علينا أن نعلم أنّ الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم والكفيفين هم أشخاص عاديين وعلينا فقط أن نعطيهم بعض الوقت لنسمح لهم المجال بالتعبير عن أنفسهم، هذا ما حدث مع راني الطفل الأصم الذي كان يعامله الجميع بشفقة، ولم يكونوا يعطونه المجال للتعبير عن نفسه، ولكن ساعده صديقه بفكرة رائعة جعلت الجميع من حوله يفهمونه ويتعاملون معه كباقي الأطفال.
قصة الطفل الأصم
في قرية ما يعيش طفل أصم لا يسمع، كان جميع أهل القرية يتعاطفون مع هذا الطفل ويعرفون بقصّته، وكان الجميع يعرفونه أينما ذهب، ولكن على الرغم من تعاطفهم معه إلّا أنّهم لم يكونوا يعطونه الفرصة في عمل أي شيء مثل بقية الأطفال؛ فهم يعلمون بأنّه أصم وربّما لن يستطيع اللعب معهم كما يريدون.
فعلى سبيل المثال ربّما إن لعب معهم كرة القدم فلن يستطيع أن يستمع صوت الكرة أو صفّارة الإنذار مثلاً، كانوا جميعاً يعتقدون بأنّ راني لا يصلح لأي نوع من الألعاب، وحتّى عندما يتواصلون ويتكلمّون معه وكأنّهم يحادثون طفلاً حديث الولادة، لم يكن راني سعيداً بتلك المعاملة، وكان له صديق مقرّب اسمه دانييل كان يغضب أيضاً من تلك المعاملة.
في يوم من الأيّام قرّر راني وصديقه المقرّب دانييل أن يغيّروا تلك المعاملة بفعل شيء ما، وبعد التفكير قرّر دانييل أن يطلب من أبيه عمدة البلد أن يخصّص يوماً في السنة للاحتفال بيوم الصمت، وأن يكون عبارة عن احتفال لا يسمع به أحد أي شيء، فرح الجميع بتلك الفكرة لأنّهم كانوا لا يعرفون كيف يتعاملون مع راني، هم فقط يرسمون على وجوههم الابتسامة له، أو يشعرونه بمشاعر الشفقة فقط.
جاء يوم الاحتفال ووضع الجميع سدادة بآذنهم، وفجأة بعد يوم كان مليئاً بأصوات الضحك والمزاح، انقلب وصار يوماً سيّئاً؛ حيث لا يسمع أحد أي شيء وساد الصمت بينهم، وبدأت معاناتهم التي كانوا لا يفهمون المغزى منها، ولكن راني في هذا اليوم يلعب تماماً كبقية الأطفال بكل خفة وسرور؛ فهم جميعهم مثله لا يسمعون شيئاً.
كان راني مبدعاً بلغة الإشارة بالتواصل من خلال لغة الإشارة ذلك اليوم على العكس من البقيّة، أدرك الجميع وقتها أن راني كان لا يحتاج إلّا لبعض الوقت ليجد من يفهمه، فكان هذا اليوم الذي خصّصه له زميله دانييل هو من أعظم الأيام التي تم بها اكتشاف الإبداع لدى صديقه راني، وصار راني بعد ذلك يلعب مع الجميع بكل سعاة وسرور لأنّهم تعلّموا كيف يتعاملون معه.