قصة لماذا يخجل الخفاش من رؤيته في النهار (Why the Bat is Ashamed to be seen in the Daytime) هي قصة خيالية وحكاية شعبية نيجيرية، كتب مقدمتها أندرو لانج، للمؤلف (Elphinstone Dayrell)
الشخصيّات:
- الخفّاش.
- الحمل.
- الماعز الأم.
- السلحفاة.
- والد زوجة الخفّاش.
قصة لماذا يخجل الخفاش من رؤيته في النهار؟
ذات مرة، كانت هناك ماعز عجوز لديها سبعة حملان، وذات يوم ذهب الخفّاش الذي كان يريد زيارة أهل زوجته الذين كانوا يسكنون بعيداً على بعد مسافة تُقدر بمسيرة يوم طويل، فطلب الخفّاش إلى الماعز العجوز وطلب أن تقرضه أحد حملانها الصغار ليساعده في حمل الاشياء التي كان سيأخذها في سفره، في البداية رفضت الماعز الأم، ولكن بما أنّ الحمل الصغير كان يحب السفر ورؤية شيء جديد في العالم.
وتوسّل لأمه الماعز للسماح له بالذهاب، فوافقت في النهاية على مضض، لذلك في الصباح وفي وضح النهار انطلق الخفّاش والحمل معًا، كان الحمل يحمل عبوة من الماء ليشرب الخفاش، وعندما وصلوا إلى منتصف الطريق، طلب الخفّاش من الحمل أن يترك العبوة تحت شجرة الخيزران، وعندما وصل مباشرة إلى المنزل، وأرسل الخروف لإحضار العبوة،
وبعدما ذهب الحمل، أحضر والد زوجة الخفّاش له الطعام، وأكل الخفاش كل شيء، ولم يترك شيئًا للحمل، وعندما عاد الحمل، قال له الخفاش: مرحبًا! لقد وصلت أخيرًا، لكنّك متأخر جدًا على الطعام، لقد انهيت كل شيء، ثمّ أرسل الحمل مرة أخرى إلى الشجرة مع العبوة، وعندما عاد الحمل مرة أخرى كان الوقت متأخرًا، وذهب عشاء إلى الفراش، وفي اليوم التالي، قبل وقت الطعام مباشرة، أرسل الخفاش الحمل مرة أخرى ليأخذ عبوة الشرب.
وعندما وصل الطعام أكل الخفاش الذي كان جشعًا جدًا، كل ذلك الطعام مرة أخرى، استمر هذا السلوك اللئيم من جانب الخفّاش لمدة أربعة أيام حتى أصبح الحمل مرهقاً وضعيفًا في النهاية، وقرر الخفّاش العودة إلى المنزل في اليوم التالي، وكان كل ما يفعله الحمل هو حمل حمولته، وعندما عاد إلى منزل والدته، اشتكى الحمل بمرارة من المعاملة التي تلقاها من الخفّاش، وكان يأن طوال الليل، ويشكو من آلام في داخله.
كانت الماعز الأم العجوز التي كانت تحب أطفالها بشدة، مصممة على الانتقام من الخفّاش بسبب الطريقة القاسية التي جوّع بها حملها، لذلك قررت استشارة السلحفاة التي على الرغم من فقرها الشديد، كان الجميع يعتبرونها الأكثر حكمة بين جميع الحيوانات، وعندما أخبرت الماعز العجوز القصة بأكملها للسلحفاة، فكّرت في الأمر لبعض الوقت، ثمّ أخبرت الماعز أنّها قد تترك الأمر لها بالكامل، وسوف تنتقم كثيرًا من الخفاش بسبب معاملته القاسية لابنها .
بعد ذلك بوقت قصير، قرر الخفّاش أنّه سيذهب مرة أخرى ويرى والد زوجته، فذهب إلى الماعز مرة أخرى وطلب منها أن يحمل أحد أبنائها حمولته كما كان من قبل، فأخبرت السلحفاة التي تصادف تواجدها عندها في نفس اليوم أنّ الخفاش كان سيذهب في نفس الرحلة مجدداً، وأنه طلب ابنها ليحمل له حمولته، فأخبرتها السلحفاة أن تخبره بأن السلحفاة ستذهب معه.
شرعوا في رحلتهم في اليوم التالي، وعندما وصلوا إلى منتصف الطريق، اتبع الخفّاش نفس التصرفات التي اتبعها في المرة السابقة. قال للسلحفاة أن تخفي عبوة شربه تحت نفس الشجرة التي أخفاها الحمل من قبل، وهذا ما فعلته السلحفاة أمامه، ولكن عندما غاب نظر الخفّاش عنها، التقطت عبوة الشرب مرة أخرى وأخفتها في حقيبتها، وعندما وصلوا إلى المنزل، علّقت السلحفاة العبوة بعيدًا عن الأنظار في الفناء الخلفي.
ثم جلست في المنزل، وقبل أن يحين وقت الطعام مباشرة، أرسل الخفّاش السلحفاة للحصول على عبوة الشرب، وخرجت السلحفاة إلى الفناء وانتظرت حتى سمعت أنّ طبق البطاطا المسلوقة في طريقه أمام الخفّاش، ثمّ ذهبت بسرعة وأحضرت العبوة من الشجرة القريبة وعادت إلى المنزل وأعطت عبوة الشرب للخفّاش الذي كان متفاجئًا وغاضبًا لدرجة أنّه عند تقديم الطعام له رفض أن يأكل أيًا منه.
فأكلت السلحفاة كل شيء، واستمر هذا لمدة أربعة أيام حتى أصبح الخفاش أخيرًا نحيفًا مثل الحمل الصغير المسكين في المرة السابقة، وأخيرًا، لم يعد بإمكان الخفّاش تحمل آلام بطنه، وأخبر والد زوجته سرًا أن يحضر له الطعام دون علم السلحفاة، ثمّ قال: سوف أنام الآن قليلاً، لكن يمكنك إيقاظي عندما يكون الطعام جاهزًا كانت السلحفاة التي تستمع طوال الوقت، مختبئة في زاوية بعيدة عن الأنظار، وانتظرت حتى نام الخفاش بسرعة، ثم حملته برفق شديد إلى الغرفة المجاورة ووضعته على سريره.
ثمّ خلعت قماش الخفاش بهدوء شديد وغطّت نفسها به، واستلقت حيث كان الخفاش، وسرعان ما أحضر والد زوجة الخفاش الطعام ووضعه بجوار المكان الذي كان من المفترض أن ينام فيه الخفاش، وبعد أن سحب قطعة القماش لإيقاظه، ثمّ نهضت السلحفاة وأكلت كل الطعام، وعندما انتهى طعام الخفّاش مرة أخرى، وأخذت بعضًا من زيت النخيل والقليل من فتات الطعام ووضعته داخل شفتي الخفاش أثناء نومه.
ثمّ ذهبت السلحفاة للنوم بنفسها، وفي الصباح، عندما استيقظ الخفّاش كان جائعًا أكثر من أي وقت مضى، وكان مزاجه سيئًا للغاية ، لذلك سعى إلى والد زوجته وبدأ في توبيخه، وسأله لماذا لم يحضر طعامه كما كان متفقاً عليه، فأجاب أنّه أحضر طعامه وأكله، لكن أنكر الخفّاش ذلك واتهم السلحفاة بأنها أكلت الطعام، ثمّ قال والد زوجة الخفّاش أنه سيحتكم إلى الناس وعليهم أن يقرروا الأمر.
لكن السلحفاة هربت أولاً وأخبرت الناس أن أفضل طريقة لمعرفة من أكل الطعام هي جعل الخفاش وهو نفسه يشطف أفواههم بالماء النظيف في حوض، وقرروا أن يفعلوا ذلك، فأخذت السلحفاة عصا أسنانها التي كانت تستخدمها دائمًا، ونظّفت أسنانها جيدًا، وغسلت فمها، وعادت إلى المنزل، وعندما وصل جميع الناس في القرية ، أخبرهم والد زوجة الخفّاش كيف أساء الخفاش إليه.
ولأنّه ما زال يؤكد بقوة أنّه لم يكن لديه طعام لمدة خمسة أيام، قال الناس أنّه يجب على السلحفاة غسل أفواههم بالماء النظيف، فأحضرت وعائين نظيفين، وتمّ ذلك، وكان من الواضح على الفور أن الخفاش كان يأكل حيث كانت هناك آثار مميزة لزيت النخيل وفتات الطعام التي وضعتها السلحفاة داخل شفتيه عائمة على الماء. وعندما رأى الناس هذا حكموا ضد الخفّاش، وكان خجلًا جدًا لدرجة أنه هرب بعيدًا.
ومنذ ذلك الحين يختبئ دائمًا في الأدغال أثناء النهار حتى لا يتمكن أحد من رؤيته، ويخرج فقط ليلاً ليحصل على طعامه، وفي اليوم التالي عادت السلحفاة إلى الماعز الأم وأخبرتها بما فعلته، وأنّ الخفّاش كان يشعر بالخزي إلى الأبد، وأشادت الماعز العجوز به كثيرًا، وأخبرت جميع أصدقائها، مما أدى إلى زيادة شهرة السلحفاة في الحكمة بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد.