قصة الحذاء الأحمر

اقرأ في هذا المقال


لدينا العديد من القصص التي تناولت مواضيع الفقر والفقراء، سنتحدّث في هذه القصة عن فتاة فقيرة كانت تعشق حذاء أحمر جميل حتّى جعلها هذا الحذاء تنسى العجوز صاحبة الفضل عليها بشرائه لها، فندمت على فعلتها.

الحذاء الأحمر:

كان هنالك فتاة صغيرة وجميلة واسمها كارين تسكن مع والدتها، وكانت هذه الفتاة تسير دائماً بملابس رثّة وبالية وكانت لا تملك حذاء لتلبسه؛ فكانت تسير حافية الأقدام، وفي يوم من الأيام وهي تسير وجدت محل للأحذية وكان يعرض على واجهة محلّه حذاء أحمر جميل، أعجبت كارين بهذا الحذاء وتمنّت لو أنّها تستطيع الحصول عليه، وأصبحت تذهب كل يوم لهذا المحل حتى تنظر لهذا الحذاء الجميل.

وفي يوم من الأيام كانت كارين ذاهبة لإحضار الدواء لوالدتها؛ فهي كانت مريضة وعليلة ولكن كارين تأخّرت جدّاً في العودة فقالت لها أمّها: لماذا تأخرتِ يا ابنتي لا بد أنك ذهبتِ لمحل الأحذية من أجل هذا الحذاء الأحمر، وبعد عدّة أيام ماتت والدة كارين من شدة مرضها وحزنت كثيراً على فراقها.

في اليوم الذي ماتت به والدة كارين أتت امرأة عجوز لمنزل كارين وأعطتها حذاء أحمر لكي تلبسه، ولبسته كارين بالرغم أنه لم يكن مناسباً لهذه المناسبة ولكنّها لا تملك غيره، وفي اليوم التالي أخذت العجوز منها الحذاء الأحمر وقامت بحرقه وأعطتها بدلاً منه حذاء أسود وطلبت منها أن تلبسه دائماً، وأخذت هذه العجوز الغنية كارين كي تعيش معها في منزلها.

كبرت كارين بمنزل هذه العجوز وترعرعت حتى أصبحت بعمر الخمسة عشر عاماً، وكانت تلبس دائماً الحذاء الأسود كما أمرتها هذه العجوز، ولكنها في يوم من الأيام قرّرت كارين شراء الحذاء الأحمر من شدة حبّها له، فقامت بشرائه وعندما عادت للمنزل أخبرت العجوز أنّه حذاء أسود، وكانت تدرك أن هذه العجوز قد كبرت وضعف نظرها وسوف تصدقّها.

وفي يوم من الأيام سمعت كارين أن هنالك احتفالاً كبيراً في المدينة سيتم إقامته بالعيد، ففرحت وأرادت الذهاب ولم تكترث لمرض العجوز التي تسكن معها، وفجأة وهي تقف بهذا الاحتفال إذ شعرت بأن الحذاء يدفعها للرقص والحركة فبدأت بالرقص دون توقّف، وعندما شعرت بالتعب أرادت التوقف عن الرقص ولكنّها شعرت أنّها لا تستطيع ذلك بسبب هذا الحذاء الأحمر، فطلبت المساعدة ممّن حولها.

لم يستطيع أي أحد مساعدة كارين في التوقف عن الرقص وبقيت كذلك حتى جاعت وعطشت وشعرت بالغثيان ووقعت على الأرض، وبينما هي كذلك إذ مرت بها جنازة العجوز التي كانت تسكن معها وحزنت كثيراً لعدم قدرتها على السير وراء الجنازة، استمرّت الأيام وهي بهذا الحال حتى شحبت وذبل وجهها وذهبت قوتها ووقعت على الأرض وقالت: اغفر لي يا رب سامحني على ما اقترفت من فعل فقد غرّني هذا الحذاء ولم أعتني بالعجوز التي ربتني، ماتت كارين وفي اليوم التالي جاء رجل من الرحالة فوجد هذا الحذاء ملقى في مكان لا ماء فيه ولا طعام.


شارك المقالة: