من أهم القيم الأخلاقية التي يجب على الأطفال أن يتعلمونها هي الرضا والقناعة، فيجب على الشخص أن يكن دائماً راضياً بما قسمه الله له، وأن يكون لديه كامل الإدراك بأنّ جميع الناس متساوون في الأرزاق، وهذا الشيء ليس من السهل على الطفل أن يدركه.
ولكن بطريقة سرد الأحداث ورواية القصص القصيرة يستطيع الطفل أن يستوعب هذا الأمر تدريجياً بطريقة غير مباشرة، وسنحكي في هذه القصة عن رجل كان لديه الكثير ولكنّه لم يكن راضياً بما يملك، والعبرة من هذه القصة هي: شكر الله على النعم والقناعة كنز لا يفنى.
البيضة الذهبية:
في يوم من الأيام كان هنالك رجل يعيش مع زوجته في إحدى قرى الهند الصغيرة، وكان لديه طفلتين صغيرتين وجميلتين، يعمل في تجارة القماش وكان ميسور الحال، بالإضافة إلى امتلاكه شيئاً مميّزاً؛ فقد كان يمتلك دجاجة تضع له في بعض الأحيان بيضة ذهبية.
لم يكن هذا التاجر راضياً بما يمتلك على الرغم من الثراء الواسع الذي يعيش به، والسعادة الغامرة التي تملأ بيته وزوجته وأطفاله لذا قرّر في يوم من الأيام أن يحصل على المزيد، فعاد إلى المنزل وقال لزوجته: ما رأيك يا زوجتي أن نشتري دجاجة أخرى فلربّما تضع لنا هذه الدجاجة بيضاً ذهبياً كل يوم وليس في كل أسبوع مرّة.
وافقت الزوجة على كلام زوجها وشعرت بأن ثرائهم سوف يزيد بتلك الفكرة، وبالفعل اشترى دجاجة جديدة وقرّر الاعتناء بها؛ فلربّما تضع بيضاً ذهبياً، أصبحوا يعتنون بهذه الدجاجة ويطعمونها كل يوم، وتعرضّت الدجاجة التي تبيض البيض الذهبي للإهمال، مرّت الأيام ولكن هذه الدجاجة الجديدة لم تنتج سوى البيض العادي وليس كما توقّع الزوجين.
قرّروا بيع هذه الدجاجة لعدم إنتاجها البيض الذهبي، وعندما عادوا للمنزل وجدوا أن الدجاجة التي كانت تبيض لهم البيض الذهبي قد ماتت بسبب الإهمال فقد تعرضّت للجوع الشديد ولم يكن أي أحد يعتني بها أو يقدّم لها الطعام، حزن الزوج والزوجة لذلك وفقدا بذلك واحد من أهم مصادر ثرائهم وسعادتهم وعاشوا بحزن شديد.