قصة الابنة الثلجية والابن النار

اقرأ في هذا المقال


قصة الابنة الثلجية والابن النار (THE SNOW-DAUGHTER AND THE FIRE-SON)، حكاية خرافية نشرت عام 1894، لأندرو لانغ ضمن سلسلة القصص الخيالية في كتاب الجنية الأصفر في لندن.

الشخصيات:

  • الابنة الثلجية.
  • الابن النار.
  • الملك.

قصة الابنة الثلجية والابن النار:

كان هناك رجل وزوجته يعيشان وحدهما ولم يكن لديهما أطفال، وهو ما كان يسبب حزنًا كبيرًا لهما حيث كانا دائمًا ما يتمنيان لو أنهما يحظيان بطفل لهما، وفي أحد أيام الشتاء، عندما كانت الشمس مشرقة، كان الزوجان واقفين خارج كوخهما، وكانت المرأة تنظر إلى جميع رقاقات الثلج الصغيرة التي تتدلى من السقف، ثمّ تنهدت، والتفتت إلى زوجها وقالت: أتمنى لو كان لدي أكبر عدد من الأطفال بعدد الرقاقات الثلجية المعلقة هناك.
أجاب زوجها: لا شيء سيسعدني أكثر أيضًا، وفجأة انفصلت كتلة جليدية صغيرة عن السطح، وسقطت في فم المرأة التي ابتلعتها بابتسامة، وقالت وهي تضحك، ربما سألد طفل ثلج الآن! ثمّ ضحك زوجها على فكرة زوجته الغريبة، وعادوا إلى المنزل، ولكن بعد فترة وجيزة أنجبت المرأة طفلة صغيرة بيضاء مثل الثلج وباردة مثل الجليد.
حيث كانوا إذا أحضروا الطفلة إلى أي مكان بالقرب من النار، كانت تصرخ بصوت عالٍ حتى يعيدوها إلى مكان بارد، كبرت الفتاة الصغيرة بشكل رائع مثل أي طفل، وفي غضون بضعة أشهر تمكنت من الجري والتحدث، لكنها لم تكن سهلة التنشئة تمامًا، وسببت لوالديها الكثير من المتاعب والقلق، فقد أصرت طوال الصيف على المكوث في القبو، وفي الشتاء كانت تنام بالخارج في الثلج، وكلما كان الجو باردًا كانت أسعد.
ثمّ قرر والدها ووالدتها أن يطلقوا عليها اسم ابنتنا الثلجية، وهذا الاسم ظل لها طوال حياتها وكانوا ينادونها به، وذات يوم جلس والديها بجوار النار، وكانا يتحدثان عن السلوك غير العادي لابنتهما التي كانت تتنقل في العاصفة الثلجية التي اندلعت في الخارج بمرح دون شعور بالبرد أو التعب، تنهدت المرأة بعمق وقالت: أتمنى لو أنجبت ابنًا من النار.
وما إن قالت هذه الكلمات حتى طارت شرارة من الحطب المحترق الكبير في حضن المرأة، وقالت وهي تضحك مرة أخرى: الآن ربما سألد ابن النار فضحك الرجل على كلام زوجته واعتقد أنها مزحة، لكنه توقف عن التفكير في أنها مزحة عندما أنجبت زوجته بعد ذلك بفترة وجيزة ولداً كان دائمًا يصرخ بشدة حتى يضعوه قريباً من النار، وكان يصرخ ويغضب إذا اقتربت منه ابنة الثلج.
تجنبت ابنة الثلج بنفسها أخوها قدر استطاعتها، ودائمًا ما كانت تتسلل إلى الزاوية بعيدًا عنه قدر الإمكان، ثمّ أطلق الوالدان على الصبي اسم ابننا الناري، وهو الاسم الذي ظل عالقًا به طوال حياته، كان لديهم الكثير من المتاعب والقلق معه أيضًا، لكنه ازدهر ونما بسرعة كبيرة، وقبل أن يبلغ من العمر عامًا كان بإمكانه الجري والتحدث.
كان الولد أحمراً كالنار وحارًا عند لمسه، وكان دائمًا جالسًا على الموقد قريبًا جدًا من النار، ويشكو من البرد، وإذا كانت أخته في الغرفة، فكان يهرب بالقرب من ألسنة اللهب تقريبًا، بينما كانت الفتاة من جانبها تشتكي دائمًا من الحرارة الشديدة إذا كان شقيقها قريبًا، وفي الصيف كان الصبي دائمًا مستلقيًا في الشمس، بينما كانت الفتاة تختبئ في القبو، لذلك كان لا بد من الأخ والأخت على اتصال قليل جدًا مع بعضهما وكانا يتجنبان ذلك بحذر.
ثمّ كبرت الفتاة وأصبحت امرأة جميلة، وبعد فترة مات والدها وأمها واحدًا تلو الآخر، ثم قال ابن النار الذي نشأ في هذه الأثناء ليصبح شابًا قويًا ورائعًا لأخته: أنا ذاهب للسفر عبر العالم واكتشاف حياة جديدة، فما فائدة البقاء هنا؟ أجابت الفتاة: وأنا سأذهب معك، لأنه لم يتبقى لدي أحد باستثنائك، ليس لدي أي شخص في العالم غيرك ، ثمّ قالت: لدي شعور بأننا إذا انطلقنا معًا سنكون محظوظين.
قال ابن النار لأخته: أحبك من كل قلبي، لكن في نفس الوقت أتجمد دائمًا إذا كنت بالقرب مني، وتكادي أن تموتي من الحرارة إذا اقتربت منك! كيف نسافر معًا دون أن يسبب أحدًا منا ضررًا للآخر؟ ردت الفتاة: لا تقلق بشأن ذلك، لأنني فكرت وخططت لكل شيء، وقد خطرت في بالي خطة تجعلنا قادرين على تحمل بعضنا البعض! ثمّ قالت: انظر، لقد صنعت عباءة من الفرو لكل واحد منا، وإذا ارتديناها فلن أشعر بالحرارة الشديدة ولا أنت بالبرد.
ولأول مرة في حياتهم كانوا سعداء للغاية في صحبة بعضهم البعض، ثمّ تجول الابن النار والابنة الثلج في أنحاء العالم، وعندما وصلوا في بداية الشتاء إلى غابة كبيرة، قرروا البقاء هناك حتى الربيع، بنى ابن النار لنفسه كوخًا حيث كان دائمًا يشعل نارًا ضخمة، بينما بقيت أخته التي ترتدي القليل جدًا من الملابس في الخارج ليلاً ونهارًا.
وحدث ذات يوم أن ملك الأرض قام بمطاردة للصيد في الغابة التي سكنها الشاب وأخته، ورأى ابنة الثلج تتجول في الهواء الطلق، ثمّ تساءل كثيراً من تكون الفتاة الجميلة التي ترتدي مثل هذه الملابس، وتوقف وتحدث معها، وسرعان ما أخبرته الفتاة بقصتها وأخوها وأنها لا تستطيع تحمل الحرارة، وأن شقيقها لا يتحمل البرد، كان الملك مفتونًا جدًا بابنة الثلج، لدرجة أنه طلب منها أن تكون زوجته.
وافقت الفتاة، وأقيم حفل الزفاف بولاية كبيرة، كان للملك منزل ضخم من الجليد صنع لزوجته تحت الأرض، حتى لا يذوب في الصيف، لكن بالنسبة لأخو زوجته، كان لديه منزل مبني بأفران ضخمة في جميع أنحائه، كانت دافئة طوال النهار والليل، كان ابن النار سعيدًا، لكن الحرارة الدائمة التي عاش فيها جعلت جسده ساخنًا جدًا، وكان من الخطير الاقتراب منه.
وذات يوم أقام الملك وليمة عظيمة، وسأل صهره بأن يحضر الوليمة مع الضيوف الآخرين، وعندما ظهر ابن النار بعد أن اجتمع الجميع هربوا إلى الخارج وهم يشعرون وكأنّ نارًا تحرقهم، حيث كانت الحرارة التي أطلقها شديدة للغاية، ثم كان الملك غاضبًا جدًا وقال: لو كنت قد عرفت حجم المتاعب التي كنت سأواجهها، ما كنت لأخذك إلى منزلي أبدًا.
فقال فتى النار: هل أنت غاضب يا أخي العزيز! أنا أحب الحرارة وأختي تحب البرد، تعال إلى هنا ودعني أعانقك، وبعد ذلك سأعود إلى المنزل على الفور، وقبل أن يتاح للملك وقت للرد، أمسكه ابن النار في عناق شديد، فصرخ الملك بصوت عالٍ من الألم، وعندما سارعت زوجته ابنة الثلج لتنقذه من أخوها ، ولكن كان الأوان قد فات.
فوجدت أخيها في الغرفة المجاورة وكان زوجها الملك قد رقد ميتًا على الأرض محترقًا إلى جمرة، وعندما رأت ابنة الثلج هذا، انقلبت على أخيها وطارت نحوه، ثم بدأ بينهما قتال لم يسبق له مثيل على الأرض، وبعدما هرع الناس الذين انجذبوا نحو الضوضاء إلى المكان، رأوا ابنة الثلج تذوب في الماء وأخيها كان يحترق وقد تحول إلى جمرة، وهكذا انتهى الأخ والأخت التعيسان.


شارك المقالة: