قصة البيت في البحيرة

اقرأ في هذا المقال


قصة البيت في البحيرة أو (The House in the Lake) هي حكاية فولكلورية للشعب الأيرلندي، للمؤلف أدمون ليمي، نشرت عام (1906)، للناشر (MA Gill & Son).

الشخصيات:

  • العجوز.
  • الابن إندا.
  • الأميرة ميف.

قصة البيت في البحيرة:

في كوخ صغير وسط إحدى بحيرات إيرين الداخلية كان هناك صياد عجوز يعيش هو وابنه معاً، تم بناء الكوخ على أوتاد مدفوعة في قاع البحيرة وكان مرتفعًا جدًا فوق المياه لدرجة أنه حتى عندما تتحرك موجات بفعل الرياح القادمة من الجبال، لا تصل إلى عتبة الباب، وحول الكوخ على مستوى مع الأرضية، كان قارب الصياد المصنوع من الصفصاف، والمغطى بالجلود، كان راسيًا، ولم يتمكن هو وابنه إندا من مغادرة مسكنهما في البحيرة إلا عن طريق القارب.

استلقى إندا ممتدًا على المنصة في إحدى الليالي الصيفية، وكان يشاهد غروب الشمس وهو يتلاشى من قمم الجبال، والشفق يزحف فوق مياه البحيرة، وقد تصادف أنّه عندما كان مشغولاً للغاية سمع حفيفًا في كتلة من نبات البردي الذي نما بالقرب من جانب واحد من الكوخ، التفت ليرى من أين جاء الصوت، ولكنّه لم يرى سوى ثعلب الماء يسبح نحوه، وفي فمه القليل من السلمون المرقط، عندما وصل ثعلب الماء إلى المكان الذي كان يرقد فيه إندا، رفع رأسه ونصف جسده من الماء، وألقى سمك السلمون المرقط على المنصة عند قدمي إندا تقريبًا ثم اختفى.

أخذ إندا سمك السلمون المرقط الصغير في يده، ولكن عندما فعل ذلك سمع بالقرب منه في البحيرة صوتًا يشبه صوت الماء المتطاير، ورأى الدوائر الآخذة في الاتساع الناجمة عن سمك السلمون المرقط الذي صعد للتو، وقال للسلمون الصغير الذي يحمله في يده: لن أبقيك يا مسكين! ربما كان هذا رفيقًا صغيرًا يأتي ليبحث عنك، ولذا سأعيدك إليه، ثمّ أسقط السلمون الصغير في البحيرة، و عندما جاء المساء التالي، كان إندا مستلقيًا ممددًا خارج الكوخ مرة أخرى، وسمع مرة أخرى حفيفًا في البردى، ومرة ​​أخرى جاء الثعلب وألقى السلمون الصغير في يديه تقريبًا.

كان إندا الذي فوجئ أكثر من أي وقت مضى، لم يعرف ماذا يفعل، ورأى أنه نفس سمك السلمون المرقط الذي أحضره له ثعلب الماء في الليلة السابقة، فقال: حسنًا، أعطيتك فرصة الليلة الماضية، وسأعطيك أيضاً الليلة فرصة أخرى، ورمى السلمون في البحيرة، ولكن ما إن لامس المياه حتى تحول إلى بجعة جميلة بيضاء اللون، وبالكاد استطاع إندا أن يصدق عينيه حيث رآها تبحر عبر البحيرة، حتى ضاعت في الرواسب التي تنمو على الشاطئ، ظل مستيقظًا طوال تلك الليلة، يفكر في ما رآه، وعندما اشرقت شمس  الصباح على قمم التلال، نهض إندا ودخل في قاربه، وقام بالبحث على جميع الشواطئ، وفتّش الرواسب بمجدافه بحثًا عن البجعة ولكن عبثاً.

لم يستطع أن يلمح ريشها الأبيض في أي مكان، يومًا بعد يوم كان يجدف حول البحيرة بحثًا عنها، وفي كل مساء كان يرقد خارج الكوخ يراقب المياه. وبعد طول انتظار  في إحدى الليالي، عندما غمر البدر  البحيرة بأكملها بالنور، رأى البجعة تتجه بسرعة نحوه مشرقة أكثر من أشعة القمر، جاءت البجعة حتى أصبحت على مسافة قريبة من الكوخ، وفجأة سمع اندا البجعة تتكلم معه بلغته، حيث قالت له: تعال إلى قاربك الخاص بك، إندا واتبعني ثمّ استدارت وأبحرت بعيدًا.

قفز إندا إلى القارب، وكان هناك وميض مثل الماس في ضوء القمر، وجذّف وراء البجعة التي طافت أمامه حتى وصلت إلى حيث تكمن ظلال الجبال في أعماق البحيرة، ثمّ استراحت البجعة وصعد إليها إندا، ثمّ قالت لإندا: لقد أحضرتك إلى حيث لا يسمع أحد ما أود قوله لك، انا ميف ابنة ملك ايرين، ومن خلال الفنون السحرية لزوجة أبي القاسية، تمّ تحولي إلى سمك السلمون المرقط، وأُلقيت في هذه البحيرة قبل عام ويوم من المساء عندما أعدتني إلى المياه في المرة الثانية.

ولو لم تكن قد فعلت ذلك في الليلة الأولى التي أحضرني فيها ثعلب الماء إليك، كان يجب أن أتحول إلى بومة صاخبة، ولو لم تكن قد أعدتني إلى الماء في الليلة الثانية، كان يجب أن أتحول إلى غراب ينعق،لكن، شكراً لك يا إندا، أنا الآن بجعة بيضاء ولمدة ساعة واحدة في أول ليلة من كل قمر مكتمل، فإنّ قوة الكلام سُتعطى لي طالما بقيت بجعة، ويجب أن أبقى دائمًا بجعة، إلا إذا كنت على استعداد لكسر تعويذة السحر التي تغلب علي، وأنت وحدك تستطيع كسرها.

قال إندا: سأفعل كل ما بوسعي من أجلك، يا أميرة! ولكن كيف يمكنني كسر التعويذة؟ قالت البجعة: يمكنك فعل ذلك، فقط من خلال سكب الماء المعطر الذي يملأ الوعاء الذهبي الموجود في أقصى غرفة في قصر الملكة الخيالية تحت البحيرة، ثمّ قال إندا: وكيف يمكنني الحصول على ذلك؟ قالت البجعة: حسنًا، يجب عليك الغوص تحت البحيرة، والسير على طول قاعها حتى تصل إلى حيث يحرس تنين البحيرة مدخل ملك ملكة الجنيات.

قال إندا: يمكنني الغوص كالسمكة، ولكن كيف يمكنني المشي تحت الماء؟ قالت البجعة: يمكنك القيام بذلك بسهولة كافية، إذا حصلت على الثوب المائي لبريان، أحد أبناء تورين الثلاثة، وخوذته المصنوعة من الكريستال الشفاف، قال إندا: وأين أجدهم؟ قالت البجعة: إنّهم في القصر المائي للأميرة أنجوس، ولكن يجب أن تبدأ في الحال، لأنّه إذا لم يتم كسر التعويذة قبل اكتمال القمر مرة أخرى، فلا يمكن كسرها لمدة عام ويوم، قال إندا: سأخرج في أول شعاع الصباح.

قالت البجعة: أتمنى لك السعادة والحظ، والآن تقترب مني ساعات الصمت وليس لدي سوى الوقت لتحذيرك من أنّ الأخطار التي تكمن أمامك في سعيك للحصول على الكأس الذهبية، قال إندا: أنا على استعداد لمواجهة جميع المخاطر من أجلك أيتها الأميرة، وفي الصباح صعد إندا إلى قاربه وانطلق عبر البحيرة، واتخذ الطريق نحو القصر المائي لأنجوس، وعندما وصل إلى ضفاف النهر المتلألئ، كانت هناك امرأة صغيرة ترتدي ملابس حمراء تقف أمامه، وقالت: على الرحب والسعة، إندا ويسعدني أن أرى اليوم الذي أتى بك إلى هنا لمساعدة الأميرة الساحرة ميف.

