قصة الحمار الكاذب

اقرأ في هذا المقال


من أبشع الصفات هي الكذب؛ فدائماً تكون عاقبته وخيمة، هذا ما حدث مع الحمار الكاذب، الذي حاول أن يخدع الحيوانات وقام بأكل السنابل كلّها، واتهم غيره بذلك، فكانت عاقبته هي الطرد من المزرعة.

قصة الحمار الكاذب

في إحدى المزارع التي تعيش بها أنواع مختلفة من الحيوانات، كان هنالك بقرة لونها أسود تتمشّى في المزرعة وتستمتع بمناظر الطبيعة والزهور والأشجار، وبينما هي تسير إذ وجدت البعض من حبوب القمح ملقاة على الأرض؛ فقرّرت أن تلتقط تلك الحبوب وتذهب لتشارك بقيّة الحيوانات بالطعام الذي وجدته.

ذهبت البقرة للمزرعة كي تنادي بقيّة الحيوانات لمشاركتها في الطعام، جاءت الحيوانات وصارت تتساءل عن سبب مناداتها لهم؛ فقال لها الحصان: ما بكِ أيّتها البقرة لماذا تنادي على الحيوانات؟ قالت لهم: لقد وجدت الطعام بينما كنت أسير في المزرعة، وأنا وددت أن أشارك طعامي معكم، وبينما هي تتحدّث إذ سمعت صوت ضحك الدجاجة.

التفتت البقرة للدجاجة وقالت لها: ما بكِ أيّتها الدجاجة؟ قالت لها: هل أنتِ جادّة أيّتها البقرة؟ هل يعقل أن هذه الحبوب ستكفي لجميع الحيوانات في المزرعة! هل سنشبع إن نحن أكلنا منها؟ نظرت البقرة إلى حبّات القمح وقالت: نعم أيتّها الدجاجة أنتِ محقّة؛ فأنا لم أنتبه أننّي قد حصلت فقط على القليل من حبّات القمح.

شعر الحصان بالحزن لأجل البقرة وقال: أنا لدي فكرة ستكون جيّدة، ما رأيكم أن نقوم بزراعة تلك الحبّات ونعتني بها حتّى تكبر وتصبح سنابل كبيرة، قال الماعز: نعم أيّها الحصان إنّها فكرة رائعة، بدأت الحيوانات جميعها بالتعاون من أجل زراعة حبوب القمح وانتظارها حتّى تكبر، جاءت جميع الحيوانات مثل الحمار والحصان والخروف والدجاج والبقر وحتّى الأرانب.

ظلّت الحيوانات تعمل بزراعة الحبوب حتّى المساء، وعندما انتهت جميع الحيوانات من العمل وكانت تشعر بالسعادة لإنجازها مثل تلك المهمّة، جلست جميع الحيوانات لكي تستريح من العمل وفجأةً جاء الحمار وقال: ما رأيكم قبل أن نذهب إلى النوم أن نقترح واحداً منّا يبقى لحراسة تلك الحبوب؟ نظرت له الحيوانات باستغراب شديد وقال له الديك: ولكن أنا أظنّ بأنّ المكان هنا آمن، ولا يمكن لأي حيوان أن يأتي إلى هنا؛ لذلك لا داعي لبقاء أي أحد.

لكن الحمار كان مصرّاً على رأيه، وكان يريد البقاء لحراسة الحبوب، فقام الديك بسؤال بقيّة الحيوانات عن رأيهم في هذا الأمر، ولكن الحيوانات جميعها كانت تتفقّ مع رأي الديك في عدم الحاجة لحراسة الحبوب، بل إنّ المكان آمن وهي فقط بحاجة للاعتناء، مرّت عدّة أيّام وكانت الحيوانات جميعها تعتني بتلك الحبوب التي قاموا بزراعتها، فيسقونها بالماء ويقومون بتقليب التربة من فترة لأخرى، بالإضافة للتخلّص من أي أعشاب أو حشائش غير صالحة من حولها.

وجاء يوم ونمت به تلك الحبوب وأصبحت سنابل كبيرة بمنظر رائع وبهي، ولكن بقيت السنابل كذلك حتّى يحين موعد حصادها، وبينما كان الحمار يتمشّى في يوم من الأيّام بجانب تلك السنابل إذ شعر بجوع شديد، وغرّه منظر تلك السنابل الشهيّة؛ فقال في نفسه: لماذا لا أقوم بأكل سنبلة واحدة، لا بدّ أنّني لو أكلت سنبلة واحدة لن يكتشف الأمر أي أحد من الحيوانات.

بدأ الحمار بأكل السنابل؛ فأكل في بداية الأمر سنبلتين فقط، ولكنّه لم يشعر بكفايته لذلك قرّر أن يأكل سنبلتين أو ثلاث سنابل أخرى، وبينما هو يأكل شعر بأنّه يريد المزيد، فقال في نفسه: إن أنا أكلت عشرة لن يشعر أحد بنقصانها، ولكنّه عندما بدأ يأكل وجد نفسه وقد أكل السنابل جميعها.

عندما جاءت البقرة وبقيّة الحيوانات لتفقّد بالسنابل، لم يجدوا أي سنابل وكانت قد اختفت كلّها، كانت البقرة برفقة الخروف فذهبوا ليسألوا الديك عن السنابل، فأجابهم بأنّه لا يعلم شيئاً عن الأمر، ثم ذهبوا إلى الحصان وسألوه عن سبب اختفاء السنابل؛ فقال لهم: أنا لا أعلم كيف اختفت ومن قام بأكلها، سألت البقرة جميع الحيوانات، ولكن أحداً لم يعطي أي إجابة.

قرّرت البقرة أن تجمع كل الحيوانات لتعرف من هو الفاعل، وفي ذلك الوقت قال الحمار: أنا أعلم من الفاعل، لقد رأيت الديك يأكل السنابل بينما كنت أسير بالقرب منها، صرخ الديك وقال: كلّا أنا لم أفعل ذلك، غادرت الحيوانات المكان، وبينما كانت البقرة تسير برفقة الخروف إذ سمعوا صوت ضحك الحمار وهو يقول للديك: يا لك من ديك مسكين، لن يصدّق أحد بأنّني أنا الذي أكلت السنابل، أمّا الآن فسوف تقوم الحيوانات بطردك من المزرعة.

فجأةً جاءت البقرة والخروف وقالت البقرة للحمار: لقد أخفيت عنا الأمر وقمت باتهّام الديك المسكين، أنت الذي يجب أن يتم طردك من المزرعة، صار الحمار يتوسّل للبقرة ويقول: أرجوكم سامحوني لقد كنت جائعاً، قالت له البقرة: لو أنّك اعترفت بالأمر في البداية لكنت سامحتك، ولكن لا مكان هنا للكاذبين أمثالك، وكانت تلك عاقبة الحمار لكذبه وخداعه.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: