قصة الحذاء المسحور

اقرأ في هذا المقال


قصة الحذاء المسحور بدون كعب أو (The Enchanted Moccasins) هي حكاية فولكلورية أمريكية، للمؤلف، كورنيليوس ماثيوز، نشرت عام1869، للناشر: Allen Brothers، New York

الشخصيّات:

  • أنوي.
  • أخت أنوي.
  • الأختان.
  • الأب الشرير.
  • الأخ الشرير.
  • العجوز الطيبة.

قصة الحذاء المسحور:

منذ زمن بعيد، كان طفل صغير اسمه أنوي يعيش مع أخته بمفرده تماماً في بلد غير مأهول بعيدًا في الشمال الغربي، وقد أُطلق عليه اسم الصبي الذي يحمل الكرة على ظهره، من فكرة أنّه يمتلك قوى خارقة للطبيعة، كان هذا الصبي معتادًا على التأمل وحده، والسؤال داخل نفسه عمّا إذا كانت هناك كائنات أخرى مماثلة لأنفسهم على الأرض، وعندما وصل إلى مرحلة الرجولة، سأل أخته عما إذا كانت تعرف أي كائن بشري غيره.

أجابت أنّ هناك قرية كبيرة على مسافة بعيدة يوجد بها بشر مثلهم، ولما سمع ذلك قال لأخته: أنا الآن شاب وأريد رفيقًا،  وطلب من أخته أن تصنع له عدة أزواج من الأحذية التي بدون كعب، امتثلت لطلبه، وحالما حصل على حذاء بدون كعب، انطلق بحثًا عن القرية البعيدة، فسافر حتى وصل إلى كوخ صغير مستدير الشكل، وعند النظر فيه اكتشف امرأة عجوز جدًا تجلس بمفردها بجانب النار.

وبمجرد أن رأت الغريب، دعته وقالت له: حفيدي المسكين، أفترض أنك أحد أولئك الذين يسعون إلى القرية البعيدة التي لم يعد منها أي شخص على الإطلاق، وأنت بالتاكيد سوف تشارك نفس مصيرهم، احرص على تزويد نفسك بالعظام غير المرئية، لأنّه بدونها لا يمكنك النجاح، وبعد أن تحدثت على هذا النحو، أعطته التوجيهات التالية لرحلته، قالت له: عندما تقترب من القرية التي تبحث عنها، سترى في الوسط منزلًا كبيرًا يسكن فيه رئيس القرية الذي لديه ابنتان.

أمام الباب توجد شجرة كبيرة، وهي ناعمة و بدون لحاء، وعلى هذه الشجرة، يوجد كوخ صغير تسكن فيه هاتان البنتان المزيفتان، وهناك تمّ تدمير قل الكثير من الناس، ومن بينهم أخوتك الأكبر سناً، لذلك كن حكيماً يا حفيدي، والتزم بدقة بتوجيهاتي، ثمّ أعطت العجوز للشاب العظام لتأمين نجاحه، وأبلغته باهتمام بالغ كيف سيتقدم، ووضعتهم في حضنه، فواصل رحلته هو مرتدي الكرة، واستمر بشغف حتى وصل إلى القرية التي كان يبحث عنها.

وبينما هو يحدق حوله، رأى الشجرة والمنزل الذي ذكرته المرأة العجوز، ثنى خطواته على الفور من أجل الشجرة، واقترب منها، وحاول الوصول إلى الكوخ المعلّق، لكنّ كل جهوده كانت هباء، فكلما حاول الوصول إليه، بدأت الشجرة ترتجف، وسرعان ما رمت به أرضاً بحيث يصعب الوصول للكوخ، لقد تطلب منه الأمر تغيير نفسه إلى سنجاب، وصعد مرة أخرى برشاقة ، على أمل أن يصل المنزل.

ثمّ تسلّق بسرعة قدر استطاعته، وتذكر تعليمات المرأة العجوز، وسحب إحدى العظام من حضنه، ودفعها في جذع الشجرة، واستراح ليكون مستعدًا للبدء من جديد، ولكنه كان يتعب من التسلق، لأنّه حتى السنجاب لا يستطيع التسلق إلى الأبد، كرر هزّه الصغير  للعظام، ولكن كلما اقترب من المنزل ومدّ يده ليلمسه، كانت تهتز الشجرة كما في السابق، وترفع البيت بعيدًا عن متناوله.

وبعد عدة محاولات اختفت جميع العظام، وكان المنزل قريبًا من الأنظار، والأرض أيضًا اختفت تمامًا منذ فترة طويلة عن نظره، وفي آخر مسعى شجاع له، وصل الآن قرب السماء، ولم يستطع المنزل المحلّق أن يرتفع إلى أعلى، دخل الفتى المنزل بخطوة شجاعة، ورأى الأختين الشريرتين جالستين مقابل بعضهما البعض، فسأل عن أسمائهما، كانت التي على يده اليسرى تدعى نفسها أزابيل، والأخرى التي على اليمين تدعى نيغاهنابي.

وبعد أن تحدث معهما قليلاً، اكتشف أنّه كلما خاطب الفتاة التي على يده اليسرى، كانت ترتعش الشجرة كما كانت من قبل وتستقر في مكانها السابق ولكن عندما خاطب الفتاة التي على يده اليمنى، كان المنزل يرتفع مرة أخرى، وعندما أدرك أنّه من خلال مخاطبة الفتاة التي على يده اليسرى أنّ الشجرة ستهبط، استمر في فعل ذلك حتى استقرت مرة أخرى في مكانها بالقرب من الأرض، ثمّ امسك بسيفه.

قال للأخوات: أنتنّ اللواتي تسببتنّ في وفاة العديد من إخوتي، سأضع حداً لكنّ الآن، وبالتالي انتقم لأولئك الذين قتلوا، وبينما كان يتحدث عن هذا، رفع السيف، وبضربة واحدة ألقى المرأتين الشريرتين ميتتين، نزل الفتى بعد ذلك، وعلم أنّ لهاتين الأختين أخًا يعيش مع والده، والذي تقاسم كل شيء معًا من الغنائم التي جمعوها بعد قتل الناس، ثمّ انطلق الفتى عشوائياً، دون أن يعرف إلى أين يذهب.

جاء الأب في المساء لزيارة منزل بناته، فاكتشف ما حدث، وأرسل على الفور رسالة إلى ابنه تفيد بأن شقيقاته قد قُتلت وطلب منه الحضور على الفور ، وأنّه لم يعد هناك المزيد من الغنائم، مما أدى إلى تأجيج مزاج الشاب بشدة، فقال الأخ في نفسه: الشخص الذي فعل هذا، يجب أن يكون ذلك الفتى الذي يحمل الكرة على ظهره أنا أعرف طريقته في ممارسة عمله، وبما أنّه لم يسمح لنفسه بالقتل على يد أخواتي، فسيكون له شرف الموت بيدي، سأطارده وأنتقم منه.

وعندما حضر، قال له الأب: حسنًا يا بني، أنصحك أن تكون حذرًا، هذا الشاب ماكر، إنّها روح قوية جعلته يلحق بنا هذا الأذى، وسيحاول خداعك بكل الطرق، لذلك تجنب تذوق الطعام حتى تنجح، لأنك إذا أكلت قبل أن ترى دمه تهلك قوتك، أخذ الابن هذه النصيحة وحمل أسلحته وغادر في مطاردة الفتى بأقصى سرعته، وعندما اكتشف أونوي أنّه تمت مطاردته، صعد إلى واحدة من أعلى الأشجار، وأطلق الأسهم السحرية التي كان يحملها.

ولمّا رأى أنّ سهامه ترجع إلى الوراء، جدد أنوي هربه، وعندما وجد نفسه مضغوطًا بشدة، وكان عدوه قريبًا من ورائه، حوّل نفسه إلى هيكل عظمي، وكان لحمه قد خرج من عظامه، ثمّ تذكر الحذاء الذي أعطته إياه أخته والذي كان مسحورًا، فأخذ الحذاء ووضعه بالقرب من الهيكل العظمي، وقال له: اذهب إلى أقصى الأرض، ثم ترك الحذاء واختفى.

وصل الأخ الغاضب مطولًا إلى الهيكل العظمي، و لم يجد سوى زوج من الأحذية بدون كعب، فغادر بغضب، ولكن عندما أعاد خطواته نحو الهيكل العظمي، لدهشته وجد أنّه اختفى، وكانت آثار أنوي في اتجاه آخر فعرف الاخ أنّه تمّ خداعه، وأسرع بملاحقته وعندما أدرك أونوي أنّ الأخ الجائع كان يقترب بسرعة كبيرة منه، فغير نفسه إلى رجل كبير في السن، مع ابنتين ويعيش في منزل كبير في وسط حديقة جميلة، مليئة بكل شيء يمكن أن يفرح العين، أو يكون ممتعًا للذوق.

لقد جعل نفسه يبدو كبيرًا جدًا لدرجة أنّه لا يستطيع مغادرة مسكنه ويطلب من بناته إحضار الطعام له وانتظاره، كما ظهرت على الحديقة مظهر الشيخوخة، بشجيراتها القديمة وأغصانها المعلقة والكروم المتهالكة التي تتسكع في الشمس، استمر الاخ حتى جاء إلى الحديقة الجميلة، تقدم نحو الكوخ، وبمجرد أن أدركته البنات الجنّيات ركضوا وأخبروا والدهم أن غريبًا قد اقترب.

أجابهم والدهم: ادعونه للقدوم، وقمن بذلك على الفور، وبأمر من والدهن قمن بغلي بعض الذرة وإعداد العديد من الأطباق الأخرى اللذيذة، كان الطعم لذيذًا للغاية بالنسبة لخياشيم الأخ الجائع الذي أصابه التعب من السفر، وشعر أنّه لم يعد يحتمل الصوم، ثمّ تناول الوجبة من القلب، وبهذا تمّ التغلب عليه وفقد حقه في الانتقام، وفي الحال نسي دماء أخواته، وحتى مكان ميلاده، ووالده، وحياته الماضية كلها.

كان يأكل بشدة، لدرجة أن النعاس مطولاً تغلب عليه، وسرعان ما سقط في نوم عميق، وبمجرد أن رأه أنوي قد نام استأنف شكله الشاب، وطرد ابنتيه الجنيات والحديقة القديمة، وسحب الكرة السحرية من ظهره، وقتل الأخ النائم ومضى في رحلته، في تلك الأثناء كان الأب قد تتبع ابنه وعندما وصل إلى المكان الذي وجد ابنه مقتولاً فيه اقسم على ملاحقة أنوي وقتله.

وبينما كان يسافر أنوي عندما نظر إلى الوراء ورأى أنّ الأب الشرير كان يلاحقه، تحوّل الفتى فجأة إلى بومة وصعد فوق شجرة، وبدأ  أونوي البومة بإطلاق عددًا من السهام، لكن نظرًا لأنها لم تكن أكثر من سهام عادية، لم تساعده في قتل الأب الشرير، لكنّه اضطر إلى النزول والركض مرة أخرى، ثمّ ارتدى الأحذية السحرية التي حملته بعيدًا عن الأنظار.

ثمّ قال أنوي لنفسه: على أية حال، سأعود إلى المنزل قريبًا بهذه السرعة، وبدا أنّ الأحذية يعرفون أفكاره، ثمّ قفزوا فجأة، وأسرعوا به بعيدًا إلى منزل أونوي حيث ينتمون، وعندما مرّ به مجموعة من الصيادين على هذا الطريق بعد عدة أيام، وعندما سألوه كيف نجح في التخلص من الأب الشرير، أجاب أنه قد هرب إلى الغابة، ولم يفعل أكثر من ذلك.


شارك المقالة: