قصة العالم الساذج أو (The Gullible World) هي قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince) كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.
الشخصيات:
- العامل.
- زوجة العامل.
- سيدة القلعة.
- الرجل النبيل.
قصة العالم الساذج:
كان هناك مرة عامل مزرعة فقير جدًا لدرجة أن كل ما يملكه في العالم كان دجاجة، ثمّ قال لزوجته أن تأخذ هذه الدجاجة إلى السوق وتبيعها، أرادت المرأة أن تعرف كم تطلب ثمناً لها، قال الزوج: اسألي بقدر ما سيدفعون بالطبع، فأخذت المرأة الدجاجة من رجليها وانطلقت، وبالقرب من القرية التقت بمزارع، قال المزارع: يوم جيد يا سيدتي، إلى أين أنت ذاهب مع تلك الدجاجة؟
فقالت المرأة: سأقوم بالتسويق لبيع هذه الدجاجة بنفس القدر الذي سيدفعونه لي، قام المزارع بتوزين الدجاجة في يده وفكّر للحظة وقال: من الأفضل أن تبيعيها لي، سأدفع لك ثلاثة بنسات مقابل تلك الدجاجة، فقالت الزوجة: ثلاثة بنسات؟ هل أنت متأكد من أنّ هذا هو المبلغ الذي ستدفعه؟ قال المزارع: نعم، ثلاثة بنسات بقدر ما سأدفعه.
لذلك باعت زوجة العامل الدجاجة بثلاثة بنسات، وذهبت إلى القرية وهناك اشترت كيسًا ورقيًا صغيرًا جدًا به أحد البنسات واشترت قطعة من القماش مع بنس آخر، ووضعت البنس الثالث في الكيس وربطت الكيس بالشريط، ووضعت الشريط على عصا ووضعت العصا على كتفها، وبعد ذلك شعرت أنها قد أنجزت يومًا جيدًا من العمل، ثمّ عادت إلى المنزل لزوجها.
عندما سمع العامل كيف تصرفت زوجته بغباء، انتابه غضب شديد وهددها في البداية بضربها بشدة، وصرخ بغضب: هل كانت هناك مثل هذه المرأة الحمقاء في العالم؟ في تلك الأثناء كانت المرأة المسكينة تبكي وتقول: لا أفهم لماذا تجد الكثير من العيوب في شخصي، أنا متأكد من أنني لست الشخص الساذج الوحيد في العالم.
قال العامل: حسنًا، لا أعرف ربما يوجد أشخاص في العالم ساذجين مثلك، وسأقول لك ما سأفعله: سأخرج وأرى ما إذا كان بإمكاني العثور على شخص ساذج أكثر منك، وإذا فعلت ذلك فلن ألومك بعد ذلك، لذلك خرج العامل إلى العالم ليرى ما إذا كان يمكنه العثور على أي شخص ساذج مثل زوجته، وسافر عدة أيام حتّى وصل إلى ريف مجهول، وهناك أتى إلى قلعة جميلة وعند نافذتها كانت سيدة القلعة تطل عليها.
قال العامل في نفسه: الآن بعد ذلك سيدتي، سنرى كم أنت ساذجة، ووقف في منتصف الطريق ونظر إلى السماء باهتمام، ثمّ مدّ ذراعيه كما لو كان يحاول الإمساك بشيء بدأ يقفز لأعلى ولأسفل، وعندما شاهدته سيدة القلعة لبضع لحظات ثمّ أرسلت أحد خدمها ليسأله عمّا يفعله، فأسرع الخادم واستجوبه وكانت هذه هي القصة التي صنعها الوغد الذكي حيث قال: أحاول العودة إلى الجنّة.
ثمّ قال: أنت ترى أنني أعيش هناك، كنت أتصارع هناك مع أحد رفاقي وأبعدني والآن لا يمكنني العثور على الحفرة التي وقعت فيها، فأسرع الخادم وعيناه تبرزان من رأسه عائداً إلى سيدته وكرر قصة العامل كلمة بكلمة، فأرسلت سيدة القلعة على الفور للعامل، وقالت له: أنت تقول أنك كنت في الجنّة؟ فقال العامل: نعم سيدتي، هذا هو المكان الذي أعيش فيه وسأعود مرة أخرى.
قالت السيدة: لدي ابن عزيز في الجنّة، هل تعرفه؟ فقال الرجل: بالطبع أنا أعرفه، في المرة الأخيرة التي رأيته فيها كان يجلس بعيدًا في زاوية المدخنة ويبدو حزينًا جدًا ووحيدًا، فقالت السيدة بحزن: ماذا؟ ابني جالس في الخلف في زاوية المدخنة، الولد المسكين لا بد أنه بحاجة للمال، يا رجلي الطيب هل تأخذ له منّي شيئا؟ أود أن أرسل له ثلاثمائة قطعة ذهبية ومجموعة ملابس قمصان رائعة.
وأطلب منك أن تخبره، ألا يشعر بالوحدة لأنّني سآتي إليه قريبًا، كان العامل مسرورًا بنجاح خطته وأخبر سيدة القلعة أنّه سيسعده أن يأخذ معه النقود والقمصان الجميلة وطلب منها إعطائها له على الفور لأنّه كان عليه العودة إلى الجنّة بدون تأخير، وأعطته المرأة الحمقاء القميص وعدّت النقود وأسرع العامل بعيداً عن القصر، وبمجرد أن غادر القلعة جلس على جانب الطريق، ووضع القميص الجميل في أرجل سرواله وأخفى القطع الذهبية في جيوبه.
ثمّ مدّ نفسه ليرتاح في الطريق وفي غضون ذلك عاد سيد القلعة إلى المنزل وأخبرته زوجته على الفور القصة كاملة وسألته عمّا إذا كان يعتقد أنّها محظوظة للعثور على رجل وافق على تسليم ابنهما في الجنة ثلاثمائة قطعة ذهبية وملابس وقمصان فاخرة، دُهش الرجل وقال بدهشة: ماذا، يا إلهي كم أنت مخلوقة ساذجة، من سمع عن رجل يسقط من السماء، وإذا سقط فكيف يمكنه الصعود مرة أخرى؟
لقد خدعك هذا المارق، أخبريني في أي طريق ذهب؟ ودون انتظار سماع رثاء السيدة المسكينة امتطى النبيل حصانه وركض في الاتجاه الذي سلكه العامل، وعندما رآه العامل الذي كان لا يزال مستريحًا على جانب الطريق قادمًا وخمن من هو، فقال لنفسه: الآن يا سيدي، سنحاول خداعك، وخلع قبعته ذات الحواف العريضة ووضعها على الأرض بجانبه فوق قطعة من الأرض.
قال النبيل: ياصديقي الطيب، أنا أبحث عن رجل يحمل صرة على كتفه، هل رأيته يمر بهذه الطريقة؟ حكّ العامل رأسه وتظاهر بالتفكير، قال: نعم يا سيدي يبدو لي أنّني رأيت رجلاً بحزمة، كان يركض هناك نحو الغابة وينظر إلى الوراء طوال الوقت، وكان غريباً على هذه الأجزاء، وأتذكر الآن أنني أفكر في نفسي أنّه بدا وكأنه واحد من هؤلاء المحتالين الذين أتوا من المدن الكبرى لخداع سكان الريف الصادقين.
ثمّ قال: نعم سيدي هذه هي الطريقة التي ذهب بها هناك، وقد بدا العامل وكأنّه رجل بسيط نزيه لدرجة أنّ الرجل النبيل أخبره على الفور كيف خدع الغريب زوجته، فقال العامل: أيها المارق، كيف يمكنك التفكير في خداع مثل هذه السيدة الجميلة أيضًا، سيدي أتمنى أن أتمكن من مساعدتك، كنت سآخذ حصانك وأطارده بنفسي إذا استطعت.
لكنّي لا أستطيع، أنا أحمل طائرًا ذا قيمة كبيرة لرجل يعيش في البلدة المجاورة، لديّ الطائر هنا تحت قبعتي ولا أجرؤ على تركه، اعتقد النبيل أنّه عندما رأى العامل المحتال فقد يتمكن من الإمساك به، فقال: يا رجلي الطيب، إذا جلست هنا وقمت بحراسة قبعتك، فهل ستكون على استعداد لركوب حصاني واتباع هذا الوغد؟ فقال الرجل: في الواقع سأفعل يا سيدي في غضون دقيقة، لأنّني لا أستطيع تحمل التفكير في تلك الخدعة التي خدع بها سيدة جميلة مثل زوجتك.
لكن يجب أن أتوسل إليك أن تكون حريصًا جدًا على هذا الطائر، لا تضع يدك تحت قبعتي وإلا سيهرب وبعد ذلك يجب أن أتحمل فقدانها، وعد النبيل أن يكون أكثر حرصًا على الطائر ونزل وسلّم لجامه إلى العامل الذي امتطى حصان النبيل وركض، ولم يرَ النبيل الرجل أو الحصان مرة أخرى، انتظر وانتظر، وأخيرًا عندما لم يعد قادرًا على الانتظار، قرر أنّه سيضطر إلى اصطحاب الطائر معه إلى المنزل وترك العامل يتبعه.
لذلك رفع حافة القبعة بحذر شديد، وأدخل يده تحتها وفجأة أمسك التراب الجاف، وذهب إلى منزله متألمًا بشدة واضطر إلى تحمل ابتسامات شعبه وهم يتهامسون فيما بينهم بأنّ سيدهم وسيدتهم قد تمّ الاحتيال عليهما، ونادى العامل وهو يقترب من كوخه على زوجته: لا بأس يا زوجتي، لن تحصلي على الضرب منّي مرة أخرى لقد وجدت أنّ العالم مليء بأناس أكثر سذاجة منك.