قصة الضفدع والجندب المزعج

اقرأ في هذا المقال


يجب أن نعلّم أطفالنا أنّ احترام خصوصيات الغير وعدم إزعاجهم من الأمور الأساسية في الحياة، سنحكي في قصة اليوم عن جندب كان يحب العزف والغناء، ولكنّه لم يكن يكترث للآخرين، فحاول الضفدع التهامه وعلم هو بذلك؛ فقرّر أن يتوقّف عن إزعاج غيره.

قصة الضفدع والجندب المزعج:

كان هنالك جندب يعيش في الغابة، كان هذا الجندب يحب العزف والغناء كثيراً، وكان قد اعتاد أن يجلس فوق أحد غصون الأشجار ويستمّر بالعزف والغناء، كانت الحيوانات تستمع بغنائه في بادئ الأمر، ولكن الأمر تحوّل فجأةً إلى أمر مزعج.

وفي أحد الأيام جلس هذا الجندب فوق غصن الشجرة وبدأ بالعزف كعادته، واستمر بذلك لفترة طويلة، وكان كلمّا عزف يعلو صوته أكثر فأكثر، بدأت الحيوانات بالغابة تشعر بالانزعاج منه وتطلب من التوقّف عن الغناء، ولكن دون جدوى؛ حيث استمرّ هذا الجندب بالعزف دون الاكتراث لأحد.

كان من بين تلك الحيوانات التي شعرت بالانزعاج من غناء هذا الجندب هو الضفدع؛ فقرّر أن يجلس فوق أحد الأوراق والزنابق الموجودة على سطح الماء ويراقب هذا الجندب؛ لعلّه يلتهمه ويساعد الحيوانات في الغابة في التخلّص من إزعاجه.

بدأ بالالتفات يميناً وشمالاً بحثاً عنه، فهو يريد أن يجعله وجبته اللذيذة في ذلك اليوم، تتبّع الصوت واستطاع إيجاد الجندب، واقترب كي يحاول أن يلتهمه؛ ولكن لسوء الحظ  كان هذا الجندب يجلس فوق شجرة عالية، والضفدع لا يستطيع التسلّق أبداً.

فكّر الضفدع في حيلة لكي يجعل الجندب قريباً منه، فخطر بذهنه فكرة رائعة وبدأ ينادي على الجندب بصوت عالي، ولمّا رد عليه الجندب قال له: يا أيها الجندب أنت تعزف بمهارة عالية جدّاً وصوتك أجمل وأنا أريد حقّاً الاستمتاع بهذا الصوت الشجي، أرجوك اقترب واجلس في مكان قريب كي أستطيع سماعك جيداً.

لم تمر هذه الحيلة على الجندب بسهولة؛ فهو على علم  الضفادع تعشق التهام الحشرات، ففكّر بخدعة لكي يتأكّد من صدق هذا الضفدع المعجب بغنائه، فأومأ الجندب برأسه كعلامة على موافقته، وبدلاً من أن ينزل هو قام بإسقاط ورقة، سرعان ما فتح الضفدع فمه لالتهامها.

التهم الضفدع الورقة ونظر له الجندب وقال: يا لك من ضفدع ماكر كنت تريد أكلي؛ وبذلك نجا الجندب من قبضة الضفدع، ولكن بنفس الوقت تعلّم درساً وهو عدم إزعاج الآخرين واحترام خصوصياتهم.


شارك المقالة: