من أروع ما يكتسبه الطفل في الحياة هي الصداقة الحقيقية، ويجب على الطفل أن يتعلّم أن يقدّس هذه العلاقة وأن يعلم أنّها يجب أن تكون خالية من الاستغلال أو أي شائبة أخرى، وسنحكي في قصة اليوم عن ضفدع مؤذي حاول استغلال صديقه الفأر ولكنّه نال جزائه على يد الصقر.
الفأر والضفدع والصقر:
كان هنالك فأر يعيش على اليابسة، كان هذا الفأر يتنقّل من مكان لآخر ويشعر بالملل، فقرّر أن يغيّر مكانه ويحاول أن يتعرّف على أصدقاء جدد، وفي يوم من الأيام كان هذا الفأر يمشي بمحاذاة النهر فسمع صوت ضفدع.
عندما التفت الفأر وجد ضفدع يقف على زنبقة من الزنابق فسلّم عليه وسأله: ما بك أيّها الفأر يبدو عليك الحزن؟ قال له الفأر: أنا أشعر بالملل فليس لدي أصدقاء وأمضي أغلب أوقاتي في التجوال والبحث عن الطعام، فقال له الضفدع: وأنا أشعر بالملل كذلك ما رأيك أن نصبح أصدقاء أيها الفأر.
فرح الفأر بهذه الفكرة وأصبح هو والضفدع من أعز الأصدقاء، ولكن هذا الفأر لم يكن يعرف أن سوء حظّه قد دفعه للتعرّف على ضفدع سيء الطبع والأخلاق؛ فكان من طبعه إيذاء الغير بالإضافة إلى أنّه كان يمضي أغلب أوقاته داخل الماء.
وفي يوم من الأيام فكّر الضفدع بحيلة مسليّة كي يؤذي بها الفأر المسكين فقال له: ما رأيك أيها الفأر أن أقوم بربطك بحيل وأضعك فوق ظهري وأتجوّل معك في أنحاء الغابة؟ تردّد الفأر في بداية الامر ولكنّه وافق على الفكرة وشعر أنّها قد تشعره بقليل من المتعة.
ربط الضفدع الفأر بحبل وبدأ يتجوّل به في أنحاء الغابة وفجأة صرخ الفأر: توقّف أيها الضفدع فأنا أشعر بالتعب، لم يستجب هذا الضفدع وأكمل سيره وهو يضحك على شكل الفأر المتعب وعندما وصل إلى طرف النهر قفز به وكان معه الفأر المسكين، غرق الفأر في النهر ولم يستطع إنقاذ نفسه من شدة التعب ومات.
عندما غرق الفأر طفت جثّته فوق النهر وكان في هذه الأثناء صقر يطير فوقه، وعندما رأى جثة الفأر أسرع والتقطها بمنقاره ولم يكن يعرف أن الحبل مربوط بالضفدع أيضاً؛ فقام بسحب الفأر ومعه الضفدع وقام بأكلهما معاً، وكان هذا جزاء الضفدع المؤذي الذي قام بإيذاء صديقه أيضاً.