جزاء الإحسان هو الإحسان، هذا ما حدث مع زوجة الابن الأصغر والعجوز التي كان لديها ثلاثة من الأبناء عندما قامت بعمل اختبار لهم نجحت به زوجة الابن الأصغر، وكانت المكافئة أنّها حصلت على الحلي الذهبية منها.
قصة العجوز والماء
كان هنالك سيدّة عجوز ولديها ثلاثة من الأبناء، كانت تحبّهم وتعتني بهم جيّداً، عندما كبروا وتزوّجوا جميعهم؛ قرّر السيدة العجوز أن تذهب إليهم وتقوم بعمل اختبار لترى من من زوجات أبنائها الصالحة، عندما ذهبت وأرادت المبيت عند ابنها الأول سكبت كوباً من الماء على الفراش، وعندما استيقظت من النوم نادت على زوجة ابنها واعتذرت منها وقالت لها: لقد انسكب مني الوعاء دون قصد على الفراش عذراً يا ابنتي.
كانت ردّة فعل زوجة ابنها الكبير هي الغضب وقول الألفاظ السيئة لوالدة زوجها، وطلبت منها أن تقوم بتنظيف الفراش بنفسها، حاولت السيدة العجوز أن تكتم غضبها وقامت بتنظيف الفراش بنفسها، وعندما ذهبت إلى زوجة ابنها الأوسط قامت بفعل الشيء ذاته، وسكبت كوب الماء وتظاهرت بأنّها قد سكبته أثناء نومها من دون قصد على الفراش.
زوجة الابن الأوسط فعلت الشيء ذاته؛ حيث غضبت وصرخت وطلبت من والدة زوجها أن تقوم بغسل الفراش وتجفيفه بنفسها، حزنت السيدّة العجوز لذلك، وحاولت كتمان حزنها وقامت بتنظيف الفراش بنفسها، وغادرت منزل ابنها الأوسط، وقرّرت أن تذهب وتبين بمنزل ابنها الأصغر.
عندما نامت بمنزل ابنها الأصغر سكبت الماء أيضاً على الفراش، وعندما جات زوجة ابنها الأصغر قالت لها العجوز: أرجو أن تعذريني يا ابنتي فأنا سكبت الماء على الفراش دون أن أعلم، كانت ردّة فعل زوجة ابنها الأصغر مختلفة؛ حيث ابتسمت وقالت لها: لا عليك فهذا حال الكبار، ألم نكن نسكب الماء والعصير في الفراش عندما كنّا صغاراً، وأخذت الفراش ونظّفته بنفسها.
فرحت العجوز بتلك الزوجة الصالحة وقرّرت أن تكافئها، وفي اليوم التالي قامت باستدعاء أبنائها الثلاث وزوجاتهم، وأخبرتهم أنّها كانت قد سكبت الماء ولم تتبوّل في الفراش، لكي تختبر إحسانهم، وقامت بإعطاء زوجة الابن الأصغر الحلي الذهبية لأنّها كانت الزوجة الصالحة من بينهم، شعرت زوجة الابن الأكبر والأوسط بالندم لما فعلن مع تلك السيدة العجوز، وقالت العجوز: زوجة ابني الأصغر هي ابنتي التي سألجأ لها دائماً.