حبل الكذب قصير ولا بد له أن ينكشف أمره في النهاية، هذا ما حدث مع الحصان الذي قام بخداع صاحبه الحمار، ووضع فوق ظهره حمله الثقيل ليستريح، ولكن في اليوم التالي لم يستطع الحمار تحمّل هذا الحمل ووقع أرضاً، فاضّطر صاحب الحصان أن يأمره بحمل الحملين معاً، وبدلاً من أن يستريح الحصان من حمله، زاد حملاً آخر فوق حمله.
قصة الحصان المخادع
كان العم فرحان يمتلك مزرعة كبيرة يوجد بها الكثير من الحيوانات، وكان يوجد بتلك المزرعة الكبيرة حصان وحمار، وكان العم فرحان قد اعتاد على أن يقوم بنقل أحماله فوق ظهر الحمار والحصان دائماً، وفي يوم من الأيام أراد العم فرحان أن يقوم بنقل بعض الأحمال إلى المدينة، وهي عبارة عن أكياس القمح؛ فوضع الحمل الأثقل فوق ظهر الحصان؛ وهذا لأنّ لديه جسد أكبر من الحمار، وترك الأقلّ حملاً على ظهر الحمار.
سار العم فرحان مع دابتيه، وفي الطريق صار الحصان يشتكي من تعبه وثقل حمله إلى الحمار؛ فقال له الحمار: لا تقلق يا صديقي؛ فمن المؤكّد عند حلول المساء سوف يعطينا صاحبنا وقتاً للراحة وسوف يقدّم لنا الطعام والشراب، وبالفعل عند حلول المساء بحث العم فرحان عن شجرة ليستريح تحت ظلّها.
أوقد العم فرحان النار وجلس تحت الشجرة لينام ويستريح، وكان قد قدّم العلف والماء لدابتيّه، شعر الحمار بالتعب فنام، أمّا الحصان المحتال فظلّ مستيقظاً وذهب وقام بتبديل الأحمال بينه وبين الحمار دون علم أحد، وفي اليوم التالي استيقظ العم فرحان باكراً ليكمل رحلته إلى المدينة.
عندما سار الحمار شعر بالتعب الشديد؛ لأنّ الحصان قد وضع فوق ظهره الحمل الأثقل، وظلّ يشتكي من الألم والتعب حتى وقع على الأرض في نهاية الأمر، ولم يكن يستطيع أن يكمل مسيره، وبينما هو كذلك إذ رآه العم فرحان؛ علم أن الحمار متعب جدّاً ولن يقوى على حمل أي شيء طوال الرحلة، لذلك لم يجد الحل الأنسب إلّا أن يضع الحملين فوق ظهر الحصان. وضع العم فرحان كلا الحملين فوق ظهر الحصان، وبذلك نال هذا الحصان المخادع جزاء فعلته.