قصة الزوج الطيب

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الأشخاص الذين يتصّفون بالذكاء وحسن التصرّف، ولكن أحياناً يخونهم هذا الذكاء بسبب بعض الظروف القوية، هذا ما حدث مع الزوجة الذكية التي وقعت بحب زوج غريب الطباع وتزوّجته، وعندما ذهبت لزيارة الأهل هي وزوجها، قامت بفعل حيلة كي تنقذ زوجها من الحرج بعدم الرد اللائق، ولكن ذكائها لم يسعفها في تلك المرّة، ممّا جعلها تشعر بالندم لذلك، وأدركت أن الطباع أمر لا يمكن إخفائه لوقت طويل.

قصة الزوج الطيب

في إحدى القرى المجاورة كان هنالك شاب لديه طباع مختلفة وغريبة بعض الشيء، وفي نفس القرية تسكن فتاة جميلة بالإضافة إلى أنّها تعرف بالذكاء، كانت تلك المرأة تلاحظ كثيراً غرابة أفعال هذا الشاب ولكنّها في نفس الوقت كانت تشعر بمشاعر جميلة تجاهه، وكان هو أيضاً عندما يراها يظهر لها إعجابه وحبّه، قرّر أن يتزوّج من تلك الفتاة لأنّه كان يرغب بها.

على الرغم من أن أهل تلك الفتاة وأهل القرية نصحوها بعدم الموافقة على هذا الزواج؛ وهذا لأن الشاب لديه طباع غريبة، إلّا أنّها كانت تحبّه كثيراً، وكانت تعلم بأنّ ذكائها سيساعدها على تخطّي أي عائق يواجهها، تزوّجت الفتاة من هذا الشاب، وبعد فترة قصيرة من الزواج كان قد حان موعد زيارة الأهل، وكان لدى أهل القرية عادة منتشرة وهي اجتماع أقارب الزوجة كنوع من إكرام الزوج تقديراً لزوجته.

لهذا السبب كانت الزوجة تشعر بالقلق تجاه هذا الأمر؛ فهي تعلم بأن طباع زوجها وتصرّفاته غريبة جدّاً، وكانت خائفة من أن يتعرّض لأي سؤال من أقاربها فيتلعثم بالكلام أو يرد بكلام مخجل، قرّرت الزوجة أن تجد حل لهذا القلق، فنادت على زوجها وقالت له: أريد أن أخبرك بأمر ما، قال لها الزوج: وما هو؟ قالت له: غداً ستتم زيارة الأقارب وسيجتمع الأخوال والأعمام معاً، وسيبدؤون بتجاذب اطراف الحديث، إن سألك أحدهم شيئاً فلا تردّ بطريقة لائقة، وسأكون جالسة أمامك وسأعطيك الإشارة بماذا تقول.

قال لها الزوج: ولكن كيف يكون ذلك؟ قالت له: لا تقلق أنا لدي حيلة، سأقوم بربط خيط بين يدك ويدي، عندما أقوم بشدّ خيط الإبهام قل: مفهوم، وإن أنا قمت بشد الإصبع الأوسط قل كلمة: مضبوط، أمّا إن أنا قمت بشد إصبع الخنصر الصغير فقل: تماماً تماماً، وافق الزوج على ذلك لأنّه يحب زوجته كثيراً، ويعلم بمدى ذكائها ولمّاحيتها.

وعندما خرج الزوج وزوجته سويةً إلى منزل الأهل وكان يحمل معه خيط، جلس في غرفة الأعمام والأخوال وقام بتمرير هذا الخيط بين أصابعه كما أخبرته زوجته، أمّا الزوجة فقامت بإخراج هذا الخيط من ثقوب الباب وجلست بشكل القرفصاء مقابل الباب، وانتظرت لتستمع إلى حديث الأقارب مع زوجها الطيب.

بدأت الأحاديث تدور بين الزوج والأقارب وكانت الزوجة تستمع إلى الحديث، وكلّما احتاج الأمر تقوم بشد الإبهام إذا احتاج الزوج لقول كلمة مفهوم، أو شد الإصبع الأوسط لقول كلمة مضبوط أو شد الخنصر الصغير لقول كلمة تماماً، كانت الأمور تسير على ما يرام، وأبدى الأقارب إعجابهم بحديث الزوج ولباقته في الحديث.

كانت الأمور على ما يرام حتّى اضطرّت الزوجة للذهاب إلى دورة المياه، وعندما ذهبت قامت بربط طرف الخيط بالقش الموجود بجانب الباب، وكان يوجد في المنزل جرو صغير، ظلّت الخيوط ثابتة لا تتحرّك والزوج لا يعلم بأن زوجته ذهبت لدورة المياه، اقترب الجرو من هذه الخيوط وبدأ بقضمها؛ فصارت تتحرّك جميعها مرّةً واحدة، في ذلك الوقت ظنّ الزوج أن الزوجة تريده قول الثلاث كلمات معاً.

فجأةً قال الزوج: مفهوم، مفهوم، مضبوط، تماماً تماماً، قالها الزوج بسرعة فنظر له الجميع بغرابة، ولكن الأمر المحرج هو أن الجرو الصغير ظلّ يحرّك بهذه الخيوط، وظلّ الزوج يكرّر قول تلك الكلمات: مفهوم، مضبوط، تماماً تماماً، في ذلك الوقت شعر الجميع بأنّ هنالك أمر غريب، وأن الزوج ينطق تلك الكلمات امتثالاً لأوامر شخص ما، وعندما قام الأب لينظر في الأمر اكتشف أمر الخيط.

في ذلك الوقت شعر الزوج بالحرج الشديد لذلك، وعندما عادت زوجته شعرت بالندم لفعلتها هذه، واعتذرت عن فعلتها هذه، وشعرت بالندم لأنّها لم تستخدم ذكائها في هذه المرّة بالشكل الصحيح، ولكن زوجها المحب سامحها وقرّر أن يحاول بتغيير طباعه الغريبة؛ حتّى لا يعرّض نفسه أو زوجته لأي إحراج


شارك المقالة: