الطمع قل ما نفع، سنحكي في قصة اليوم عن عجوز جائع، كان هذا العجوز يعجز عن التقاط الثمار لوحده؛ فجاء عصفور وقرّر أن يساعده بالتقاطها، ولكن العجوز لم يكتفِ بذلك، بل قرّر أن يلتقطها بنفسه، وبسبب طمعه هذا خسر العصفور وخسر الثمار أيضاً.
قصة العصفور والعجوز
كان هنالك عجوز يجلس تحت الشجرة، كان هذا العجوز أعمى ولا يرى، وكان يشعر العجوز في ذلك اليوم بالجوع الشديد، فبدأ بالبكاء الشديد من شدّة الجوع، وبينما هو كذلك إذ سمعه العصفور الذي يقف فوق غصن الشجرة، وعندما سأله عن سبب بكائه وعلم السبب أشفق على حاله، وبدأ يحضر له من ثمار الشجرة.
أكل العجوز حتى شبع، وشكر العصفور على معروفه الكبير، وبعد مدّة من الزمن هبّت على الأشجار رياح قوية؛ فشعر العصفور بالبرد الشديد ولم يعد يحتمل، فكّر ماذا سيفعل وكيف سيحمي نفسه، فلم يجد سبيلاً إلى ذلك سوى أن يحتمي بكوخ العجوز الذي ساعده قبل مدّة، وعندما ذهب إليه وطلب منه أن يحتمي بكوخه، اشترط عليه العجوز أن يحضر له الثمار مقابلاً لذلك.
ظلّ العصفور مقيماً بمنزل هذا العجوز لعدّة أيام، ولكن العجوز لم يكن يحسن إليه، بل كان دائماً يبدي انزعاجه بسبب استيقاظه المبكّر كل يوم، وكان يقول في نفسه: سأقوم بطرد هذا العصفور المزعج، كما وأنّه يأخذ من حلاوة الثمار قبل أن يعطيني إياها، من الأفضل أن ألتقطها بنفسي.
عندما علم العصفور بذلك قرّر أن يبني له عشّاً فوق كوخ العجوز، مقابل أن يظلّ يحضر له الثمار، ولكن في يوم من الأيام قرّر العجوز أن يحضر الثمار بنفسه، فخرج إلى الشجرة المجاورة لكوخه، وبدأ يحاول التقاط الثمار، ولكنّه لم يستطع التقاط شيء؛ فقرّر أن يقوم بهز الشجرة بقوّة؛ لعلّ الثمار تسقط إليه من دون أي مجهود أن يمد يديه ليلتقطها، ولكنّه فوجئ بشيء وقع على رأسه.
عندما التفت العجوز اكتشف بأنّ عش العصفور هو ما كان قد وقع على رأسه، لقد خسر العصفور عشّه بسبب كسله في بناء عش بعيد عن كوخ العجوز، وخسر العجوز الثمار بسبب طمعه بأن يأكلها كلّها.