ثمّ قطفت المرأة الصغيرة حفنة من الحشائش البرية، ونفخت عليها ثلاث مرات ثم رميتها في النهر، وجاءت اثنتي عشرة حوريات خرافية عبر الماء، حاملة ثوب الماء والكريستال، وخوذة ورمح ساطع، ووضعنها على الضفة عند قدمي إندا، ثم اختفين، ثمّ  ودعت إندا، وخرجت من الضفة، وعندما وصلت إلى منتصف النهر اختفت تحت الماء، أخذ إندا الخوذة واللباس والحربة، ولم يمض وقت طويل حتى وصل إلى ضفاف النهر حيث كان قاربه الصغير ينتظره، ثمّ جذف حتى وصل الكوخ وبعد أن رسى القارب إلى الباب، لبس الثوب المائي والخوذة الكريستالية، وأخذ الرمح في يده، وغرق لأسفل حتى لمس القاع.

ثم سار دون أن يفكر في المكان الذي يتجه إليه، ولم يكن قد ذهب بعيدًا عندما سمع صوتاً فظيعًا حيث وجد نفسه وجهاً لوجه مع تنين البحيرة، وصي قصر الملكة الخيالية، وقبل أن يتاح له الوقت لرفع رمحه، قام التنين بلف لفائفه من حوله، وكادت أنفاسه أن تحرق جسده، لكن التنين كان غير قادر على اختراق الخوذة، وفك لفائفه، وسرعان ما أصبح إندا حراً، ثمّ رمى رمحه على إحدى عيني التنين الناريتين، الذي انطلق عبر كهف خلفه وأختبأ.

ثمّ سار  إندا حتى وصل إلى باب من النحاس الباهت الموجود في الصخور، وفي النهاية وصل إلى غابة جميلة، لم يكن قد ذهب بعيدًا في الغابة حتى سمع صوت موسيقى الجنيات، وهناك وجد الجنيات ترقص حول ملكتهم، كنّ صغيرات للغاية، و يرتدين ملابس زاهية للغاية، ولكن لما رآهنّ اختفينّ مثل حلم، ولم يبق أمامه إلّا الملكة الجنية حيث احمرّ وجه الملكة عندما وجدت نفسها بمفردها، ولكن بعد أن طرقت قدمها الصغيرة ثلاث مرات على الأرض، تسللت جميع الجنيات الخائفة مرة أخرى.

قالت الملكة: مرحبًا بك يا إندا، ثمّ قالت الملكة: أعرف ما أتيت من أجله، الكأس الذهبية، فطلبت من الجنيات إحضارها، ثمّ أخذها إندا وتابع طريقه، وذهب عبر الغابة حيث رأى إندا على تل أخضر أمامه قصرًا ناصع البياض للملكة الخيالية، جلست الملكة على العرش، وكان بيديها عصا وبعدما لوّحت بها تجاه إندا، انفجر الهواء بشدة في وجهه ولم يكن يعرف مكانه.

أخيرًا، رأى ضوءًا رماديًا خافتًا وسرعان ما أصبح هذا الضوء أوسع وأكثر إشراقًا، وعندما ظهرت الظلال أمامه، لم يصدق عينيه عندما وجد نفسه في كراجه على البحيرة، وضوء القمر يتدفق من أسفل قمم الجبال، اعتقد للحظة أنه كان يحلم، ولكن كان هناك في القارب أمامه الخوذة الكريستالية والثوب المائي والرمح اللامع والوعاء الذهبي من الماء المعطر الذي كان لإزالة سحر البجعة.

وفجأة جاءت البجعة البيضاء، وعندما لمست القارب، مد إندا يديه وسكب الماء المعطر من الوعاء الذهبي، ووقفت الأميرة ميف بكل جمالها أمامه، ثمّ قالت: خذ مجدافك يا إندا، وانطلق فانطلق عبر المياه بسرعة، وعندما وصل القارب الشاطئ، قفز إندا وحمل الأميرة إلى الضفة، ثمّ طلبت منه أن يوصلها قصر والدها، وعند وصولهما وضع يد الأميرة في يده، وشكره الملك العظيم بعد سماعه شجاعة الشاب، واعتقد أن إندا يستحق الأميرة الفاتنة، وكان هناك حفل زفاف في جميع أنحاء المملكة لإندا والأميرة ميف.


شارك المقالة: