قصة الفراشة روزيت

اقرأ في هذا المقال


من أسمى المعاني التي يجب أن نزرعها في نفوس الأطفال هي حب الوطن والانتماء له، سنحكي في قصة اليوم عن فراشة لم تكن سعيدة بموطنها، وترغب السفر إلى مكان بعيد، ولكنّها بعد ما واجهت الصعوبات في السفر لوحدها، أدركت أنّها لن تكون سعيدة إلّا بموطنها الذي تعيش به مع أصدقائها.

قصة الفراشة الصغيرة روزيت

كان هنالك فراشة صغيرة واسمها روزيت، وعلى الرغم من أنّها فراشة صغيرة ونحيلة، إلّا أنّها كانت فراشة ناعمة وجميلة ومشرقة كأشعة الشمس، ودائماً ما تطير وتتنقّل بين الأزهار الملوّنة الجميلة وزاهية المنظر، كانت تحب الطيران واللعب كثيراً.

روزيت لم تكن سعيدة تماماً؛ والسبب في ذلك أنّها كانت ترغب في الانتقال إلى مكان آخر تحبّه كثيراً وهو الجبال الزرقاء، وكان هذا المكان بعيد جدّاً، ويحتاج لقطع مسافات طويلة للوصول إليه، ولكن من شدّة رغبة هذه الفراشة في الذهاب لهذا المكان؛ قرّرت في يوم من الأيام أن تسافر إلى هناك.

بدأت الفراشة روزيت في رحلة سفرها إلى ذلك المكان البعيد، وفي طريقها صادفت عصفوراً جميل المنظر ولكنّه يبدو عليه الحزن قليلاً، وعندما اقتربت منه وجدت عينه اليمنى مصابة بشيء ما، فاقتربت منه وألقت عليه التحيّة وقالت له: صباح الخير أيّها العصفور الجميل ماذا حل بعينك اليمنى؟ فرد عليها: لقد كنت أطير بين الأشجار بسرعة، ودخل بعيني فرع شجرة صغير هل تستطيعين إخراجه لي أيتها الفراشة؟ ردت عليه: بالطبع سأفعل ذلك.

اقتربت روزيت من ذلك العصفور تحاول إخراج الغصن الصغير من عينه اليمنى، حاولت جاهدة أن تخرجه، واستطاعت بعد ذلك أن تخرجه من عينه، فرح هذا العصفور كثيراً وشكرها على المعروف الذي قدمّته له، بعد ذلك سألها العصفور قائلاً: إلى أين ذاهبة أيتها الفراشة؟ رت عليه قائلة: أريد أن أتجّه إلى الجبال الزرقاء.

تعجّب العصفور من كلام الفراشة وقال لها: ولكن كيف تريدين السفر إلى هناك، ألا تعلمين أن هذا المكان بعيد جدّاً، وأنتِ صغيرة الحجم فكيف ستتحملّين عناء السفر إلى هناك؟ قالت له الفراشة: ولكن أنا دائماً أحلم بالوصول إلى هذه الجبال الجميلة المنظر، وأنا أستطيع السفر لوحدي إلى هناك، وأحلم أن أعيش هنالك بقية حياتي.

شعر العصفور بالقلق لحال هذه الفراشة التي تبدو عليها الجرأة الكبيرة وعدم الخوف من المغامرة والسفر لمسافات طويلة، ولكن لم يكن يملك من أمره إلا أن يودّعها ويذهب، أكملت الفراشة طريقها وصادفت أرنباً، كان هذا الأرنب يملك شعراً طويلاً أبيضاً، وكان كبير الحجم، رحبت به الفراشة وقالت: مرحباً أيها الأرنب.

رحّب بها الأرنب وكان يبدو عليه أنّه يتألّم من شيء ما، فاقتربت منه الفراشة وشعرت أن هنالك شيء ما يعلق بقدمه من الخلف، فسألته: ما بك أيها الأرنب؟ رد عليها وقال: لا أعلم ولكن ربّما تكون شوكة صغيرة قد دخلت قدمي، هل تستطيعين إخراجها؟

ردّت عليه الفراشة: نعم بالطبع سأساعدك بإخراجها، وعندما أخرجتها شعر الأرنب براحة كبيرة وشكرها وسألها عن وجهتها فردّت عليه: أريد السفر إلى الجبال الزرقاء، فقال لها الأرنب: ولكن أيتها الفراشة الناعمة لا أظن أنكِ تستطيعين الوصول إلى هناك، فردّت عليه: كلّا أنا سأستطيع السفر إلى هناك لا تقلق، تمنّى لها الأرنب حظّاً موفقّاً وودّعها، ومضت لإكمال طريقها في السفر.

شعرت الفراشة أن حديث العصفور والفراشة حديثاً غريباً؛ فهي تظن أنّها تستطيع الطيران إلى حيث شاءت، وعندما بدأت تطير وتمر بجانب الجبال شعرت أنّها متعبة، ولكن رغبتها الشديدة بالسفر دفعتها إلى مواصلة المحاولة مرة وأخرى، إلى أن شعرت أن جناحيها الصغيرين لم يساعداها على الطيران أكثر، وشعرت انّها بدأت تنزل للأسفل.

وبينما هي في طريقها للنزول إلى الأرض، شعرت فجأة بأن هنالك شيء يحملها ويطير بها للأعلى، وعندما التفتت وجدته العصفور الذي أنقذته وهي في طريقها للجبال الزرقاء، فبدأ العصفور يطير لأعلى ويحاول أن يبذل جهده لمساعدتها، ولكن هو الآخر لم يستطيع تحمّل البرد القارس وشعر أنّه متعب جدّاً؛ فعاد ونزل هو والفراشة للأسفل.

ولحسن حظ هذه الفراشة كان الأرنب الذي أنقذته يقف على الأرض؛ فالتقطهما سويةً وأنقذهما من الوقوع على الأرض، وعندما استفاقت الفراشة والعصفور أدركت أن الأرنب والعصفور كانا محقّين في كلامهما؛ فنظرت لهما وقالت: أنا لا أريد الذهاب إلى الجبال الزرقاء بعد الآن وأريد العيش معكما فقط. عاد كل منهما إلى موطنه، وأدركت الفراشة روزيت أنّها لن تكون سعيدة إلّا بموطنها وبرفقة أصدقائها.


شارك المقالة: