قصة السيدة العجوز والدواء

اقرأ في هذا المقال


تواجه الكثير من الأمهّات الأبناء العاقّين والذين يعاملون والديهم بالسوء، ولكن يجب على الطفل أن يتعلّم بر الوالدين منذ صغره ويدرك أهميّته، وسنحكي في قصة اليوم عن امرأة عجوز كانت تعامل ابنها بكل حنان ولكن قابلها ابنها بالسوء، ولشدّة حنانها أرسل لها الله من يعوضّها عن كل ما عانت منه، والعبرة من القصة هي: العيش ماض فأكرم والديك به، والأم أولى بإكرام وإحسان.

السيدة العجوز والدواء:

كان هنالك ولد اسمه محمود يسير في الشارع، وبينما كان يتجوّل بجانب المحلّات وجد امرأة كبيرة في السن تبيع الخضروات على الأرض، وكانت تتحدّث مع امرأة أخرى وتشتكي حالها وتقول: ليلة الأمس كنت أتعارك مع ابني وقام بدفعي على الأرض بقوّة وأنا أشعر بالألم، فسألتها جارتها عن السبب.

ردت العجوز: لقد كنت أملك بعض المال وأريد شراء الدواء، ولكن ابني كان يريد أن يأخذه مني فردّت عليها الجارة: ولماذا يفعل ابنك هذا وأنتِ امرأة تقومين بالعمل المتعب في المنزل وخارجه من أجل توفير الطعام لأولادك؟ لماذا يفعل بنا الأبناء هذا عندما نكبر؟!

لم يستطع محمود تحمّل ما سمع، كانت المرأة العجوز تشتكي من شدّة الآلام التي تشعر بها في جسمها، اقترب منها وأراد شراء بعض الخضار، وعندما نظرت له كانت تبتسم وقالت تفضل يا بني، كان محمود يشعر بالحزن وهو ينظر للعجوز وهي تبتسم بالرغم من معاناتها من شدّة الألم في جسدها.

عندما أراد محمود أن يدفع لها ثمن الخضار فأعطاها أكثر من حقّه، ولكن هي التي تبتسم بحنان لمن حولها على الرغم من ألمها رفضت أن تأخذ أكثر من ثمنه، فأخبرها أنّه سمع كلامها بشأن الدواء وطلب منها أن تقبل منه المال؛ فهو يعتبرها مثل أمّه.

شعرت العجوز بالخجل وابتسمت للولد الطيب وقالت له: ولكنّني يا بني أنا لا أعرف اسم الدواء ولكن أخبروني أن لونه أخضر ويعالج آلام الظهر والمفاصل، وأنا أتألّم من أقدامي ولا أستطيع التحرّك، فأومأ هو برأسه وأخبرها أنّه سيتصّرف بالأمر ويحضر لها الدواء على الفور؛ فذهب مسرعاً إلى الصيدلية وأخبر الصيدلي أنه يريد العلاج الأخضر الذي يعالج آلام المفاصل، فتعجّب الصيدلي وقال له: ولكن كيف تريد شراء دواء وأنت لا تعرف اسمه، فأخبره محمود بقصة العجوز التي لا تعرف اسم الدواء.

نظر له الطبيب وحزن لقصة العجوز وقال له: لقد عرفت الدواء الذي تريده، وأنا لا أريد منك ثمنه وسأعطيك بطاقة أرجو منك أن ترسلها لهذه المرأة المسكينة، وهي بطاقة مكتوب عليها (يصرف الدواء لحامل هذه البطاقة)، فرح محمود كثيراً لهذا الصيدلي الطيب وفرح للعجوز إذ أصبح بإمكانها أن تشتري الدواء متى شاءت من دون أن تدفع ثمنه، وعندما عاد محمود وأخبرها بما حدث كادت أن تبكي من شدّة الفرح، وشعرت أن الله عوضها عن ابنها الذي يعاملها بالسوء وعن كل آلامها، وهذا هو جزاء أصحاب القلوب الطيبة والنظيفة.


شارك المقالة: