قصة الشحاذ والراهب

اقرأ في هذا المقال


من أجمل المشاعر هو حب مساعدة الآخرين والإيثار، سنحكي في قصة اليوم عن رجل فقير الحال قرّر أن يساعد الآخرين وفضّلهم على نفسه، ونال بطيبة قلبه المال والقوة وتزوّج من فتاة جميلة كذلك.

الشحاذ والراهب:

كان هنالك شحاذ يقوم بالذهاب للسوق كل يوم ويقوم بجمع ما يستطيع من المال والطعام، وعندما يأتي آخر النهار يذهب للكوخ الذي يسكنه ويقوم بجمع وعد ما جمعه؛ ولكنّه في كل يوم يكتشف أن هنالك ما ينقص من طعامه، وعندما يبدأ بعد الأشياء يجدها ثمانية فقط، حاول في مرة أن ينتظر في كوخه ليرى من يأخذ من طعامه فوجد أنّ هنالك فأر يأكل من طعامه، وعندما سأله: لماذا تأكل من طعامي أيها الفأر، رد عليه: لا يمكن لك أن تحصل على أكثر من ثمانية أشياء صدقني هذا هو قدرك.

تعجّب الشحاذ من مقولة الفأر وسأله: لماذا تقول هذا الكلام؟ رد عليه: أنا لا أعرف ولكن يمكنك أن تسأل الراهب عن السبب، قرّر الشحاذ أن يذهب في رحلة للبحث عن الراهب ليسأله، فبدأ برحلته وأخذ معه القليل من الطعام، وأثناء رحلته الطويلة نفذ ما معه من طعام؛ فقرّر أن يجد منزلاً للراحة، فذهب أن يذهب لأحد المنازل وطرق الباب فسأله صاحب المنزل: من أنت، قال له: أنا أتيت لبعض الراحة.

سمح له صاحب المنزل بالدخول؛ فجلس مع أصحاب هذا المنزل وسأله الرجل: لماذا أتيت إلى هنا؟ فرد عليه: لقد أتيت بحثاً عن الراهب، سمعت زوجة صاحب المنزل بهذا الكلام فقالت له: هل يمكن لك أن تسأل هذا الراهب سؤالاً آخر؟ فرد عليها: حسناً سأفعل.

قالت له الزوجة: أريد منك أن تسأل الراهب عن ابنة لي كبرت لا تتكلّم حتّى الآن، ونحن لا نعرف السبب فما هو السبيل لجعلها تتحدّث؟ انطلق الشحاذ برحلته بعد أن حصل على الراحة، ولكنّه واجه في طريقه طريقاً وعراً ومليء بالمرتفعات وسلاسل الجبال؛ فوقف وبدأ يفكّر ماذا سيفعل لكي يجتاز هذه المرتفعات.

وعند وقوفه مر به ساحر فقال له: ما بك أيّها الرجل تقف في هذا المكان الموحش؟ فرد عليه: أنا أريد ان أذهب للراهب لكي أساله سؤالاً، فقال له الساحر: حسناً سأساعدك على المرور من هذا المكان وأحملك على العصا السحرية ولكن أريد منك أن تسأله سؤالاً، قال له الشحاذ: وما هو السؤال؟ قال له: أنا أحاول أن أطير وأصل للسماء منذ سنوات ولكنّني لم أستطع ذلك، فمضى الشحاذ وشكر الساحر على مساعدته.

وصل الشحاذ إلى نهر يبدو أنّه نهر عميق، فوقف ينظر إليه ويفكّر وقال في نفسه: كيف سأعبر هذا النهر وأنا لا أملك قارباً ولا أجيد السباحة؟ وفجأة ظهرت له سلحفاة كبيرة الحجم فسألته: ما بك لماذا تقف هنا؟ قال لها: أنا أريد عبور هذا النهر لكي أرى الراهب لأنّني أريد أن أسأله سؤالاً، فقالت له السلحفاة: حسناً سوف أحملك على ظهري وأساعدك على عبور النهر، ولكن هل يمكنك أن تسأل الراهب سؤالاً، رد عليها: وما هو السؤال؟ قالت: أنا أحاول منذ خمسة آلاف سنة أن أصبح تنين كبير ولكنّني لم أستطع ذلك فما هو السبب.

وصل الشحاذ إلى شاطئ البحر وشكر السلحفاة على مساعدتها، ومضى وأكمل طريقه حتى وصل للراهب، وعندما دخل عليه سأله عن سبب قدومه فقال له: أنا جئتك من مكان بعيد وأريد أن أسألك بضعة أسئلة، قال له الراهب: يمكنك أن تسألني ثلاثة أسئلة وأجيبك عليها فقط، فكّر الشحاذ فهو لديه أربعة أسئلة؛ فقرّر أن سأله أسئلة أصدقائه لأنّه يملك ولو القليل من الطعام على الأقل.

طرح عليه الشحاذ الأسئلة فقال له الراهب: أمّا السلحفاة فيجب عليها أن تنزع صدفتها لكي تصبح تنيناً، وأمّا الساحر فسبب عدم قدرته للوصول إلى السماء فهي عصاه؛ فهي تثبتّه على الأرض وحتى يصل للسماء يجب عليه أن يتركها، والفتاة التي لا تتكلّم سوف تصبح قادرة على التكلّم عندما ترى زوجها المستقبلي.

عاد الشحاذ وعندما قابل السلحفاة أخبرها بما قاله له الراهب؛ فنزعت الصدفة وتحولّت إلى تنين على الفور، وأعطت الصدفة للشحاذ وكانت مليئة بالجواهر، أمّا الساحر فأعطاه عصاه السحرية وطار إلى السماء، وأصبح الشحاذ يمتلك القوة والمال ونال ذلك بطيبة قلبه ولأنّه آثر أصدقائه على نفسه، وعندما وصل لمنزل الرجل خرجت عليه الابنة ولمّا رأته قالت: من هذا الرجل؟ عندما رأت الأم ذلك فرحت كثيراً وأدركت أن هذا هو زوجها المستقبلي؛ فتزوجت منه وعاشا في سعادة غامرة، نال هذا الشحاذ على كل شيء لأنّه ساعد الآخرين.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات اطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: