أغلب الناس يعتقدون أن السعادة في كثرة المال، ولكن السعادة الحقيقية تكمن في محبة الناس، وامتلاك الأصدقاء الرائعين، سنحكي في قصة اليوم عن خنفساء ثرية كانت تحلم بالطيران، استغلت ثروتها في تحقيق حلمها، ولكنها عندما أصبحت غنية لم تشعر بالسعادة وهي بعيدة عن أصدقائها؛ فقرّرت العودة والنزول على الأرض وممارسة السعادة مع أصدقائها.
قصة الخنفساء الغنية:
كان هنالك خنفساء تختلف عن غيرها من الخنافس؛ حيث ورثت من أبيها الكثير من النقود ممّا جعلها خنفساء ثرية، كانت هذه الخنفساء طموحة أيضاً؛ حيث كانت تحلم بالطيران على الرغم من صعوبة هذا الأمر، فهي تملك جناحين صغيرين ولا تستطيع أن تطير، وكانت تحاول كثيراً وتقول في نفسها: لقد تعبت من كثرة المشي على الأرض، يجب علي أن أجد طريقة للطيران.
لم تجد هذه الخنفساء طريقة إلّا أن تستغل أموالها وثروتها في الطيران عبر طائرة الهليكوبتر، فركبتها وحلقّت في السماء، وكانت سعيدة جدّاً واستطاعت رؤية كل شيء من الأعلى، وكانت تلبس قبعة كبيرة وكفوف من الحرير، وبدأت تتخيّل لو أن أحداً يشاركها بهذه الرحلة الرائعة.
صارت تتخيّل لو أن الحياة مع الآخرين عند شاطئ البحر ستكون أجمل، أو لو قامت بالاحتفال بعيد ميلادها مع أصدقائها ستكون سعيدة، بدأت تتذكّر صديقتين من صديقاتها المقربّات، وتستعيد ذكريات تسلقّهم لإحدى الأشجار العالية السميكة، في ذلك الوقت شعرت أن المال لم يحقّق لها السعادة التي تريد، وقرّرت النزول على الأرض لتحقيق أحلامها هناك.
عندما نزلت على الأرض قرّرت أن تذهب للمكان الذي كانت تعتني به بغيرها من الخنافس، واسمه كهف العذاب؛ حيث كانت الخنافس تعمل بتنظيف الكهف وهي مبتسمة وقالت في نفسها: تلك الخنافس ليست فقيرة بل لا تستحق أن نخجل منها، وقرّرت أن تعمل حفلة لعيد الميلاد في ذلك الكهف وتدعو جميع أصدقائها.
قرّرت أخيراً هذه الخنفساء أن تضع كل أموالها في سبيل إسعاد غيرها من الخنافس، فالمال والطيران لم يحقّقان لها السعادة الكافية، بل وجدت سعادتها في الذكريات الجميلة التي استعادتها على الأرض بينما كانت تحلّق في السماء.
