قصة الديك الكسول

اقرأ في هذا المقال


من أجمل الصّفات التي يتصف بها البعض هي المثابرة والجد في العمل؛ فهي تساعد الشخص الاعتماد على نفسه بالقيام بالكثير من المهام، سنحكي في قصة اليوم عن فلاحة مثابرة، قامت بشراء ديك من أجل إرضاء أهل قريتها، ولكنّها عندما وجدت أن هذا الديك كسول جدّاً وأنها تستطيع القيام بما يفعله هو قرّرت بيعه والاعتماد على نفسها.

قصة الديك الكسول

كان هنالك فلاحة تقوم برعاية الدجاج واسمها أم ياسر، كان لديها خمس دجاجات تقوم بإطعامهن والاعتناء بهن كل يوم؛ حيث كانت تستيقظ باكراً وتقوم برمي الحبوب للدجاج، ولكن كانت أم ياسر لا تملك ديك كي يحرس لها الدجاج في حالة هجوم الثعلب، ومن أجل إيقاظها لصلاة الفجر، كان أهل القرية كلمّا رأوها وهي تحرس الدجاج يبدؤون بلومها لعدم شرائها لديك.

وفي مرّة من المرّات كان هنالك رجل من أهل القرية يسير بجانب منزل هذه الفلاحة؛ فوقف وسألها: لماذا لا تقومين بشراء ديك كي يساعدك في حراسة هذه الدجاجات؟ فقالت له: حسناً سأنزل اليوم إلى السوق كي أشتري ديكاً، نزلت أم ياسر لشراء ديك جديد ووضعته من أجل حراسة الدجاجات، ولكن لسوء حظها كان الديك الذي قامت بشرائه لا يفعل شيئاً؛ فهو يقضي أغلب يومه في الأكل والنوم فقط.

بدأ أهل القرية يلاحظون هذا الأمر، وكانوا كلمّا مرّوا بجانب أم ياسر ودجاجاتها ورأوا الديك وهو نائم يتساءلون: لماذا تحتفظ أم ياسر بهذا الديك الكسول، لماذا لا تقوم ببيعه؟ وكانت هي تنزعج جدّاً من هذه التعليقات والآراء، فكلمّا نظرت لهذا الديك تشعر بالضيق والاغتياظ لشدّة كسله.

وفي يوم من الأيام جاء رجل إلى أم ياسر من أجل شراء البيض، فقرّرت أن تبيع الديك لهذا الرجل أيضاً، فقامت بإمساكه من رقبته بشدّة وقالت له: سوف أبيعك أيها الديك الكسول، فأنت لا تنفعني بشيء، وعندما أخذ الرجل ديك أم ياسر قام بربط أقدامه بالخيط، ووضعه داخل القفص، شعر الديك بالحزن الكبير؛ فهو لم يجد في هذا القفص إلا الدجاج المنتوف ريشه وبعض البيض.

بدأ الديك بالصياح بصوت عالي وقال: أرجوك يا سيدي أعدني لأم ياسر، فأنا لن أبقَى كسولاً وسأدافع عن الدجاجات وأصيح لصلاة الفجر، عادت أم ياسر إلى القرية وتفاجأت بأن أهل القرية يقولون لها: لماذا قمتِ ببيع هذا الديك على الرغم من صياحه؟ غضبت وقالت: لأنني مللت هذا الديك الكسول كما أننّي مللت من كلامكم.

ندم الديك على كسله، وعادت أم ياسر إلى منزل الدجاجات فوجدت دجاجاتها بانتظارها بسعادة، وقالت لها إحدى الدجاجات: تحية كبيرة لكِ لأنك تقومين بعملك بدلاً من الديك، ولم تستمعي لكلام أهل القرية.


شارك المقالة: