قصة الفتاة الخارقة

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من القصص التي استمد كاتبها الأحداث من وحي الخيال، ولكن قام بتوظيف هذا العنصر الأساسي من أجل قيمة أدبية بأسلوب شيّق، وسنحكي في هذه القصة عن فتاة عجيبة يسخر زملائها من شكلها، ولكنّها كانت تتحوّل لفتاة جميلة وخارقة في الليل، وكان يجب أن لا تفصح عن أمرها لكي لا تخسر هذه القوة الخارقة، فوجدت من أحبّها بصدق، وقرّرت أن تخسر قوّتها مقابل أن تتزوج بالشخص الذي أحبّها قبل أن تصبح فتاة جميلة وخارقة وبالشكل الذي لم يعجب الكثيرين.

الفتاة الخارقة:

كان هنالك فتاة تسكن في منزل بسيط مع والديها وكان اسمها أوليفيا، كانت تعيش حياة بسيطة جدّاً خالية من الصعوبات، ولكن كانت معاناتها الوحيدة هي أن شكلها يبدو غريباً بعض الشيء وفي نظر الأغلب كانت تبدو قبيحة؛ لذلك كان لها في المدرسة صديق واحد يحبّها كثيراً، أمّا بقية زملائها فكانوا يستهزؤون بشكلها العجيب دائماً خاصّةً واحد اسمه سام.

كان سام يستهزأ بها كثيراً كل ما رآها وكانت هي حزينة لذلك، ولكن لم يكن يعلم أن هذه الفتاة لديها سر غريب وهو أنّها تستطيع التحوّل إلى فتاة جميلة جدّاً ولديها قدرات خارقة بالليل، ومن هذه القدرات هو أنّها تستطيع حمل الأشياء الثقيلة جدّاً بالإضافة إلى أنّها تستطيع الطيران كذلك.

ولكن هي لا تستطيع إخبار أحد بهذه القدرات العجيبة؛ وذلك لأنّها إذا كشفت أمرها فسوف تضيع منها هذه القوة الخارقة؛ فسر قوّتها هو أن يبقى هذا الأمر مخفيّاً عن الجميع،  كانت أوليفيا تطير في الليل في السماء لمسافات كبيرة، وكانت تحب أن تقف فوق برج عالي جدّاً كي تشاهد قريتها من الأعلى، وكانت تراقب كل شيء حتّى تعرف ما يحدث.

في مرة من المرات وفي أثناء طيرانها بالليل من أجل مراقبة قريتها رأت شيء غريب، وهو أنّه كان هناك شاب يقوم بسرقة امرأة عجوز، عندما رأت ذلك لم تستطيع الوقوف مكانها بل نزلت مسرعةً وقامت بركل ذلك الشاب حتى وقع على الأرض، نظرت له وقالت: أيّها اللص هل أخبر الشرطة بما فعلت؟ قال لها: أرجوكِ سامحيني فأنا لن أفعلها مرة أخرى فتركته وذهبت على أن يعدها بالابتعاد عن السرقة.

عادت في صباح اليوم التالي لشكلها وذهبت للمدرسة ولم يتغير بالأمر شيء فبقي زملائها يستهزؤون بها، ولكنّها عادت بالليل لتصبح الفتاة الجميلة الخارقة، وأثناء طيرانها سمعت صوت شخص يصرخ فاقتربت من الصوت ووجدت شخص يقع على الأرض وكان فوقه جذع شجرة ثقيل، رفعت هذا الجذع بقوتها الخارقة وأمسكت بيده لتساعده على النهوض وعندما نظرت له تفاجأت فكان صديقها سام الذي كان يستهزأ بها دائماً، فنظر في عينيها الجميلتين وسألها: من أنتِ أيتها الفتاة الجميلة؟ فصمتت لأنها لا تستطيع إخباره وطارت بعيداً.

في اليوم التالي وفي أثناء طيرانها سمعت صوت صراخ شاب، وعندما اقتربت وجدت شاب يقف على جذع الشجرة نفسها وعندما اقتربت كان هو سام، شكّت أوليفيا بالأمر فبدا لها أنّه يستطيع النزول ولكن سام كان يريد رؤيتها لشدّة جمالها، رفضت أوليفيا الإفصاح عن نفسها وطارت؛ فهي لا تريد التحدّث مع الشخص الذي يقوم بمضايقتها دائماً.

وفي ذات يوم كانت أوليفيا تطير في السماء فسمعت صوت شخصين يصرخان، استطاعت أوليفيا أن تميّز الصوت الأول لأنها سمعته أكثر من مرّة فهو سام، ولكن عندما اقتربت لتعرف صاحب الصوت الآخر وجدت أنّه زميلها الذي يحبّها كثيراً، فكّرت أوليفيا بالأمر ولكنّها استأثرت مساعدة زميلها الذي يحبّها كثيراً؛ فهي تعرف أن سام أحبّها ويريد رؤيتها من أجل شكلها الجميل فقط.

قامت أوليفيا بإنقاذ صديقها المحبّبة لديه، وعندما اقترب منها نظر لعينيها وقال: أنا أشعر أنني أعرفكِ فما هو اسمك؟ رفضت أوليفيا الإفصاح عن نفسها وكانت خائفة من أن تذهب قوتها الخارقة، ولكن تفاجأت بأن زميلها ينظر لها وكان يضحك فقال لها: أنا أعرف أنك أوليفيا فطالما كنت أحبّ عينيكِ الجميلتين وأنتِ تبدين لي جميلة في كل حالاتك، فرحت أوليفيا واقتربت من صديقها وأفصحت عن نفسها ولم تعد خائفة من خسارة قوّتها أو من شكلها العجيب؛  فهي الآن مع الشخص الذي يحبّها بصدق، تزوجت أوليفيا به وعاشت معه بسعادة غامرة.


شارك المقالة: