من أعظم ما يمتلكه الأشخاص في حياتهم هو الشعور بالحرية؛ فطبيعة الإنسان يحب الحرية وعدم التقيّد بأي شيء، وكذلك الحيوانات تحب الحرية، سنحكي في قصة اليوم عن ذئب كان أمام خيارين وهما إمّا أن يحصل على الطعام والشراب مقابل أن يفقد حريّته، أو أن يحتفظ بحريّته مقابل التعب في البحث عن الطعام، ولكن على الرغم من شدّة جوعه اختار الذئب الحرية.
قصة الذئب والحرية
في إحدى الغابات يسير الذئب الذي كان يكاد أن يموت من شدّة جوعه، سار الذئب لمسافات طويلة، ولكنّه لم يجد أي شيء يسدّ به رمق جوعه؛ لذلك قرّر أن يخرج من الغابة ويبحث عن أي شيء يأكله، ظلّ الذئب يسير حتّى وجد كلباً ينبح بجانب إحدى المنازل، اختبأ الذئب خلف أحد الأشجار وصار يراقب هذا الكلب ويتمنّى لو أنّه يستطيع أن ينقضّ عليه ويأكله.
ولكنّه عندما تمعّن بالكلب وجد بأنّه كلب سمين، وشعر بأنّه لن يستطيع الهجوم عليه؛ فقرّر أن يذهب ويتحدّث معه، ذهب الذئب وسلّم على الكلب، فردّ عليه الكلب قائلاً: أهلاً أيّها الذئب النحيل الهزيل، هل تريد أن تصبح سميناً مثلي؟ قال له الذئب: بالطبع أنا أريد أن أحصل على الطعام، قال له الكلب: عليك أن تطارد اللصوص من باب المنزل، وسوف يفرح صاحبه ويقدّم لك الكثير من الطعام والشراب.
فرح الذئب بتلك الفكرة؛ إذ أنّه سيحصل على الطعام الكثير، ولكنّه عندما أمعن في الكلب مرّةً أخرى، وجد أن عنقه خالي من الشعر؛ فسأله عن السبب وقال له الكلب: هذا مكان الحبل الذي يربطني به سيدي؛ فأنا أرافقه عندما يذهب إلى أي مكان، قال له الذئب: هل تقصد بأنّني إن عملت لدى سيدّك سيربطني هكذا؟ قال له الكلب: لا بأس بذلك إن كنت سأحصل على الطعام والشراب.
فكّر الذئب قليلاً ثم قال في نفسه: أنا لا أستطيع تحمّل أن يمتلكني شخص، وأن أتقيّد بالأماكن التي يريد الذهاب إليها؛ حتّى وإن كنت سأحصل على بقايا الطعام والشراب، قال الذئب للكلب: شكراً يا صديقي يمكنك أنت البقاء هنا، أمّا أنا فسأذهب لأبحث عن طعام في مكان آخر، فبقايا الطعام والشراب لا تساوي شيئاً أمام حريتي.