إلى المنزل مع ابنته، في تلك الأثناء هرب أحد الرجال المخلصين إلى الأمام لإبلاغ الأسرة بالأخبار السارّة، وسمعت زوجة الأب بما حدث، ونتيجة خوفها من مقابلة زوجها الآن بعد اكتشاف شرها، فهربت من المنزل وعادت مخزية إلى سطح والدها، ولم يسمع عنها شيء، تمّت مكافأة الخادم العجوز بأعلى ترقية في خدمة سيده، وعاش بسعادة حتى نهاية أيام، ولم تعد الأميرة منزعجة من زوجة الأب القاسية، ومرّت أيامها بسعادة وهدوء مع والدها.


شارك المقالة: