من أكثر ما يساعد الأشخاص على النجاح على إنجاز المهمّات الكبيرة هو التعاون، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من الزملاء كانوا يريدون عمل طائرة ورقية كبيرة، ولكن عندما بدأ بينهم الشجار والشعور بالأنانية، قاموا بتحطيم الطائرة وإفسادها وشعر الجميع بالندم لعدم تعاونهم مع بعضهم البعض.
قصة الطائرة الورقية:
في يوم من الأيام العاصفة شديدة الرياح، كانت أفرع أشجار السرو ترتطم ببعضها البعض، والملابس المنشورة ترقص وتتحرّك باتجاه الرياح، كان بدر وزملائه في المدرسة، وعند نهاية الدوام نظر من زجاج النافذة، وعندما رأى الجو هكذا نادى زملائه وقال: هيا يا أولاد هذا هو الوقت المناسب لعمل طائرة ورقية.
كانت المرشدة المدرسية تقف وتستمع للطلّاب وقالت لهم: من يستطيع غداً أن يحضر لنا طائرة كبيرة؟ قالت سالي: أنا سوف أقوم بعمل طائرة ورقية كبيرة وأحضرها غداً، وقال ماجد: أنا سأعمل مع جيراني أكبر طائرة ونحضرها غداً، قالت المرشدة حسناً سوف ننتظر ليوم غد وإن استمر الجو هكذا، سنذهب إلى النادي ونقوم باللعب بالطائرات الورقية.
قرّر الأولاد جميعهم أن يقوموا بصنع طائرة ورقية كبيرة، ذهب بدر وبدأ بجمع القصب، وماجد قام بقص الورق المثلث، أمّا سالي وسعاد فقاما بالإمساك جيداً بالقصب، وبقية الأولاد قاموا بإحضار ورق صغير ملوّن من أجل عمل ذيل للطيارة، وقام بدر بإحضار الخيط لربطها جيداً بقطعة خشبية، حتّى تمكّن الجميع بعد جهد كبير بعمل طائرة ورقية كبيرة.
شعر الجميع بالسعادة لبنائهم هذه الطائرة الكبيرة، ناموا الأولاد وهم يحلمون بهذه الطائرة وهي تحلّق في السماء، وفي اليوم التالي اجتمع بدر وزملائه متجهين إلى النادي، أمسك بدر بالطائرة، أمّا ماجد وسعاد وسالي أمسكوا بذيلها، وكانوا في حماس كبير لجعلها تطير في السماء.
لكن بينما كانوا يمشون إذ بدأ ماجد يتشاجر مع بدر وباقي زملائه، وكان الشجار على كيفية إمساكهم بها؛ فأحدهم قال أنا سأمسك بالطائرة، وقال الآخر أنا سأمسك بالذيل، تشاجر ماجد وبدر وجمع الزملاء؛ فوقعت سالي وسعاد على الأرض وداست على الطائرة.
عندما وصلوا للنادي وكانت المرشدة بانتظارهم، وجدت الطائرة محطمّة؛ فغضبت وقامت بتوبيخهم على عدم تعاونهم، شعر الجميع بالندم لعدم تحقيقهم الحلم الذي كانوا ينتظرونه.