قصة العصفور المخدوع

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الأشخاص الذين ينخدعون بشخص ما من خلال مظهره الخارجي، فطيب القلب يظن أنّ الجميع مثله والعكس صحيح، سنحكي في قصة اليوم عن عصفور انخدع بدموع الصياد التي سالت بسبب الغبار، وظن أنّه قد توقف عن رمي السهام رحمةً منه، ولكنّه اكتشف أنّه كان مخدوعاً.

قصة العصفور المخدوع:

كان هنالك مجموعة من العصافير تعيش سعيدة في أعشاشها، وكان هنالك صياد اسمه حسن، كان حسن يأتي لمنطقة الأعشاش هذه لكي يصطاد ما يستطيع من عصافير، وفي يوم من الأيام كان الجو عاصف جداً وكانت الرياح شديدة، وكانت العصافير تجلس في أعشاشها تحرس صغارها.

ذهبت بعض العصافير في هذا الجو العاصف من أجل البحث عن طعام لأطفالها؛ فتركت أعشاشها، وكان الصياد حسن في هذه الأثناء يتجول بين الأشجار ومعه الرمح والسهام؛ من أجل اصطياد العصافير، وبينما كان يبحث عن عصفور ليصطاده، كان هنالك عصفوران يجلسان على أحد فروع الشجرة، ويتحدّثان عمّا حصل معهما من مغامرات أثناء بحثهما عن طعام لصغارهما.

حينما كان هذان العصفوران يتحدّثان؛ إذ سمعا صوت سهام هذا الصياد، وكانت تتطاير من كل جانب وفي كل مكان، فشعرا بالخوف وسرعان ما بدأ كل منهما بالطيران انتقالاً إلى مكان آخر بين الأشجار، من أجل الهرب من هذه السهام التي قد تصطادهم.

في هذه الأثناء كان أحد العصافير ينظر للصياد وهو يغمض عينيه من شدة الغبار الذي يقع في عينيه والدموع تسيل منه، وفجأةً توقّف هذا الصياد عن رمي سهامه عند وصل لهذين العصفورين، ظن العصفور أن هذا الصياد رحيم وعطوف وأنّه قد فعل ذلك عمداً؛ فنطر للعصفور الثاني وقال له: هل ترى هذا الصياد كيف توقّف عن رمي سهامه يبدو أنّه قد عطف علينا وتوقّف عن رمي السهام.

ولكن العصفور الثاني لم يقتنع بكلام العصفور الأوّل وقال له: بل هذا الصياد توقّف عن فعل لك بسبب الرياح فقط، انتظر حتى تهدأ الرياح وستجده يرمي السهام مرةً أخرى، انتظر العصفور وبالفعل عندما خفّت الرياح، عاد الصياد وبدأ برمي سهامه يميناً وشمالاً علّه يصطاد شيئاً؛ فقد كانت الرؤية ليست متضحة بعد.

عندها طار العصفوران بسرعة خوفاً من أن يصيبهما سهم ما، وقال العصفور الثاني للأول: ألم أقل لك أنت عصفور مخدوع، فقال له العصفور الأول: ولكنّني ظننته توقّف رحمةً بنا وأنّه لن يعود ويرمي السهام مرةً أخرى فلقد رأيت دموعه تسيل من عينيه، فرد عليه العصفور الثاني: لو لم يكن ينوي رمي السهام لما حملها بيديه يا صديقي، لا تنظر إلى عينيه بل انظر ماذا بين يديه.


شارك المقالة: