قصة الفيل وصديقه إيوان

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا تعليم أطفالنا عدم الاستسلام للظروف السيئة، بالمحاولة والتفكير يستطيع الشخص أن يصل للحل المناسب، سنحكي في قصة هذا المقال عن فيل كان يعمل عملاً شاقّاً، وقام بعدّة محاولات للبحث عن عمل آخر يناسبه أكثر، حتّى استطاع بعد جهد كبير أن يجد العمل المناسب له ولصديقه.

قصة الفيل وصديقه إيوان

كان هنالك فيل يعمل مع صديق له اسمه إيوان في مغسلة للسيارات؛ حيث كانت مهمّة إيوان هي أن يملأ خرطوم الفيل بالماء من أجل الغسيل، وكان الفيل يساعده بالغسل والتنظيف والتلميع، لم يكن عملهم سهلاً؛ وذلك لانّهم يعملون لساعات طويلة متتالية بالإضافة إلى أنّ مهمتهم تحتاج إلى جهد كبير.

في يوم من الأيام بينما كان الفيل يقف مع صاحبه ويساعده بالعمل، إذ شعر بوخز بسيط في قدمه، وشعر أنّه متعب ومنهك من العمل؛ فشكى ذلك لصديقه وأخبره أنّه يريد أخذ قسط من الراحة؛ فهو لم يعد كالسابق، ولكن أخبره صديقه إيوان أنّه يجب عليه التحمّل فهو لا يملك بديلاً لذلك، وأخبره بأنّه لا يرغب بالعودة لحديقة الحيوانات التي جاء منها.

كانت حديقة الحيوانات مكان غير مريح أو لطيف بالنسبة لهما؛ حيث كانت أسواره مغلقة، اقتنع الفيل بكلام صديقه وفكّر قليلاً ثم قال: هل تعلم يا صديقي أنّني ماهر في الطهي، ما رأيك أن أعمل في مطعم فأنا أعد أكلات شهية؟ نظر له صديقه وقال: ولكن لا أظن أنّها فكرة جيدّة؛ فالمطاعم لا يناسبها أن تدخل الأفيال ذات الحجم الكبير داخل المطعم.

كان من عادة الفيل أنّه لا يستسلم بسهولة؛ لذلك فكّر قليلاً وقال: لا أظن أنّني سأفشل في ذلك غداً سأذهب إلى جميع المطاعم، وسأتقدّم بوظيفة الطاهي لأرى ماذا سيحصل، وعندما خرج في اليوم التالي وكان متحمّساً لتلك الوظيفة وذهب إلى جميع المطاعم، ولكنّه عاد بأذيال الخيبة فلم يجد أي مطعم يقبل به كطاهي لديه.

شعر الفيل بالحزن الشديد، ولكنّه فكّر في نفسه وقال: لا بد أن أبحث عن أي عمل آخر؛ فأنا لم أعد استحمل العمل الشاق في غسل السيارات بعد الآن، ظلّ الفيل جالساً يفكّر لساعات طويلة وأخيراً خطر بذهنه فكرة رائعة؛ فذهب لصديقه إيوان وقال له: غداً سأذهب إلى البنك وأقوم باقتراض مبلغ من المال، وسأفتح مطعماً أقدّم به الحساء اللذيذ، أمّا أنت فستعمل معي بالغناء؛ فأنت لديك صوت رائع وماهر في ذلك.

فرح كثيراً إيوان بهذه الفكرة وقال لصاحبه: حسناً أنا سأقف على باب المطعم كي أغنّي للزبائن، وهذا سيساعد في جلبهم إلينا، قال له الفيل: ماذا سنطلق اسماً على مطعمنا؟ فكّر صديقه قليلاً ثم قال له: أنا لدي اسم مناسب ما رأيك أن نسمّيه: (مطعم الغناء والحساء)؟ أعجب الفيل بهذا الاسم.

ذهب الفيل في صباح اليوم التالي وهو بكامل حماسه إلى البنك ليقترض المال، ولكن لسوء حظّه أنّ البنك رفض أن يعطيه كامل المبلغ؛ وذلك لعدم وجود ضمانات كافية لدى الفيل وقاموا بعرض نصف المبلغ فقط، عاد الفيل إلى صديقه إيوان حزيناً واخبره أن المبلغ الذي حصل عليه من البنك لا يكفي ثمن فتح المطعم الجديد، بل ربمّا لا يكفي لنصف تكلفته.

حزن إيوان لصديقه الفيل، وقرّرا أن يكملا عملهما في مغسلة السيارات لإكمال المبلغ المطلوب، ولكن العمل كان شاقّاً، بالإضافة إلى أنّهما يعملان ساعات طويلة، مضى من الوقت أيام وأسابيع وأشهر، ولم يستطع الفيل وصديقه أن يكملا ثمن فتح المطعم الجديد.

وفي إحدى الأيام بينما كان الفيل يعمل في غسل السيارات وهو يشعر باليأس والملل، إذ سمع صوت موسيقى وغناء يقترب منه، قال الفيل لصديقه: ماذا تظن أن يكون هذا الصوت؟ قال له صديقه: هيا لنخرج ونرى، وعندما خرجا وجدا سيارة كبيرة تعمل ببيع الآيس كريم، وتصدر الموسيقى الجميلة، وأن هنالك عدد كبير من الأطفال يجتمعون حول هذه السيارة، فرح الفيل كثيراً عندما رأى ذلك، وظن صديقه إيوان أنّه فرح لأنّه يريد أن يشتري الآيس كريم، ولكن الفيل كان يفكّر بأمر آخر.

عندما سأل إيوان صديقه الفيل عن سبب فرحته قال له: لقد خطر ببالي فكرة أن نقوم بعمل مطعم متنقّل بالشاحنة وهذا لن يكلّفنا كما لو كنّا سنفتح المطعم الكبير، فرح إيوان بفكرة الفيل وأخبره أنّها ستكون خطوة رائعة.

في اليوم التالي ذهب الفيل وقام باستئجار شاحنة، وبدأ يبيع بها الحساء اللذيذ، بينما كان صديقه إيوان يغنّي معه، كانت الفكرة رائعة وجليت الكثير من الصغار والكبار، وبهذا تخلّص الفيل من عمله الشاق، واستطاع أن يعمل في مهنة تناسبه وتسعده.


شارك المقالة: