تعيش الحيوانات في مملكة الغابة كالإنسان؛ فالأسد هو ملك الغابة، والغابة لديها قوانين يجب أن تتبعها الحيوانات من أجل العيش مع بعضها البعض، سنحكي في قصة اليوم عن زرافة حكيمة أصبحت ملكة للغابة بعد موت الأسد، واستطاعت بحكمتها أن تتخلّص من الحيوانات التي تقوم بالأفعال الشريرة، وقامت بحماية الحيوانات جميعها، والعبرة من القصة هي: الحكمة هي ملخص الماضي والجمال هو وعد المستقبل.
الزرافة ملكة الغابة:
كان هنالك حيوانات تعيش كلها سويّاً في الغابة، ومن بين هذه الحيوانات هو الأسد ملك الغابة، كان يتصّف بالحكمة والعدل بين كل الحيوانات، في يوم من الأيام شعر هذا الأسد بالتعب والمرض؛ فلم يعد قادراً على فعل أي شيء، وكان لا يزوره من الحيوانات إلّا الزرافة.
كانت هذه الزرافة تقوم بخدمته والاعتناء به وإطاعة كل أوامره، وكان الأسد معجباً بهذه الزرافة ويشعر بأن لديها الحكمة السديدة، وفي يوم من الأيام قال الأسد للزرافة: يا أيتها الزرافة أنا أشعر بأن الشيخوخة قد أتتني بوقت مبكّر وأشعر بالعجز والكسل وأنا أريدكِ أن تكوني ملكة الغابة بدلاً مني، فردت عليه: لا تقلق أيها الأسد فأنت ستبقى عظيم الشأن لأن من صفاتك الشجاعة.
أعجب الأسد بكلامها وقال: أنا أتمنّى منكِ أيتها الزرافة أن تبقِي بجانبي دائماً؛ لأن كلامكِ جميل، فوعدته هي أن تبقى دائماً بجانبه، بعد ذلك قرّر الأسد أن يخبر كل الحيوانات بمرضه وقال لهم: أيتها الحيوانات لو كان لدي شبل فسوف يكون الملك من بعدي ولكن سوف تكون الزرافة هي ملكة الغابة من بعدي وأنت أيها الدب ستكون المستشار الحكيم لها، فوافقت جميع الحيوانات على ذلك.
بعد عدّة أيام مات هذا الأسد وأصبحت الزرافة هي ملكة الغابة؛ فجاء إليها رجل في يوم يشكو لها الثعلب وقال: يا أيتها الملكة لقد قام الثعلب بسرقة الدجاج وأكله من مزرعتي هل ترضين بذلك! فأرادت أن تتأكّد من كلام هذا الرجل؛ وأرسلت من يراقب الثعلب ويترصّد له.
ذهب القرد لمنزل الثعلب ليراقبه فوجد عنده الريش والعظم، وعندما ذهب للدب مستشار الزرافة وأخبره بما شاهد قال له الدب غاضباً: هذا أكبر دليل على صدق كلام الرجل وسرقة الثعلب، نادى الدب على الثعلب وأخبره أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي يسرق من مزرعة هذا الرجل، وهدّده إن كرّر فعلته فسوف يقوم بطرده من الغابة.
ذهب الثعلب غاضباً وأراد أن يدبّر حيلة لكي ينتقم من الدب، وكان من عادة هذا الدب أن يستلقي تحت الأشجار وينام، فراقبه الثعلب وانتظر أن يذهب للزرافة ملكة الغابة، وعندما ذهب جاء الثعلب وبدأ يحفر حفرة تحت الشجرة التي يجلس الدب تحت ظلّها، وبينما كان يحفر الحفرة مر به الذئب، فطلب منه الثعلب أن يساعده ولكن الذئب تركه ومشى.
وعندما أكمل الثعلب الحفرة قام بتغطيتها بالأغصان، ولما جاء الدب وكان الثعلب يراقبه من خلف الأشجار وقع بها، بدأ يستنجد فتم إخراجه منها بصعوبة بمساعدة الحيوانات، ولما خرج الدب جاء له الذئب وأخبره بما حدث وقال له: لقد شاهدت الثعلب وهو يحفر الحفرة، فقام الدب باستدعاء الثعلب ولكنّه لم يأتي؛ فأصدرت الزرافة أمراً بطرده من الغابة. وبهذا استطاعت الزرافة أن تكون ملكة الغابة العادلة بعد موت الأسد، واستطاعت الحفاظ على الحيوانات في الغابة.