نجد في القصص الكثير من أنواع الحيوانات المختلفة، منها من يمثّل الخير ومنها من يمثّل الشر، وهذا ما نجده في عالم البشر؛ فالخير والشر من الله تعالى، وفي كل مرة ينتصر الخير مهما كان ضعيفاً، ويسقط الشر مهما كان قويّاً، سنحكي في هذه القصة عن زرافة طيبة كانت الحيوانات لا تحبّها بسبب طول رقبتها وحجمها الكبير، ولكنها قامت بعمل جعلت هذه الحيوانات تحبّها كثيراً، وكانت العبرة من هذه القصة هي صنع المعروف.
الزرافة الطيبة:
كان هنالك زرافة طيبة تعيش في الغابة، وكانت هذه الزرافة طيبة جدّاً وتدعى زوزو، ولكن هذا ليس ما كان يبدو للحيوانات؛ فكانت الحيوانات كل ما رأت هذه الزرافة تشعر بالخوف؛ وذلك لأن رقبتها طويلة وكانت تبدو كبيرة الحجم وتتمايل بمشيتها، فكان يشعر كل من يراها أنّها سوف تدوسه بقدمها؛ حيث كانت زوزو تدوس الأزهار أثناء مشيتها من دون قصد.
في كل مرة كانت هذه الزرافة تسير وتدوس الأزهار تشعر الفراشات والنحل بغضب كبير، ذات مرّة وأثناء ما كانت هذه الزرافة تمشي إذ داست على زهرة تقف عليها نحلة فغضبت النحلة وصرخت قائلة: أيّتها الزرافة الشريرة لماذا دستي على زهرتي وأنا آخذ الرحيق منها، قالت الزرافة في حزن كبير: لا ذنب لي في ذلك فأنا لا أرى ما تحت قوائمي بسبب طول قامتي.
لكن الفراشات والنحل وبقية الحيوانات قرّروا مقاطعة هذه الزرافة بسبب مضايقتها لهم، حزنت الزرافة لذلك كثيراً وقامت بعدّة محاولات حتّى تتصالح مع هذه الحيوانات وتحاول إقناعهم ولكن دون جدوى، سارت الزرافة حزينة وبينما هي تسير وتدوس على أوراق الشجر إذ جاءت عاصفة كبيرة، كانت هذه العاصفة قادمة من مكان بعيد.
استطاعت الزرافة رؤيتها ولكن لم تستطع ذلك بقية الحيوانات؛ وذلك لقصر قامتها فسرعان ما صرخت الزرافة وحذّرت الحيوانات منها، فقام جميع الحيوانات بالاختباء في جحورها وخلف الأشجار. عندما انتهت العاصفة شعرت جميع الحيوانات أنّها كانت مخطئة في حق هذه الزرافة الطيبة، فقرّروا مصالحتها حتّى أصبحت هذه الزرافة الطيبة من أكثر الحيوانات شعبية ومحبّة في الغابة.