من أحد قوانين الحياة العادلة هو أن ينال الشخص جزاء عمله، سنحكي في قصة اليوم عن عنكبوت قام بخداع سنجاب وسرق حصاده، ولكن السنجاب المسكين لم يستطع الدفاع عن نفسه، فجاء غراب كبير وسرق من العنكبوت ما سرقه من مزرعة هذا السنجاب، وبهذا نال العنكبوت جزاء عمله.
قصة السنجاب والعنكبوت:
كان هنالك سنجاب صغير يعيش في مزرعة، وكان قد اعتاد أن يذهب إلى المزرعة من خلال تسلّق الأشجار؛ فهو يستطيع تسلّقها بسهولة، ولكن في مرّة من المرّات قرّر أن يقوم بحراثة مزرعة جميلة لنفسه؛ كي لا يبذل جهداً كبيراً للوصول إلى المزرعة.
وفي موسم الحصاد خرج عنكبوت من منزله، وكان يمشي بين الحقول حتّى وصل إلى منطقة مجاورة لمزرعة السنجاب؛ فأعجبه منظر المزرعة الصغيرة، وحاول أن يجد أي طريق يؤدّي لها ولكنّه لم يجد، وقرّر أن يخبر عائلته بما رأى عندما يعود.
عندما علمت العناكب بوجود هذه المزرعة قرّروا الذهاب إليها، بدأوا العمل في شق طريق لهذه المزرعة، وقام واحد من هذه العناكب وكان يتصّف بشدّة ذكائه بإلقاء قطع صغيرة من الفخار لكي تظن العناكب أنّ الأطفال هم من فعلوا ذلك، ولكنّه كان يريد تمييز الطريق لهذه المزرعة من خلال هذه العلامات.
دخل هذا العنكبوت المزرعة هو وعائلته، وبدأوا بقطف نبات الذرة الناضج، بعد مدّة من الوقت لاحظ هذا السنجاب أن هنالك أحد ما يسرق مزرعته؛ فقرّر أن يحاول معرفة السارق وجلس يراقب المكان، استطاع مشاهدة هذا العنكبوت وهو يدخل إلى مزرعته، فأسرع إليه وسأله: أيها العنكبوت بأي حق تقطف حصاد مزرعتي؟ رد عليه العنكبوت بنفس السؤال وقال له: هذه مزرعتي وليست لك.
غضب السنجاب منه وقال له: هذه مزرعتي وأنا من قمت بزراعة البذور لكي تنضج؛ فرد عليه العنكبوت: وما هو دليلك على امتلاكك هذه المزرعة وأين الطريق الذي يؤدّي لها؟ رد عليه السنجاب: أنا لا أحتاج طريقاً فأنا أستطيع آتي إلى هنا عبر تسلّق الأشجار، لم يهتم هذا العنكبوت لكلام السنجاب، وضحك بسخرية وواصل عمله وكأنّه يمتلك المزرعة.
قرّر السنجاب اللجوء للقضاء لكي يثبت أن هذه المزرعة له، ولكنّه تفاجأ بالحكم الذي سمع وهو بأن لا أحد يستطيع امتلاك مزرعة دون وجود طريق يؤدّي لها، ولذلك أصبحت ملكية المزرعة للعنكبوت، فرح كثيراً وواصل بحصاد الذرة ووضعها في أكياس كبيرة وذهب لبيعها في السوق.
وحينما كان هذا العنكبوت يسير هو وعائلته باتجّاه السوق إذ هبّت عاصفة قوية، فقرّر العنكبوت وضع الأحمال جانباً والبحث عن أي مكان للاحتماء به من العاصفة، وعندما ذهبت العاصفة عادوا للأحمال لأخذها، وتفاجئوا بوجود غراب كبير ولونه أسود يقف فوق هذه الأحمال ويحميها من الأمطار.
اقترب العنكبوت من الغراب وظن أنّه يقدّم له المساعدة؛ فشكره وقال له: أشكرك أيّها الغراب حفاظك على حصادي، رد عليه الغراب: وبأي حق تقول أنّه لك، هل يضع أحد حصاده على جانب الطريق هكذا؟ هذا لي وليس لك، أخذ الغراب حصاد الذرة وطار بعيداً، وعاد العنكبوت هو وعائلته خالي اليدين، ونال بذلك جزاء فعلته.