سنحكي في قصة اليوم عن لص محتال قام بسرقة حصان جاره الفلاح، ولكن ظن نفسه أذكى منه، عندما رد له الفلاح حيلته بحيلة ذكية، استطاع إثبات ملكية الحصان له واستعاده وهو سعيد جدّاً به.
قصة الحصان الأعور
كان هنالك فلاح فقير يعمل في أرضه، لا يملك هذا الفلاح سوى حصان صغير، وهو يستخدمه في كل شيء، عندما يريد الانتقال من مكان إلى مكان آخر، أو لنقل البضائع أو الأثقال؛ فهو يرافقه طوال اليوم ويقوم بعمل شاق، بجوار أرض هذا الفلاح كان هنالك لص ينظر لهذا الفلاح وحصانه، وكان دائماً يريد سرقة الحصان.
كان اللص يرى بأنّ هذا الحصان نشيط جدّاً ويتحمّل الكثير، قام بأكثر من محاولة من أجل سرقة الحصان ولكن جميعها باءت بالفشل؛ لذلك قرّر أن يذهب إلى الفلاح ويقوم بعمل حيلة يستطيع من خلالها أخذ الحصان منه، لم يجد إلّا أن يطلب من الفلاح أن يعيره حصانه لمدّة يوم واحد فقط.
وافق الفلاح المسكين أن يعير هذا المحتال حصانه، ولكن في اليوم التالي تأخّر الوقت وكان هو بانتظار حصانه ولكن لم يعيده ذاك اللص المحتال، شعر الفلاح بالخوف فقرّر أن يذهب إلى منزل اللص المحتال، وعندما طرق الباب وفتح له قال الفلاح: أين هو حصاني لقد أعرته لك يوم واحد فقط؟ رد عليه اللص متظاهراً بالدهشة: عن أي حصان تتحدّث؟ أنا لم أستعر منك الحصان فهذا حصاني أنا.
صاح الفلاح باللص ونشب بينهما شجار كبير، سمع الناس صوت هذا الشجار فاجتمعوا حولهم، وعندما سألوا عن القصة أخبرهم الفلاح أن اللص يريد سرقة حصانه الذي أعاره له بالأمس، أمّا اللص فنكر أنّه قد استعار منه الحصان، وأن الحصان الذي عنده بالمنزل هو حصانه وملكه هو.
ظل اللص المحتال مستمرّاً بكذبه، عندها فكّر الفلاح بحيلة ذكية؛ فوجّه إلى اللص السؤال ووضع يديه على عيني حصانه وقال له: إن كنت محقّاً فيما تقول فأخبرني أي عين من عيون الحصان التي هي عوراء؟ رد اللص: اليمنى، ثم قال له الفلاح: كلا، رد اللص متلعثماً: كنت أقصد اليسرى، ضحك الفلاح وقال للص: أيّها المحتال كلا عيني حصاني سليمتان.
كشف الناس كذبة هذا اللص المحتال، واستطاع الفلاح بتلك الحيلة الذكية أن يستعيد حصانه، وشعر اللص المحتال بالندم على حاله وتعلّم درساً لن ينساه عن عقوبة الاحتيال والكذب على الآخرين.