قصة الغرابان الخاسران

اقرأ في هذا المقال


عالم الحيوانات في الغابة ينقسم إلى نصفين، فهنالك حيوانات ماكرة وأخرى طيبة ومنها من يمتاز بالحكمة ومنها بالحماقة، وأحياناً تغلب الحكمة القوة والمكر؛ وكل من هذه الحيوانات يستخدم قدرته إمّا بالخير وإمّا باستغلالها لأعمال الشر، وسنحكي في هذه القصة عن ثعلب ماكر يقوم باستغلال غرابين، ويلقنهما درساً بمكره عن أهمية الاعتماد على النفس.

الغرابان الخاسران:

كان هنالك غابة تعيش بها الحيوانات المختلفة، وفي يوم من الأيام سمعت هذه الحيوانات صوت شجار ونزاع، حاولت هذه الحيوانات الاقتراب لكي تعرف ما سبب هذا النزاع ولكن لم يستطيع أي أحد أن يعرف السبب، فجاء الثعلب المكّار وأراد أن يقترب لكي يعرف السبب ويبحث عن خطة ماكرة كعادته، وجد غرابين يقفان على شجرة ويتشاجران، اقترب الثعلب وسأل هذين الغرابين عن سبب الشجار ووعدهما أن يجد لهما الحل المناسب، فقال أحدهما: نحن اتفقنا على أن نتقاسم حبة الجبن هذه فيما بيننا، ولكن هذا الغراب الأحمق يحاول أن يأخذ أكثر من نصيبه ويريد أن يغشني.

ابتسم الثعلب المكار ابتسامة خبيثة وقال: إذاً ما رأيكما أن أقسم لكما حبة الجبن هذه بنفسي وبالتساوي فيما بينكم، نظر الغرابان إلى بعضهما البعض ثم وافقا على ذلك، أخذ الثعلب حبة الجبن وقسمها نصفين ولكن كان هنالك نصف أكبر فقال: يا إلهي لقد قسمت قطعة أكبر من قطعة سآكل منها قليلاً كي تصبح القطعتين بنفس الحجم فالعدل أساس كل شيء.

ورجع الثعلب وأخطأ في المرة الأولى فأكل قطعة كبيرة حتى أصبحت القطعة الأخرى تبدو أكبر، فعاد وقضم من القطعة الأخرى كي تصبح متساوية معها، نظر الغرابان إلى بعضهما باستغراب شديد ولم يكن أحدهما يعرف ماذا سيفعل مع ذلك الثعلب المكّار فكلاهما يشعر بالخسارة، واستمر هذا الثعلب بأكل القليل من كل قطعة حتى نفّذ خطته وأكل الجبن كلّه ثم فر هارباً منهما.

غضب الغرابان كثيراً من هذا الثعلب الماكر ولكن نظر كلاهما إلى الآخر وقال أحدهما: هذا درس لنا كي نتعلّم في المرة القادمة أن نقوم بحل مشاكلنا بأنفسنا دون الاستعانة بأي شخص آخر خاصّةً هذا الثعلب الشرير.


شارك المقالة: