نبذة عن قصة البنس المتعفن:
تُعد قصة البنس المتعفن قصة هولنديّة شعبيّة خياليّة، قامَ الكاتب ويليام إيليوت جرافيس بتأليفها.
الشخصيات:
- الأقزام.
- شيم.
- فريك.
- ليمينهير.
ملخص أحداث قصة البنس المتعفن:
قال الهولنديون: الذهب يجعل المرأة بنسًا أبيضًا في الأيام التي كانت فيها الجنيات. ماذا يعني هذا المثل؟ من رأى بنسًا أبيضًا في كل هولندا؟ حسنًا، كان ذلك منذ فترة طويلة عندما كانت البنسات بيضاء؛ لأنها كانت مصنوعة من الفضة، كل بنس كان يساوي دينارًا، وهي عملة معدنيّة تساوي حوالي شلن أو ما يقارب ربع دولار. ونظرًا لأن الهولنديين كان لديهم جنيهات وشلنات وبنسات قبل أنْ يتمكن الإنجليز من أخذ كل هذه العملات كانت جميعها مصنوعة من الفضة.
في قديم الزمان قبل أنْ يمتلك الهولنديون منازل بها نوافذ زجاجية أو ملابس من القماش أو الكتان أو قبعات أو أحذية أو أبقار وخيول أو زبدة وجبن، لم يعرفوا شيئًا عن المال وكان غير مهم أبدًا بالنسبة لهم. كل شيء تقريبًا حتى الأرض كان ملكًا للجميع، فأي أحد يمكنه استملاك الأرض وإنشاء مبنى عليها دون أنْ يقوم بأي إجراء قانوني أو شعبي. كانت رغباتهم قليلة، فكلما احتاجوا إلى أي شيء من البلدان الأخرى يقومون بتبديله أو مقايضته بأحد ممتلكاته الشخصيّة. وبهذه الطريقة استبدلوا الملح بالفراء أو بالسمك مقابل الحديد، ولكن عندما التقوا أو اضطروا لقتال قبيلة أخرى كانت أقوى أو أكثر ثراءً، احتاجوا الهولنديون إلى وجود أشياء أخرى لم تستطع الغابات والمياه توفيرها.
وبعد ذلك جاء الباعة المتجولون والتجار من الجنوب وأحضروا أشياء جديدة وغريبة، مثل المرايا والمجوهرات والملابس والأشياء الجميلة، التي أرادتها الفتيات والنساء وتوسلن إلى آبائهن وأزواجهن للحصول عليها. وبالنسبة للرجال أحضروا أدوات حديدية وأسلحة وعربات بعجلات لها قضبان وفخاخ مُحسَّنة؛ للقبض على الوحوش البرية. وعندما بدأت التجارة العادية، أصبح من الضروري للهولنديين الحصول على الأموال. ثم شوهدت عملات من الذهب والفضة والنحاس في المدن والقرى.
وعندما سمعت الجنيات الذين يعملون تحت الأرض أنَّ الهولنديين قد تعلموا استخدام المال وقاموا حتى ببناء دور السك لختم المعدن، أقاموا وليمة للتحدث عمّا يجب عليهم فعله للمساعدة. وعندما سمع الأقزام بقصة الأموال، صنعوا نقودًا مزيفة، وبالتحالف مع الجان بدأوا أيضًا بخداع البخلاء وجعلهم يعتقدون أنَّ الكثير من المال يجعل الناس سعداء. وبعد وقت طويل من بناء دور السك لختم الأموال، التقى اثنان من الأقزام للحديث عن مغامراتهم. قال الأول: إنَّه لأمر رائع مدى حماقة هذه المخلوقات التي تسمى البشر.
كان هناك عجوز بخيل يُدعى فريك، كان يقوم بتخزين العملات منذ خمسين عامًا. والآن لديه كومة كبيرة من الذهب وعملات عديدة، ولكن لم يبق أي شيء على حاله. كانت إرادته ضعيفة فلم يخرج أمواله للتجارة، بل أبقاها مغلقة. وبعد ذلك، مات الرجل ولم يكن أحد يحبه ليقوم بدفنه، فسأل أحدهم عمّا ترك هذا القزم معه، وكان الجواب: لا شيء لقد أخذ كل شيء معه؛ لأنه لم يكن لديه سوى القليل ليأخذ.
قال القزم الأكبر سناً: سأستمتع بهذا العمل الجديد المتمثل في الحصول على المال. لذا فإنَّ هذا القزم القبيح يتجسس ويتسلل داخل وخارج الأماكن التي لا يجب عليه الذهاب إليها وفي المنازل التي لا ينبغي العثور عليه فيها. كان هدف هذا القزم هو جعل البشر مجانين بشأن موضوع كسب المال، عندها حاولوا الكثير منهم أنْ يصبحوا أثرياء بسرعة بطرق وضيعة. وبدأ الجني بعمله الجديد وهو جعل بعض الحكماء حمقى، وذلك بأنْ يأخذ منهم ما يخزنونه بعيدًا.
وبعد ذلك بوقت قصير، تم عقد اجتماع كبير للأقزام في العوالم المظلمة تحت الأرض، وكل واحد قال ما كان يفعله على الأرض. وبعد أنْ تحدثت الأقزام الصغيرة بأفعالهم، صرخ رئيس القبائل وقال: سأخبركم عن ثلاثة إخوة وماذا فعل كل واحد منهم بأول قرش فضة قد حصلوا عليه.
كان أحد هؤلاء الإخوة بخيل للغاية يُدعى شيم، رأته زوجته يضع قطعة نقدية فضية مشرقة، فأخفى عنها العملة المعدنية في المحفظة. وبعد ذلك بأيام قليلة، لطخت المحفظة بالشمع وأخفتها في القارب عند رصيف الميناء. وقالت: هنا سيصبح البنس العفن بما فيه الكفاية. أكمل رئيس القبائل: سأخبركم الآن عن شقيقه الذي لديه زوجة المسمى ليمينهير، والذي يطعمهما ويلبسهما جيدًا ويهتم بأمه العجوز جيدًا. قال: كل أسبوع تقريبًا كان هذا الرجل يساعد صبيًا صغيرًا أو فتاة فقيرة يتيمة، فسمعته زوجته يقول إنَّه يتمنى أنْ يتمكن من رعاية الأيتام الفقراء. ولذلك عندما كان نائمًا، همست في أذنه وجعلته يحلم.
قالت زوجته: ضع عملك عند الصائغ للفائدة واتركها لتزداد حتى يصبح معك مبلغًا كبيرًا. وثم بعد فترة طويلة من وفاتك فإنَّ الأموال التي ادخرتها وتركتها للفقراء ستبني لهم منزلاً وستؤمن لهم الطعام حياتهم. استيقظ الأخ الثالث المُسمى سبيل بيني في الصباح مصابًا بصداع وتذكر أنَّه صرف البيني الفضي في الحانة يشتري المشروبات لكثير من أصدقائه عديمي القيمة مثله. كان حاله سيء للغاية فلم يملك الطعام لتغذية عائلته، كان دائمًا مترنحًا وفي أحد الأيام، ضرب رأسه على الرصيف وسقط بلا وعي.
عرفت الزوجة بأنَّ زوجها قد توفي بعد أنْ ضرب رأسه، وقامَ متعهد جشع بنقل جثته من المدينة وقال للزوجة: لن أُسلمك جثة زوجك ما لم تعيني المال لدفنه. فقامت الزوجة ببيع بقرتها وإعطاء ثمنها للمتعهد وبقيت فقيرة للغاية. وبعدها سأل أحد الأقزام عن العجوز فريك، قال رئيس القبائل: كان لديه الكثير من المال أخذته أنا ومساعدي، فلو لم أخذهم كانوا سيكونون متعفنين.
سأل الأقزام عن حال الرجل الكريم فقال لهم: لا يمكن أنْ يلحق به أي ضرر، فالجميع يحبه لكونه يهتم بالأيتام ولن يكون هناك فلس متعفن في منزله. وعندما مرت ألف سنة وجاء عصر الصحف وبنسات النحاس، لم يكن هناك أحفاد للأخوين سبيل بيني وشيم ولكن بالنسبة لمينهير إيرليك أمر بأنْ تظل أمواله في الفائدة المركبة لمدة أربعمائة عام. وبمرور الوقت انتقل المبلغ المتزايد باستمرار من صائغي الذهب إلى المصرفيين واستمر في النمو بشكل هائل. وأخيرًا تم إنفاق هذه الثروة الكبيرة في بناء مئات المنازل للأيتام.
وبعد ذلك بوقت طويل أثناء حفر قناة عميقة للغاية، ضرب بعض العمال فأسهم بأخشاب كانت سوداء وبقوة الحجر تقريبًا. وقد تبين معهم أنها كانت أجزاء لقارب قديم، فتم تجميع قطع القارب تحت أيدي النجارين الماهرين لسفننا وتمّ بناء سفينة بأكملها وعرضها في المتحف. فوجد حارس المتحف، أثناء فحصه لشرخ عريض في أحد الأضلاع التي كانت مغطاة بالشمع، محفظة من الجلد الخشن بداخلها عملة معدنية متعفنة وداكنة مثل الخشب. وحتى بعد تنظيفها بالحامض، كان من الصعب قراءة ما تم ختمه عليها، وكانت هذه هي نهاية القصة.