دائماً ما يستمتع الأطفال بسماع القصص من غيرهم، خصوصاً إذا كان راوي هذه القصة هو الأهل؛ فرواية الحكايات للأطفال من الأمور التي تساهم بزيادة الترابط الأسري فيما بينهم، وفي كل قصة يزيد الثراء المعرفي لديه فهو يتعلّم أشياء جديدة عن الحيوانات، بالإضافة إلى أنّه يتعلّم قيم أخلاقية تحثّه على اتبّاع الحسن منها والبعد عن الأخلاق الذميمة.
سنتناول في هذه القصة عزيزي القارئ أحداث حول ثعلب ولقلق صديقين قام الثعلب بفعل موقف مزعج مع صديقته اللقلق فقامت اللقلق بفعل نفس الشيء فغضب الثعلب، ونتعلّم منها أنّه يجب علينا التعامل مع الناس بالطريقة التي نحب أن يعاملوننا بها.
الثعلب واللقلق:
كان هنالك ثعلب اسمه فوكسي يعيش في الغابة، وكان لهذا الثعلب صديقة لقلق اسمها أيلي، كان فوكسي وأيلي صديقين حميمين، وفي يوم من الأيام جاء فوكسي إلى أيلي من أجل دعوتها لطعام العشاء وقال لها: يا صديقتي أيلي سوف أعد لكِ الحساء اللذيذ المفضل لديكِ، فرحت أيلي بذلك كثيراً وشعرت أنّها ستكون سعيدةً هي وصديقها بالعشاء ووعدته أن تأتي له ليلاً.
وفي المساء ذهبت أيلي لصديقها فوكسي من أجل تناول طعام العشاء معاً، وعندما طرقت أيلي الباب فتح لها فوكسي ورحّب بها، وعندما دخلت أيلي المنزل اشتمت رائحة الحساء اللذيذ وجلست على مائدة الطعام منتظرة حسائها المفضل.
عندما جاء فوكسي لإحضار طعام العشاء كان يحمل إناءين بداخلهما حساء، واحد له وواحد لصديقته أيلي ولكن عندما بدأ هذا الثعلب بتناول الحساء أكله بسرعة كبيرة وبنهم شديد؛ فهو كان لذيذاً ولكن صديقته أيلي شعرت بالحزن؛ لأن منقارها الطويل كان قد منعها من تناول الحساء من الوعاء الضحل الذي أحضره الثعلب لها.
شعرت أيلي بالغضب الشديد من الثعلب الذي حرمها حسائها المفضّل، وأرادت الانتقام منه وفي اليوم التالي قامت أيلي بدعوة صديقها فوكسي لتناول طعام العشاء معها ووعدته أن تعدّ له الحساء اللذيذ، وافق فوكسي ووعدها أن يستجيب لدعوتها، وبعد عدّة أيام جاء فوكسي لمنزل صديقته أيلي واشتم رائحة الحساء اللذيذ فجلس منتظراً.
جاءت أيلي بعد قليل تحمل الحساء، وكانت قد وضعته بالأباريق ووضعت إبريق لها وإبريق للثعلب، بدأت أيلي بتناول الحساء اللذيذ وكانت تأكل بسرعة بمساعدة منقارها الطويل، ولكن الثعلب لم يستطيع تناول هذا الحساء من الإبريق الطويل بفمه الصغير، فشعر فوكسي بالحزن لعدم قدرته على تناول طعام العشاء وشعر بما شعرت أيلي عند قدومها له.