قصة السيدة الخياطة

اقرأ في هذا المقال


من الأمور المهمّة في حياة الأمّهات هي قدرتهن على إدارة شؤون المنزل؛ فدائماً ما يكون لدى الأم الكثير من المهام التي يجب عليها أن تنجزها، سنحكي في قصة اليوم عن سيدة كانت تعمل بالخياطة، ولكنها كانت لا تملك هذه المهارة حتى أرسلت لها العناكب في منزلها فتاة قامت بتعليمها كيفية إدارة شؤون منزلها.

قصة السيدة الخياطة

كان هنالك سيدة تعمل خياطة، كان لدى هذه الخياطة أولاد أشقياء ومزعجون؛ حيث كانت هي تقضي أغلب أوقاتها بالعمل والخياطة بينما كان أولادها أحدهم يقفز، والآخر يطلب منها أن تخيط له بنطاله، والثالث يقول لها: خيطي لي يا أمّي جواربي، حتّى شعرت هذه السيدة بالضجر من أولادها وقامت بتوبيخهم وأمرتهم بالنوم.

كانوا عندما يستيقظون في الصباح يذهبون فوراً إلى الجبل، ويتدحرجون من أعلاه أو من أعلى التلّة، وعندما يعودون للمنزل يقومون بسكب المياه في كل مكان، كانت هذه السيدة دائماً تشتكي وتتذمّر ممّا يحدث حولها، وكانت تتصف بعدم قدرتها على إدارة شؤون منزلها؛ حيث كان يسكن منزلها العناكب ولم يكن منزلها نظيف أبداً.

كانت العناكب في منزل هذه السيدة تسمعها دائماً وهي تشتكي من أولادها ومن عدم قدرتها على تحمّل أولادها الأشقياء وترتيب المنزل بنفس الآن؛ فقرّرت السيدة أن تنظّف منزلها أوّلاً وقالت في نفسها: سأقوم أوّلاً بإزالة العناكب من بيتي، قال أحد العناكب: هذه السيدة لا تعلم أنّنا سنرسل لها فتاة لكي تساعدها وهي اللؤلؤة النساجة.

وفجأةً بينما كانت هذه السيدة تنظّف المنزل إذ ظهرت أمامها فتاة تجلس على الكرسي وتحمل بيديها كرةً من الصوف بحجم حبة اليقطين، كانت تحيك جوارب وقامت بإكمال جوز من الجوارب في وقت قصير؛ تفاجأت السيدة الخياطة من سرعة هذه الفتاة وقالت لها: أنتِ سريعة جدّاً، فقالت لها الفتاة: حسناً غداً سوف أكمل اثنا عشر من الجوارب لأولادك، ولكن عليهم أن يناموا مبكّراً.

ذهب الأولاد للنوم وفي الصباح وجدوا اثنا عشر من الجوارب على سريرهم من الصوف السميك، فرحوا بها كثيراً وقاموا بلبسها، وعندما عادوا من المدرسة كانت أمهم قد أعدّت لهم طعام الغداء، فقالت لهم الفتاة: إن أردتم أن أصنع لكم اثنا عشر بلوزة يجب عليكم الإسراع والأكل، فأسرعوا إلى أمهم وتناولوا طعام الغداء.

بعد الغداء وعدتهم بقطعة أخرى من الملابس وطلبت منهم الإسراع لإحضار الصوف من الخارج، فذهبوا جميعاً وقاموا بجمع الصوف من الخراف الذي كان يتساقط منها كالثلج، وقاموا بغسله وتجفيفه، وعندما جاء الوقت لكي يعملوا منه الخيوط لم يتعاركوا كعادتهم بل كان كل منهم منهمك في عمله، وقالوا جميعاً: نحن أولاد نشيطين ومنتجون.

عندما رأت السيدة ذلك تردّدت في إزالة العناكب من منزلها خوفاً من أن تغضب منها العناكب التي أرسلت لها هذه الفتاة، وفي يوم من الأيام جاءت الفتاة إلى السيدة وعلّمتها على مسك الصنارة وقالت لها: ما رأيكِ أن تمسكي بهاتين الصنارتين، إنهمّا سهلتي الحياكة، وعندما أمسكت السيدة الخياطة الصنارتين وفجأةً اختفت اللؤلؤة النساجة، وكانت قد أعطت هذه السيدة درساً في كيفية إدارة شؤونها. نظرت العناكب للسيدة الخياطة وضحكت لحالها ولكن السيدة كانت منهمكة في العمل فلم تلقِ أي انتباه لهذه العناكب.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: