يجب على كل شخص أن يكن مقتنعاً بمظهره وشكله؛ حتّى لو لم يبدو جميلاً للبعض، سنحكي في قصة اليوم عن غراب كان لا يحب شكله، حاول في مرة أن يتخفّى بريش الطاووس كي يظهر مثله، ولكنّه ندم على فعلته ونال عقابه.
قصة الغراب والطاووس
في إحدى الغابات كان غراب يعيش على غصون الأشجار حزيناً طوال الوقت؛ فهو دائماً ما يفكّر بأن الله قد منح جميع الطيور الأشكال والألوان الجميلة ما عداه هو، كان ينظر ويتأمّل الطيور والعصافير ذات الألوان البهيّة مثل: طائر الكناري والسنونو وخاصّةً الطاووس ذو الريش الملوّن الجميل والكثيف.
وفي مرّة من المرّات كان الغراب يطير فوق الأشجار ورأى شيئاً غريباً، عندما اقترب وجد بعض الريش على الأرض وظهر أنّه للطاووس، فرح كثيراً وقرر أن يلبسه على جسمه ليرى كيف سيصبح شكله، أعجب بمنظره بعض أن حاول وضع هذا الريش بين ريشه، وبينما هو يسير إذ رآه كبير الغربان وقال له: ماذا تفعل بنفسك أيّها الغراب، فلن تصبح طاووساً إن وضعت البعض من ريشه على جسمك.
لم يعطِ الغراب اهتماماً لكلام الغراب الكبير وقال له: أنا سأذهب وأعيش مع طيور الطاووس فلم يعد لي مكان عندكم، ذهب الغراب وهو يضع الريش على نفسه وقرّر العيش مع طيور الطاووس، وفي يوم ماطر خرجت طيور الطاووس تستحم بالماء وتقوم بتصفيف ريشها، وكان الآخر يقوم بنفش ريشه الطويل، والآخر يستعرض ويرقص.
بدأ الغراب يجرّب أن يفعل مثلهم، ولكنّه عندما حاول نفخ ريشه لم يستطع ذلك، ثم حاول أن يغنّي مثلهم، ولكن عندما بدأ بالغناء كان صوته قبيحاً، وبدأت جميع الطيور تلاحظ وجوده، علم أحدهم أنّه غراب يتخفّى بريش الطاووس؛ فهجمت عليه الطيور وأوقعته أرضاً وقامت بطرده، وقع ريشه على الأرض حمله وعاد إلى قطيعه.
تفاجأ الغراب أنّه عندما عاد لقطيعه لم يتعرّف عليه أحد، وقاموا بطرده وقال أحدهم: هيا اذهب من هنا فأنت لست واحداً منا، ولكن كبير الغربان كان يعرفه؛ فأمر الغربان أن يستقبلوه ويسامحوه على ما فعل؛ فهو قد نال عقابه ونظر للغراب وقال له: ألم أنصحك بعدم فعل ذلك، كن أنت ولا تحاول أن تشبه أحداً غيرك.